بقلم: أياد السماوي
بعد أن تيّقن رئيس تحالف القوى العراقية محمد الحلبوسي أنّ الكتل السياسية ذاهبة باتجاه اعتماد البطاقة البايومترية حصرا نزولا عند مطالب الشارع العراقي الرافض لإعادة استخدام البطاقة الألكترونية (العمية) مجدّدا , والتي استخدمت بشكل واسع وكبير في تزوير نتائج انتخابات 2018 في كلّ محافظات العراق خصوصا في المحافظات الغربية , فبعد عجزه في إقناع الكتل السياسية بضرورة استثناء المحافظات الغربية من اعتماد البطاقة البايومترية الحديثة غير القابلة للتزوير .. عمد الحلبوسي إلى القيام بتمثيلية مضحكة تظهره أمام الرأي العام والشارع العراقي أنّه حريص (للگشر) على إجراء انتخابات خالية من التزوير , حيث قدّم يوم أمس مقترحا إلى مجلس النواب مذيلا بتواقيع عددا من أعضاء حزبه يطالب فيه باعتماد استخدام البطاقة البايومترية حصرا ... ردّي الوحيد للسيد الحلبوس هو (ههههه راحت فلوسك يا صابر) ..
الشيء الوحيد المفرح حقا في مقترح الحلبوسي هو أنّ إرادة الشعب العراقي الرافضة للتزوير قد انتصرت أخيرا رغما على أنوف المزورين .. وستنتصر اليوم هذه الإرادة باعتماد نظام الدوائر المتعدّدة أي نائب واحد لكل دائرة انتخابية إن شاء الله تعالى وبهمة الغيارى من أعضاء مجلس مجلس النواب ...
الرافضين لنظام الدوائر المتعدّدة (نائب واحد لكل دائرة انتخابية) يحاولون إيهام الرأي العام العراقي أنّ نظام الدوائر المتعددة غير ممكن وصعب التطبيق خصوصا في تطبيق الكوتة النسائية وكوتة الإقليات , كما إنّه سيدفع بأصحاب النفوذ والمال للفوز بالمقاعد الانتخابية , والحقيقة أن هذه الاعتراضات واهية وغير صحيحة , فأصحاب النفوذ والمال سيمارسون نفوذهم وأموالهم في كلّ الحالات سواء كانت الدوائر صغيرة أو كبيرة , ولا فرق في ذلك , وإرادة الناخب الواعية وحسن اختياره لمن يمّثله هي الضمانة الوحيدة للتقليل من نفوذ أصحاب المال والجاه.
أمّا فيما يتعلّق بالصعوبات الفنيّة ومحاولة أيهام الرأي العام بأن الدوائر المتعددة (نائب واحد لكل دائرة انتخابية) سينتج عنه صعوبة تحديد الكوتة النسائية وكوتة الاقليات .. فلا وجود مطلقا لهذه الصعوبات المزعومة .. ففي كل دائرة انتخابية يؤخذ الفائز الأعلى بالاصوات من الرجال والفائز الأعلى من النساء والفائز الأعلى من الأقليات في الدوائر التي التي توجد فيها أقليات , وبعد ذلك يكون الفائزين من الرجال في دوائر المحافظة هم من حصل على أعلى النتائج في الدوائر الانتخابية , وكذلك يتم اختيار الفائز من النساء بأعلى الاصوات في الدوائر الانتخابية في المحافظة .. وليس هنالك أي صعوبة في احتساب الفائز الأعلى من الرجال أو النساء أو الاقليات في أي دائرة انتخابية .. فالتذرّع بالصعوبات الفنيّة هو لإيهام الشارع والرأي العام العراقي أنّ تطبيق نظام الدوائر المتعدّدة هو أمر غير ممكن من الناحية الفنية .. إنّنا إذ نهيب بكل النواب الغيارى الساعين لانتخابات حرّة ونزيهة وعادلة , أن يفوّتوا الفرصة على من يريد الالتفاف على مطالب الشعب العراقي بالدوائر المتعدّدة .. فإذا كان الهدف من اجراء الانتخابات هو تفكيك الأحزاب والكتل السياسية الفاسدة التي سرقت ثروة الشعب العراقي وثروة أجياله القادمة .. فلا بديل إلا بالدوائر المتعدّة (نائب واحد لكل دائرة النتخابية).
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً