- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
تحديات الحفاظ على اللغة العربية الفصحى
بقلم:عباس الصباغ
ان من اهم اسباب تدني الثقافة اللغوية لدى الانسان العربي هو ابتعاد الانسان العربي بشكل عام والمثقف (الانتلجنسيا) بصورة خاصة عن الحاضنة الاولى للغة العربية الا وهو القرآن الكريم الذي يعد صمام الامان لهذه اللغة والحصن الحصين لها من الاندثار كما حصل للكثير من اللغات التي طواها النسيان وصارت في خبر كان ، الا اللغة العربية التي تعد اليوم اللغة الحية السادسة المعترف بها في الامم المتحدة حالها حال الانكليزية والاسبانية والبرتغالية والصينية والفرنسية ، سواء في المخاطبات الرسمية كالترجمة بين الوفود ، او في برامج هيئات الامم المتحدة الثقافية وغيرها ، وللأسف الممض اننا نرى الانسان العربي يجهل تماما قواعد لغته كما يجهل القرآن ككتاب مقدس واجب التعبد به قراءةً ايضا ، وهو لايستطيع ان يحكم من كتاب الله آية دون ان يخطئ في تهجئتها فضلا عن معانيها وتفسيرها وتأويلها ناهيك عن قواعدها وبلاغتها ولا اقصد علامات الترتيل او التجويد فهذه متروكة للمختصين وانما اقصد الحد الادنى اي اللغة والنحو ...الخ وارى ان معالجة هذا النقص يكمن في الرجوع الى القرآن الكريم كما كان اجدادنا وآباؤنا يتعلمون مع تطبيق مايتعلمون من القرآن (نطقا وكتابة وتلاوةً وترتيلا ) على قواعد اللغة العربية لكي تترسخ القاعدة النحوية في عقولهم فضلا عن اصول اللغة والكلمات ومعانيها، وليكون لديهم افق واسع من خلال القرآن الذي يجب ان يكون منطلقا لتعلّم اللغة العربية الفصحى، وثانيا قراءة اولية لمعاجم اللغة لاسيما لسان العرب لابن منظور ومختار الصحاح وبقية المعاجم ، عن طريق اخذ كل جذر لغوي على حدة ومعانيه الرئيسية ودون التفرّع في متاهات هذا الجذر ولكي لايضيع المعنى الرئيس له لان لكل جذر ثلاثي في اللغة العربية الكثير المعاني وقد تتشعب الى مالانهاية ( حوالي اثنا عشر مليون جذر ) وقد تكون متضادة فيما بينها او مترادفة وهكذا .
و اللغة العربية الفصحى لامناص عنها بالنسبة للكاتب او المثقف او لعموم شرائح المجتمع كواقع حال بديل اساسي عن اللهجات الدارجة (العامية) ، اي تكون لغة الثقافة (كتابة وابداعا وانشاءً) ، مع اتقان اللفظ الصحيح (قراءةً ونطقا وتهجئةً وقواعدَ وبلاغةً) ويتأتى هذا الاتقان من خلال المطالعة المستمرة والصحيحة للكتب والمصادر التي تعنى باللغة العربية كقواعد ولغة وغيرها وللموسوعات الادبية والعلمية والمصادر التاريخية والادبية والمعاجم والدوريات ، لكي تترسخ الكلمة الفصيحة والصحيحة المحترفة في العقول وتثبت على الالسن بعد تعلم التهجئة الصحيحة لمخارج الحروف وتثبيت الحركات الاعرابية عليها بالشكل الصحيح فيستقيم المعنى مع اللفظ في العقول والالسن والمخيال وكما قال ذات يوم استاذنا العلامة علي جواد الطاهر رحمه الله (من لم يتفقّه في العربية لايستحقّ ان يكون طالبا لها او قارئا للقرآن ) فعلى كل مسلم سواء أكان طالبا مختصا او غير مختص ان يتفقّه في العربية لغة ونحوا وكتابة (وقرآنا ) في الدرجة الاساس ) لان العربية هي ليست محض لغة بل هي الوعاء الذي نزل به القرآن الكريم وهي لغة الضاد.
أقرأ ايضاً
- الآن وقد وقفنا على حدود الوطن !!
- الآثار المترتبة على العنف الاسري
- الضرائب على العقارات ستزيد الركود وتبق الخلل في الاقتصاد