- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
المسرحيات التي تؤدى في وطننا العربي
بقلم : عبود مزهر الكرخي
المسرحية الأولى : الضحك على الذقون
تتوالى الأحداث في المنطقة العربية والشرق الأوسط كما يحب إن يسميه الأمريكان والعرب ومعهم من المتأمريكيين، ومنذ السابع من أكتوبر وبعد(طوفان الأقصى)المبارك والذي كسر شوكة الكيان الصHيوني ومن تبعهم من العم سام والغرب الكافر، والذي يبدو من تسلسل الأحداث، أن خيوط اللعبة وكل تحركاتها تدار من الكيان اللقيط، والذي نلاحظ أن شعب بأكمله وهو شعب غزة وفلسطين يتم فيه أبادة جماعية، وبلا رحمة والتركيز على إبادة النساء والأطفال ونوايا خبيثة ومجرمة، الهدف منها القضاء وإبادة هذا الشعب والخلاص من هذا الشعب، والفيديوهات التي تم نشرها على العديد من مواقع التواصل الاجتماعي واليوتيوب، هي أكبر دليل من خلال دعوة كبار السياسيين والقادة العسكريين وكبار الحاخامات الصHاينة ، لقتل الأطفال النساء والأطفال والشباب وكبار السن وبدون اي رحمة.
ليأتي من يخرج لنا مسرحية هزلية وبائسة من خلال الأMريكان ومن يدور في فلكهم من قادة ورؤساء خونة في ضرورة التهدئة والعمل على أتفاق وقف لإطلاق النار وأطلاق سراح الرهائن الصHاينة، وهناك ركض محموم وبلا هوادة و بإيعاز من دولة الشر أمRيكا لصنائعها ممثلة بمصر وقطر وعربان الخليج والأردن العمل في هذا الاتجاه، والذي كان هذا الحراك أكثر من سنة، والذي يبدو أنه فشل فشلاً ذريعاً لأن المفاوض الصHيوني لا يريد ان أن يتم هذا الاتفاق من أجل كسب الوقت، والعمل على تدمير كل شيء في غزة وفلسطين والاستيلاء على غزة وضمها لهذا الكيان المجرم اللقيط وبقيادة النتن ياهو ومعه الخرف باEدن وكل قادة أمريكا ومعهم قادة العرب وبلا استثناء، إلا ما ندر والتي عبارة عن خروج تصريحات خجولة وإدانات شجب واستنكار’ لا تغني من جوع والتي تعود شعبنا العربي والإسلامي على تلك التصريحات والادانات، والتي كلها تدخل في خانة ذر الرماد على العيون ومسرحية الضحك على الذقون.
المسرحية الثانية : التضليل الإعلامي
ومن المسرحية خرجت لنا مسرحية دموية أخرى وأمام أنظار العالم كافة والشعوب العربية الإسلامية، وهو دخول لبنان وشعبه الحبيب في دائرة تلك الإبادة، والتي كالعادة قادتنا العرب والحكام لم يحركوا ساكناً وظلوا متفرجين على تلك المسرحية ومعهم كل تلك الشعوب الخانعة والذليلة، والتي الهدف من تلك المسرحيات هو هدف واحد وهم والذي يسعى له كل محور الشر هو القضاء على حماس وكل مقاومة فلسطينية وشريفة، والأهم القضاء على رمز المقاومة الأول والرئيسي وهو حزBب الله، والذي يقف ويمثل شوكة تفقأ عيون كل محور الشر والأجرام، والذي لو رجعنا التاريخ إلى الوراء، هو مثل محور الذي تم عقده في غزوة الأحزاب من يهود وكفار ومنافقين وحتى من البيزنطيين على رسول الله(صل الله عليه وآله) والمسلمين.
ولتخرج مسرحيات من قبل أمعات ممن يسمون انفسهم محللين استراتيجيين وسياسيين، ومن دول وعربان الخليج وباقي الخونة، في ضرورة عقد اتفاقيات وقف أطلاق نار والتسريع في أطلاق الرهائن، من اجل تجنيب الشعب الفلسطيني واللبناني مصائب الحرب والدمار والأهم نزع سلاح المقاومة من حماس وحزB الله، وهم كل هذا الركض واللهاث على عمل تلك الاتفاقيات القذرة والمجرمة، هو لمساعدة أبناء عمومة وخالات هؤلاء الحكام المجرمين العرب، لأنه لو بحثنا في أصل هؤلاء الحكام نجدهم ينحدرون من عروق يهودية، أما من ناحية الأم أو حتى من الأب فلا عجب ولا نستغرب من هذا الحراك المحموم ودعم الكيان الصHيوني بالمال والعتاد وحتى في الاستخبارات من أجل القضاء على شكل وأسم للمقاومة، أما من ناحية هؤلاء من المحللين فهم من عبيد الدرهم والدينار، وهم يسيرون على خطى اسيادهم لإرضاء أهواء ورغبات هؤلاء الحكام الطغاة المجرمة والقذرة، وهم عند ساعة المحشر سوف يحشرون مع اسيادهم وكبرائهم، وهم ينطبق قول الله عز وجل فيهم في محكم كتابه { وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِن شَيْءٍ ۚ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ ۖ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ } (1).
