- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
ذاب ثلج أمريكا وبان مرج ترامب
ابراهيم حبيب
وأنا أشاهد مجرى الأحداث في الولايات المتحدة الأمريكية يطرق أفكاري مثل شامي شهير اعتدت سماعه بكثرةٍ "بكرة يذوب الثلج ويبان المرج" على الرغم من صيفنا المتأخرإلى حد ما والأجواء المعتدلة بسبب التحام ثقب الأوزون بعد توقف المصانع بسبب الإجراءات الاحترازية جراء تفشي فيروس كورنا؛ إلا أن ذك لم يمهل الثلوج من صمودها، فاليوم نرى جليد أمريكا المُخلِّصة بدأ بالذوبان وتجلّى المرج واضحًا لأعين المتتبعين والجماهير، فهل ستتمكن الإدارة الأمريكية من إعادة الصورة النمطية التي زرعتها في أذهان أغلب بلدان الشرق الأوسط وعلى وجه الخصوص دول الخليج العربي؟! إذ صدرت نفسها كحامي كبير للمنطقة، ونصبت نفسها زعيم المساواة والحرية في العالم.
عزّزت أمريكا وجودها العسكري في مِنطقة الشرق الأوسط والخليج العربي عام 1991 أبان حرب الخليج، تحت ذريعة حماية عملائها ومصالحها في هذه المنطقة، وأصبحت أوسع انتشارًا بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، ثم غزو العراق عام 2003، ومن بعدها الحرب على تنظيم د1عش الإرهابي، وكثف البنتاجون قواته في السعودية تحت ذريعة حمايتها من تهديدات الخطر الإيراني المرتقب، ومقابل هذا الوجود كانت البقرة الحلوب (دول الخليج) تدفع الأموال للتمسك بزعيمة المكر والخداع (أمريكا) بغية الحفاظ على أمنها، كما كرست جهودها -إعلاميًا- لنبذ العنصرية ونشر السلام الزائف.
عزيزي القارئ أعلم جيدًا إلى الآن لم تتضح لديك صورة "المرج" الذي أستشهد به في مقدمة مقالي، لا بأس سأسرد التفاصيل.
شهد يوم 25 أيار 2020 شرارة انطلاقة خطيرة لم تعتاد عليها أمريكا مُذ عقود، مظاهرات واعتقالات وحظر للتجوال وفوضى عارمة شعل فتيلها مقتل مواطن الأمريكي من أصول أفريقية جورج فلويد (اسود البشرة) بعد أن وضع شرطي (ابيض البشرة) ركبته على عنقه في مدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا.
توسعت رقعة الاحتجاجات لتصل (البيت الأبيض) مقر إقامة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، والمقر الرسمي والمركزي لأعلى سلطة تنفيذية في أمريكا، حيث وصل المحتجين لمحيطه وتم الاعتداء عليهم واعتقال بعضهم من قبل عناصر الخدمة السرية المسؤولة عن حماية البيت، سجلت الأحداث مع بداية انطلاقها انتهاكات جسيمة على حقوق الإنسان وقمع الحريات منها الصحفية حيث اعتقل مراسل قناة (CNN) أثناء قيامه بنقل بث مباشر لمجريات الأوضاع، ويرى البعض أن أمريكا (أم الديمقراطية) على أبواب ثورة ضد العنصرية المتصاعدة.
ليبقى السؤال كيف ستقنع أمريكا (البراغماتية) حلفاؤها بأنها الحارس الأمين في حين بان المرج وفشلت لحد اللحظة على حفظ أمنها الداخلي؟
وكيف سوف يقنع دونالد جون ترامب (السايكوباث) العالم أنه ديمقراطي وهو يتخذ من الديمقراطية أحجية لتسير أموره؟
أقرأ ايضاً
- كيف السبيل لانقاذ البلد من خلال توجيهات المرجعية الرشيدة ؟
- المرجع السيستاني.. المواقف تتكلم
- النفط.. مخالب في نوفمبر وعيون على الرئيس القادم لأمريكا