سامي جواد كاظم
الصبر الذي نتحدث عنه ونحمده ونحث عليه افضل من يجسده في عمله هو جهاز المخابرات الامريكية، فان لها نفس طويل وبعيد الامد في صبرها وتحملها كل ما يعترضها من مطبات هذا ان لم تكن حساباتها دقيقة في احتواء هذه المطبات حتى لاتتعثر بل في احيان معينة هي تختلق المطبات حتى ترى النتائج ومن ثم تتلاعب بها وفق ادواتها التي تغرسها في البلدان التي يسيطر عليها حكام عملاء وجبناء.
ومن بين اهم الدراسات التي تعمل عليها وتعتمدها هي تغييب العقل سواء بغسله او بتجميده وكل الوسائل والاموال لها متاحة مع صلاحيات مطلقة من جهاز التلمود الصهيوني.
ومن اهم ادواتها في التلاعب بعقول الناس هو الاعلام وهم من يضعون الدراسات المهمة والخطط المركزة كي تحقق اهدافها، فالاعلام حقق لها اهدافها بل وقصّر الطريق لها ولكن السؤال كيف ؟
هنالك بعض النظريات التي يقال عنها اعلامية كتبتُ عن سلبياتها وتاثيرها على ثقافة المتلقي، ومن هذه الوسائل القذرة هي تسليط الضوء على الحس القومي اكثر من الوطني فتجعل المواطن في البلد الواحد يتحدث عن قوميته في محافظته وزادت على ذلك الحس العشائري المفاضلة فيما بينهم، بل لاحظوا كثرة الكتب المؤلفة عن تاريخ العشائر في الوسط الثقافي.
خلق قضية كاذبة تستهدف رمز مهم في البلد فيكثر القال والقيل حتى تمرر القضية المهمة على حساب مصلحة الشعب، والاسوء هو ان المتلقي وحتى الوسائل الاعلامية المستحدثة بعد السقوط تتناول الاخبار من الوسائل العالمية من غير تكذيب او تشكيك فتجعلها حقيقة مطلقة والمتلقي يصدق بها بشكل مباشر ومسلم.
اما التضليل الاعلامي فانه يتضمن ترويج خبر كاذب يؤثر على شعب بكامله مثلا اختلاق مرض معدي لايمكن علاجه فيكون حديث الاعلام وخوف الناس منه فينشغلون به اكثر من قضاياهم المهمة.
ومن وسائلهم الخبيثة انهم يسخرون غبي ويهيئون له وسيلة اعلامية مشهورة ليتحدث بحماقة عن شخصية مهمة ووطنية في البلد فتثور ثائرة بقية وسائل الاعلام والشعب معه فتبدا المظاهرات وتعطل الحياة وتنشغل وسائل الاعلام بالاستنكارات وغيرها بينما يقوم جهاز المخابرات الامريكية تمرير مؤامرته من المنافذ التي اعدها سلفا..
وفي حالة كشف فضيحة او مؤامرة فانهم يقومون باتهام اضعف شخصية سياسية في البلد وحقيقة ليس هي اضعف شخصية بل انه لا يخضع لاجندة خبيثة ينفذ لها ما تريد حتى تحميه من هذه المؤامرات لذا يكون ضحية نزاهته ومستهدفا من اقزام المخابرات الامريكية.
واهم ما في خطط هذا الجهاز سيء الصيت انه يجعل بمقدور من هب ودب ان يمتلك وسيلة اعلامية وبكل اشكالها حتى يشتت الافكار ويمزق الحقيقة وبالتالي يكون الكذب هو سيد الموقف، بحيث لو ان اي سياسي اتخذ قرارا سليما لبلده فان المجتمع يشكك به وينظر اليه بريبة ويحكم ان غايته سيئة وان لم يجدوا تبريرا لهذا العمل ينتقصونه بالقول ان عمله هذا جاء متاخرا بدلا من دعمه وهذا هو المطلوب الذي تريد تحقيقه المخابرات الامريكية.
المخابرات الامريكية تخطط لتحقيق اهدافها حتى لو تطلب قتل ابرياء وخير شاهد مؤامرة 11 ايلول الارهابية في واشنطن ونيويورك التي اخفوا الكثير من الحقائق التي تمس البيت الابيض من اجل اهداف حققها لهم المجرم بوش ابن المجرم بوش الذي هلك قبل ايام.
هذا الاسلوب يسمى اسلوب استخدام البطاقة البكماء حسب ما ذكرته الكاتبة والمحللة ماري د. جونز اذ جعلت الناس تصدق بكل ما تراه من الفضائيات ويسلمون بها دون ان يهدروا ثوان قليلة لسؤال انفسهم ماهي الادلة على صدق الخبر ؟ وماهي هوية الوسيلة الاعلامية التي منحتها ثقتي ؟ فانهم سيقفون امام احداث وهمية جعلوها حقائق.
هذا هو الاسلوب المستحدث لدى الـ CIA هو تغييب العقل وغسله وجعله يفكر لا شعوريا وينقاد لخباثتهم من حيث لا يعلمون.