ليتم الأمر والحكم من قبل المنتقم الجبار بقوله {قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ } (2).
وهم مصداق لقوله تعالى في هؤلاء من لحاس قصاع السلاطين وعبيد الدرهم والدينار بقوله : { قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءَكُمْ بَلْ كُنْتُمْ مُجْرِمِينَ } (3).
المسرحية الثالثة : مؤتمر القمة العربي
في هذا المسرحية التي بلغ بي التهكم من مؤتمر القمة العربي الأخير والذي في السعودية والانكى من ذلك كان برئاسة المنشار(محمد بن سلمان)والذي وكالعادة كان مؤتمر بائس وهزيل من قبل قادة وحكام طغاة حاملين في دمائهم الخيانة والتآمر وكل طبائع الغدر والأجرام، والمضحك في الأمر أن هؤلاء الدول من عربان الخليج وباقي الدول كلهم يقيمون علاقات مع الكيان الصHيوني، وعلى أرفع مستوى وسائرون في مسار التطبيع والى نهاية الطريق وفي أحسن وعلى أكمل صورة، والذين ولحد وبالرغم من المجازر البشعة التي قام بها الصHاينة في غزة وفلسطين وفي لبنان لم يجرؤ أحدهم على قطع العلاقات مع هذا الكيان المسخ، بل ولا حتى تعليق العلاقات مع الكيان المجرم.
مع العلم أن دول اجنبية وليست مسلمة مثل بوليفيا وفنزويلا وجنوب أفريقيا قاموا بقطع العلاقات وإقامة دعاوي قضائية عليهم بتهمة الإبادة الجماعية على المجرمين في دولة الشر والإجرام الصHيونية، بل و الاتعس من ذلك أنهم قام عربان الخليج بقيادة دولة الأمارات بفتح طريق بري من الخليج العربي الى الكيان الصHيوني لإمداد اليهود بالطعام والغذاء وكل ما يحتاجون، متناسين ودائرين ظهورهم عن كل ما يجري في غزة وفلسطين وحتى لبنان من قتل واجرام وتجويع وحصار من ناحية الغذاء والدواء وكل مستلزمات الحياة.
فهذه هي الوحدة العربية والتضامن العربي والذي يحصل تحت أطار جامعة الدول العربية البائسة الذليلة وبكل معنى الكلمة.
والمثير للسخرية أنهم اصدروا بيان بأشد العبارات وكالعادة بالشجب والاستنكار عن ما يجري في غزة وفلسطين مضاف اليها لبنان، والذي لو رجعنا سنة الى الوراء لشاهدنا انه نفس المؤتمر البائس والذليل قد عقد نفس المكان وفي نفس الوقت تقريباً، وأصدر أيضا بيان شديد اللهجة بأشد العبارات حول نفس الموضوع.
فأي حكام عرب ومسلمين عندنا ولابسين جلباب الخيانة والتآمر والأجرام وبكل معنى الكلمة. وهناك الكثير من المسرحيات التي تجري في عالمنا العربي والإسلامي والتي تدخل عنوانها في مسرحية الضحك على الذقون والخيانة والإجرام والغدر وباخس الصور وابشعها، ولكن نكتفي بهذا القدر لأن لو سردناها وكتبناها يشيب لها الطفل الرضيع، ونترك للقاري واللبيب متابعة باقي هذه المسرحيات.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر :
1 ـ [ إبراهيم: 21 ].
2 ـ [ غافر : 48 ].
3 ـ [ سبأ : 32 ].
أقرأ ايضاً
- الانتخابات الأمريكية البورصة الدولية التي تنتظر حبرها الاعظم
- مؤتمرات القمم العربية .. الجدوى والنتائج
- المخدرات أكبر المخاطر التي تفتك بالعراق