علي الشاهر
لاشكّ أن إعلان الولايات المتحدة الأمريكية وجهاز المخابرات العراقي، لمقتل زعيم عصابات داعش الإرهابي (أبو بكر البغدادي) يعني انتهاء هذه الحركة التكفيرية إلى الأبد؛ فهنالك إرث كبير وأعداد هائلة منضوية تحت لواء هذا التنظيم الإرهابي، ناهيك عن إرثها الفكري وأدبياتها التي لا تزال موجودة، وإن كانت عبارة عن خلايا نائمة ومتبنيات متناقلة بين أعضاء التنظيم، وهو ما يجعلنا نتوّقع ظهور بديل أو وريث لإرث البغدادي وتنظيمه الدموي.
وعلى غرار مقتل زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي أسامة بن لادن، فقد تصدّى للأمر خليفته أيمن الظواهري، أو ابنه البكر حمزة بن لادن وكذلك الحال بنسبة للإرهابي أبي مصعب الزرقاوي بعد مقتله، ومثل هذه العصابات التي تقاتل بشراسة ولها عددها وعدّتها وانتشارها في مناطق مختلفة من العالم، تؤكّد استمرارها بنهجها أولاً وبعملياتها الإرهابية ثانياً، خصوصاً وإنّها تنفّذ أجندات خاصة ومدعومة من قبل دول عالمية لها مصالح كبرى تعتاش على الفوضى وبثّ الرعب من أجل السيطرة على العالم، ناهيك عن مصالح الدور المصنّعة للسلاح في إيجاد مثل هكذا جماعات إرهابية وأحداث دامية تجبر الدول النامية أو الفقيرة على مواجهة الهجمات الإرهابية مما يجعلها سوقاً مفتوحةً للسلاح تستنزف ثرواتها وأعمار أبنائها.
ثمّ أنّ خطورة داعش الإرهابي حتّى بعد مقتل زعيمه، تكمن خلف كواليس هذا التنظيم وما يحدث في الخفاء، فهنالك جيل جديد شرس سيظهر فيما بعد وربّما خلال هذه الفترة، يتمثّل بأبناء الداعشيين الذين كانوا ثمرة فاسدة لجهاد النكاح الذي شرّعه التنظيم الإرهابي أو هُم (الأبناء غير الشرعيين) الذين جرى تنميتهم وتدريبهم على القتل والوحشية، وهنالك مقاطع فيديوية تثبت هذا الكلام، إلى حدّ أن من يحفظ القرآن الكريم مثلاً تكون جائزته أن يُعطى سلاحاً (مسدساً) ويطلبون منه أن يبحث عن فريسته (أحد الأبرياء) ليقتله ويجلب برأسه، فمثل هذا الجيل الجديد (لنسمّيه العقائدي) سيكون أشرس وأقوى من بقية أعضاء التنظيم الإرهابي من المرتزقة والمتطرّفين الذين انضموا مؤخراً لداعش.
ومع أن هذه التكهنات أو التوقّعات عن خليفة البغدادي أو (خلفاء) لا أقول أنّها يقينية وثابتة، ولكن مثل هكذا تنظيم إرهابي ودموي لا يمكن أن يبقى من دون زعيم جديد له، ولذا يجب الحذر كلّ الحذر من إعادة هذا التنظيم الإرهابي لقواعده وهجماته الإرهابية، خصوصاً في العراق الذي قدّم الدماء والأرواح الغالية وهو يقاتل أعتى تنظيم إرهابي.
أقرأ ايضاً
- لولا السلاح (الفلاني) لما تحقق النصر على داعش في العراق
- مَن يرعى داعش في العراق؟
- علاوي يكشف لأول مرة مجموعة من الاسرار بشأن داعش