- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
ثبت يا تاريخ ما قاله الامام الحسن (عليه السلام)
حجم النص
بقلم:سامي جواد كاظم
الامام الحسن عليه السلام يعلم ان خلافة معاوية هي مرحلة تشويه التاريخ ومن بين احد وجوه التشويه هو جعل الوضيع رفيع ومن يخون مصون وفاقد النسب باعلى الرتب وان تسلط الشرار على الاخيار من المؤكد سيلجاون لحذف التاريخ والتاريخ بنفسه يحدثنا من ملا اوراقه جراح فكانت هذه الجراح تاريخ التزييف . امتاز الامام الحسن عليه السلام بشجاعة فائقة في نطق الكلام ورفع الحسام ، وحتى يثبت ما قد يتلاعب به بنو امية من صفحات التاريخ فانه كان يستغل اية فرصة لسرد تاريخهم ومنها مناظراته مع معاوية واعوانه ، وهذه المناظرات بحاجة الى تسليط ضوء وفق بحث مستفيض يظهر براعة الامام الحسن عليه السلام ومفردات حديثه وكيفية الرد على خصومه اي باختصار ثقافة الحوار. ولانه ابن وصي الله عز وجل فانه لا يقدم على خطوة الا ويذكر الله بالدعاء فمثلا عندما ارسل له معاوية قال عليه السلام " اللهم إني أدرأ بك في نحورهم، وأعوذ بك من شرورهم وأستعين بك عليهم، فاكفنيهم بما شئت وأنّى شئت، من حولك وقوّتك يا ارحم الراحمين" ، وهذا درس لنا ان ندعو الله عز وجل في كل مفردات حياتنا ولو بقول لا اله الا الله محمد رسول الله . ثم علمنا درسا مهما الامام عليه السلام الا وهو اختيار الجلساء لحفظ مجلسنا ومكانتنا ولذا عندما برر معاوية ارساله للامام الحسن (ع) وقوله انها بارادة جلسائه اجابه عليه السلام " سبحان الله، البيت بيتك، والاذن فيه اليك، والله لئن أجبتهم إلى ما أرادوا، إني لاستحيي لك من الفحش، ولئن كانوا غلبوك إني لاستحيي لك من الضعف، فبأيهما تقرّ؟ ومن أيّهما تعتذر؟" كل مناظرات الامام الحسن عليه السلام نراه ينصت بدقة لما يقولون ولا يرد عليهم حتى يفرغوا ما بجعبتهم من حقد وباطل على ال بيت الرسول عليه وعليهم افضل الصلوات والتسليم . ثم يبدا بالرد عليهم حسب تسلسلهم بالحديث ، وكل جملة من ردوده تستحق تحقيق ، لكن بالاجمال قوة الرد عندما يكون فيه نص اية مثال ذلك وهو يذكر عمرو بمثلبة لابيه العاص" وقال العاص بن وائل: إنّ محمداً رجل أبتر لا ولد له، فلو قد مات انقطع ذكره، فأنزل الله تبارك وتعالى: (إنّ شانئك هو الأبتر)" ، او قول لرسول الله صلى الله عليه واله ، وهنا لابد لنا من الاشارة انه عندما يذكر الامام الحسن عليه السلام حديث عن رسول الله (ص) فهذا يعني انه سمعه مباشرة عن جده وعند العودة عن زمان ومكان الحديث لرسول الله سيكون لدينا اليقين بان الامام الحسن (ع) كان حاضرا مثلا وقعة خيبر وقو جده (لأعطينّ الراية غداً رجلاً يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله، كرّار، غير فرّار) طبعا مع الحديث ذكر احداث ، وعندما يصف حدث معين فهذا يعني ان كان الحدث في حياته فهو مطلع على تفاصيله وان كان قبل ولادته فهو قد علمه عن ابيه او جده واما الشعر فهو الاخر حجة دامغة عند العرب وهو اقوى وسيلة اعلامية بحيث من يذكر فيه الشعر تتلاقفه الاذان وتتناقله الالسن لذا كان عليه السلام حريصا باختيار ابيات من الشعر في صميم الحجة . واخيرا في اختصاراتنا ان الامام الحسن عليه السلام اشار لبعض الاحداث قد انفرد هو بها يعني هو اول من ذكرها ويعلم بتفاصيلها واستخدم اسلوب المقارنة بين تشابه الحدثين واختلاف حكمهما لكي يقحمهم بايهما يقرون وعن ايهما يفرون . واما التاكيد على مناقب الامام علي عليه السلام فانها جاءت بالصميم ولانه يعلم ان القوم سيتناقلون ما جرى بينه وبين جلساء معاوية الذي هو اسوء منهم ولم يغب هذا الامر على الامام فعند الرد بدا به .
أقرأ ايضاً
- المجتهدون مواقف وقيادة
- حماية البيانات الشخصيَّة
- الجنائيَّة الدوليَّة وتحديات مواجهة جرائم الكيان الصهيوني