حيث البيئة الشعبية والطابع الاجتماعي البسيط وبين أناس كان همها لقمة العيش والحفاظ على مبادئها وقيمها الدينية والأخلاقية، فضلا عن إصرارها في المحافظة على مورثوها الجماهيري، كان لموقع نون جولة في منطقة تضج بالسكان وتكثر بها الأسواق الغذائية والخضرية، وتشكل موقعا ستراتيجا ضمن المحلات السبع لمركز مدينة كربلاء القديمة عرفت منذ سالف الزمان بمحلة باب الخان..
محلة باب الخان تقع بين شارعين يفصلانِها عن المناطق الأخرى هما شارع العباس ويمتد من باب قبلة العتبة العباسية المقدسة إلى تقاطع طريق كربلاء النجف، وهو شارع تجاري مهم، والشارع الآخر هو شارع ميثم التمار ويبدأ من مدخل كربلاء من نهر الحسينية، وينتهي إلى شارع الجمهورية عند تقاطع باب طويريج، ويفصل طرف من باب الخان عن المحلة الأصلية ..
[img]pictures/2010/12_10/more1291451272_1.jpg[/img][br]
ويقول (كاظم جواد الصفار) من سكنت المحلة، إن \"المحلة تعاني خلال فصل الشتاء من ترسبات المياه الأسنة، ومن عشوائية أصحاب المحلات الخضرية ومزايدتهم على الأرزاق وعدم النظام مما يؤثر سلبا على هوية المحلة وبالتالي المدينة\"، مناشدا أصحاب الشأن \"أن يراعوا أهمية وقدسية المدينة وأن يعملوا على النظام لإضفاء الصورة الحسنة عنهم وعن المحلة التي يؤمونها للتجارة وطلب لقمة العيش\"..
باب الخان والأعياد الشعبية: عيد (قنبر علي)
[img]pictures/2010/12_10/more1291451272_2.jpg[/img][br]
فيما أشار (أياد الصفار)، الى أهم الأعياد التي كانت تنشط حصريا في المحلة سابقا فقال \"كان العيد المسمى بعيد قنبر علي خاصاً بالعبيد الساكنين في محلة باب الخان قرب باب طويريج، وكان العبيد السود يجتمعون عصر كل يوم جمعة خلال شهر شعبان، حيث يأتون بحِبٍ مقلوب (إناء فخاري يستخدم لتبريد الماء) يغطونه بالقماش الأحمر وينصبون فوقه علماً أحمر، وينشدون أهازيج مختلفة تتغنى بالولاء لآل البيت (عليهم السلام) أما مساكن أولئك العبيد فهي تقع قرب مرقد ابن الحمزة، ولابد من الإشارة الى ان سبب تسمية (قنبر) فهو عبد أسود مملوك للإمام علي (عليه السلام)، وكان العبيد يحتفون به ويقتدون فيه لولائه لآل البيت (سلام الله عليهم) وخدمتهِ\".
وعن تاريخ الأسواق الشعبية في المحلة قال الحاج (حميد عمران) \"عرفت المحلة بالخانات الكثيرة لخزن وبيع الخضروات أو حظائر للخيول والمواشي، وكانت ولا تزال سوق باب الخان من أهم الأسواق في كربلاء وأقدمها\"، لافتا \"انه يعمل في السوق منذ صباه ولا زالت أوضاعه على حالها ما عدا التغيرات البلدية البسيطة المواكبة للتطور، والتي وصفها بأنها خجولة لا تسد الحاجة\"، كما أثار عمران، مسألة اللامبالاة بالنظافة التي تتفشى في السوق مطالبا المختصين \"بوضع الحلول وتثقيف الكسبة أو وضع الضرائب ليتعظوا ويلتفتوا الى أهمية النظافة التي أوصى بها الإسلام، وأن يعوا أنهم مسلمون والنظافة من علامات الإنسان المؤمن\".
بينما سوق الميدان أحد أهم الأسواق الكربلائية في المحلة لبيع المواد القديمة والواقع بالقرب من مزار علي ابن الحمزة (رضوان الله عليه)، فقد أشار العاملين فيه الى \"ضرورة اهتمام الحكومة المحلية بهم وتوفير أماكن خاصة لبيع بضائعهم؛ وذلك لأن المنطقة التي كانوا يشغلونها أخذتها طائفة البهرة على أساس ملكيتها التي شككوا بها وبنزاهة ملاكها\" على حد قولهم، متهمين محاميتهم بتعاطيها الرشوة من الخصم حيث ساعدته على استملاك قطعة الأرض التي كانوا يشغلونها..
