- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
فوضى القيادة الخلّاقة لهادي العامري
بقلم أياد السماوي
لست مبالغا إذا قلت أنّ الفوضى السياسية التي تعصف بالبلد بسبب التكليف اللادستوري لرئيس الجمهورية برهم صالح لعدنان الزرفي بتشكيل الحكومة , هي بسبب ضياع الكتلة الأكبر .. فالاتفاق الذي أبرمه هادي العامري ومقتدى الصدر بتجاوز الكتلة الأكبر وتمرير هذا الاتفاق اللا دستوري من قبل رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس المحكمة الاتحادية عند تكليف عادل عبد المهدي لرئاسة الوزراء قد وضع البلد في مهّب الريح وفي دوّامة الأزمات السياسية .. وما يحصل اليوم من تجاوز على الدستور من قبل رئيس الجمهورية برهم صالح ورئيس المحكمة الاتحادية مدحت المحمود , كان بسبب القيادة الفاشلة لرئيس تحالف الفتح هادي العامري .. فالعامري الذي نجح نجاحا مشرّفا كمجاهدا ومقاتلا شرسا ضدّ عصابات داعش التي احتلّت المحافظات الغربية ووصلت على مشارف بغداد .. فشل فشلا ذريعا في قيادة تحالف سياسي جمع الأكراد والسنّة والشيعة لأول مرّة في تأريخ العملية السياسية .. وهذه النتيجة كانت متوّقعة لدى الكثير من المراقبين السياسيين الذين يعرفون إمكانات العامري السياسية .. فكان الأولى بالعامري أن يعرف تقلّبات ومزاج شريكه في تشكيل الحكومة مقتدى الصدر وأن لا يقدم على مثل هذا الاتفاق المخالف للدستور حتى وإن وافقهم رئيس الجمهورية ورئيس المحكمة الاتحادية في تجاوز الدستور في الكتلة الأكبر ... وها هو بلدنا يمرّ اليوم بأخطر أزمة سياسية تعصف به بعد سقوط نظام صدّام المجرم .. ولا أحد يعلم ما سيؤل إليه مصير البلد في ظل رفض الغالبية العظمى من الأحزاب والقوى السياسية الشيعية لرئيس الوزراء المكلّف عدنان الزرفي .. وهذه الأزمة ما كانت لتحصل لولا ذلك التجاوز الفاضح على الدستور في موضوع الكتلة الأكبر .. والفضل كلّ الفضل يعدة لعبقرية هادي العامري السياسية وقيادته الخلّاقة لتحالف البناء .. وهذا مما ساعد على ضياع حق المكوّن الشيعي في ترشيح رئيس الوزراء وانتزاع هذا الحق منهم من قبل رئيس الجمهورية بمساعدة رئيس المحكمة الاتحادية العليا .. ولعبت حالة الانقسام والتشرذم بين الأحزاب والكتل السياسية الشيعية دورا مهما في ضياع هذا الحق , حين عجزت عن ترشيح شخص مناسب يليق بمكانة منصب رئيس الوزراء .. فالقيادات التي ترّشح موظفا في ديوان رئاسة الجمهورية لتوّلي منصب رئيس الوزراء وحتى من دون أن تعرف أي شيء عن تأريخه غير جديرة بالعمل السياسي وقيادة هذا البلد .. وليس أمام هذه القيادات إلا التّنحي واعتزال العمل السياسي ليس فقط لعدم أهليتها للقيادة فحسب , بل لتورطها أيضا بكلّ عمليات الفساد والنهب الذي تعرّض له المال العام العراقي .. إرحلوا عن البلد جميعا واتركوا هذا الشعب يلعق جراحه وينهض من بين أكوام الرماد التي خلّفتها قيادتكم الفاشلة والفاسدة .. كلمتي الأخيرة لرئيس الوزراء المكلّف عدنان الزرفي .. اعتذر عن التكليف وانسحب لأنّك لن ولن تمر ..
أقرأ ايضاً
- ثورة الحسين (ع) في كربلاء.. ابعادها الدينية والسياسية والانسانية والاعلامية والقيادة والتضحية والفداء والخلود
- فوضى التصريحات والابتزاز السياسي
- نحن أو الفوضى !!