[img]pictures/2010/12_10/more1291451426_1.jpg[/img][br]
باب الخان بين التراث والمعالم المقدسة..
كما يقع بالقرب من منطقة باب طويريج، وفي الجهة الشرقية من باب الخان مزار السيد علي بن الحمزة، وهناك روايتان في تحديد صاحب هذا المرقد: الأولى تنص على كونه أحفاد العباس بن عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام)، والثانية تقول انه الشيخ العالم محمد بن علي بن حمزة الطوسي. وكان لمرقده صحن صغير فوق ضريحه قبة خضراء يقصده الناس للزيارة، أما اليوم فتم تهديمه لغرض عمارته وتشيده وفق طرز إسلامية حديثة.
وعن عمارته حدثنا (حيدر عريبي) تم هدم المزار الشريف لإعادة تأهيله وعمارته من جديد وقد تم إعداد التصاميم الهندسية على أن تشمل المرحلة القادمة توسعة المزار\" وأوعز سبب التأخير في عمارة المزار \"لانشغال ممثلية المزارات بعمارة مزار الحر الرياحي ومبادرتها في إعادة أعمار مزار أبو هاشم \"
ومن المقامات المهمة التي يؤمها الزوار يوميا وخلال الزيارات المليونية في كربلاء مقامي كف العباس (عليه السلام) أولهما مقام الكف اليمنى ويقع هذا المقام بين محلّتَي باب بغداد وباب الخان. وهذا المكان يمثل موضع سقوط الكف اليمنى لأبي الفضل العباس (عليه السلام) عندما قُطعت في واقعة الطف ـ كما ذكرت كتب المقاتل. والمقام عبارة عن شباك من البرونز خارج من غرفة مطلة على زقاق الصحن بالقرب من باب الفرات (العلقمي)..
[img]pictures/2010/12_10/more1291451272_4.jpg[/img][br]
وقال الحاج (مرزة العبودي) \"المعروف عن المقام إنه شُيد في أواسط القرن الثالث عشر الهجري على بقايا نهر كان يعرف في حينه بنهر مقبرة العباس. وقد يكون من بقايا نهر العلقمي القديم\".
أما مقام الكف اليسرى فيوجد على بعد خمسين متراً من باب القبلة الصغرى للروضة العباسية المطهرة عند مدخل سوق باب الخان، وهو عبارة عن مشبك صغير من البرونز مزين بقِطعٍ من المرايا الصغيرة، وعلى الشباك لوحات من الأدعية، وقد جدد من قبل الحاج عباس عبد الرسول جخميخ، وذلك سنة 1999م حيث شيّد من غرفة مكسوّة بالمرمر يتقدمها باب فوقها شباك، ويرتفع فوق البناء قبة من القاشاني.
أما الفيض الحسيني المجمع السكني الكبير فيقع بين شارع العباس وشارع الإمام الحسن، وهو مخصص لأبناء طائفة البهرة (إحدى فِرق الإسماعيلية)، حيث يستقر بها الزوار من أبناء الطائفة الوافدين من جميع أنحاء العالم لأداء مراسيم الزيارة\".
[img]pictures/2010/12_10/more1291451426_2.jpg[/img][br]
ويذكر إن أول تأسيس لـبناية فيض الحسيني سنة 1318 هـ / 1900 م، بينما كانت آخر عمارة له وهي الحالية سنة 1420 هـ / 1999 م على مساحة تقدر بدونمين تقريباً\"..
تحقيق: حسين النعمة
تصوير رسول العوادي
موقع نون خاص
أقرأ ايضاً
- كربلاء:مديرة اكاديمية السبطين للتوحد واضطرابات النمو تتحدث عن مرض التوحد وانتشاره واسبابه
- طرق وجسور كربلاء تكشف اسباب توقف اكثر من (33) مشروعا وعن سبعة طرق حيوية ستنفذ في كل وحدة ادارية
- عادل عبد المهدي في اول حوار بعد استقالته يتحدث عن اسباب انتفاضة تشرين والصراع الامريكي الايراني ويؤكد ان القوى السياسية لم يكن همها بناء الدولة