- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
ايها العراقيون ..مهاتيرنا قادم ...ادعموه جميعا
علي هادي الركابي
قبل ايام كنت في حوار مع احد المهندسين الماليزيين ؛ حول الوضع السياسي الحالي في العراق ؛ وكيف ان وضعهم كان صعبا جدا قبل مجيئ مهاتير محمد في عام 1981 الى السلطة؛ والبدء بأنشاء القواعد الحقيقية للدولة الفتية بعد ان كانت ماليزيا ذات اقتصاد ضعيف جدا اشبه بالنيبال وبنغلادش. حتى وصل الامربه الى ان يأخذ جولة في الدول الإسلامية لجمع مرتبات موظفي الدولة الفتية.
وقف الشعب الماليزي بكل اثنياته المتعددة مع القائد الجديد ؛ دعموه بكل شيء ممكن ؛ حارب الشعب الفاسدين ومنع من التواصل معهم ؛ حقق الاكتفاء في الصناعة والتجارة والزراعة ؛ ساعد الشعب الماليزي مهاتير محمد في كل خططه المنعشه للقطاع الخاص والاقتصاد الحركي ؛حارب الاقتصاد والدخل الريعي ؛ اتخذ خطوات كبيرة في خصخصة الكثير من وزارات الدولة ؛ دعم الفقراء ؛ وفرض الضرائب على الاغنياء والتجار واصحاب رؤؤس الاموال الكبيرة ؛ سن قوانين تسهل دخول الاموال ؛ واصحابها ؛ والشركات الكبيرة الى ماليزيا بدون قيود كبيرة كما كانت سابقا ؛ اغرق السوق العالمية بشركات ماليزية رصينه وجعلها تنافس كبرى الشركات العالمية ؛ فاصبح توجه كبير للدولة المتجه بدل الدولة الريعية في ماليزيا ؛ كل ذلك حصل بسب ثقة الشعب الماليزي به ؛ وتنفيذ خططه جميعا بدون عراقيل تذكر.
بعد كل ما حصل لنا كعراقيين ؛ من كبوات كبيرة ولمدة خمس عشر عاما مضت ؛ جاء عادل عبد المهدي كفرصة اخيرة لنا ؛ للحفاظ على ما يمكن الحفاظ عليه بعد كل الخسائر المتكررة على هذا الشعب المظلوم.
عادل عبد المهدي ؛ جاء بدعم كبير جدا ؛ النجف وقم ؛ امريكا وايران؛ والخليج وتركيا ؛الكتل السياسية العراقية جميعا ؛ السنه والشيعة والكرد والتركمان الكل وقف معه ودعمه بقوة ؛ من اجل تحقيق خططه في بناء الدولة المنتجه الحديثة والقضاء على الدولة الريعية التي برز عبد المهدي كأحد اعدائها الكبار منذ عام 2003 الى يومنا هذا.
عبد المهدي يحتاج الى النجاح الى قضيتين اساسيتين جدا اولهما ثقة الشعب العراقي به وبمن طرحه ؛ ثقة عمياء جدا؛ على فرض الاخذ بنظر الاعتبار انها التجربه الاخيرة في هذا الجيل السياسي الحالي الذي احرق الاخضر واليابس معا ؛و لابد من النجاح ؛ والثانية والاهم؛ دعمه اعلاميا ولوجستيا ؛ فخطط الرجل تحتاج الى من يروج لها اعلاميا وبقوة وكذلك من يطبقها وبصمت من اجل ان نجني ثمارها كعراقيين بعد حين. فالرجل في خطواته متجه الى خطط انعاش الدولة السريري السريع ؛ لذلك على الشعب ان يقوم بواجبه في تقديم الدعم الكبير له ؛ ومساندته في كل ما يقوم به من خارطة طريق وخطط انيه ؛ ودعمه بكل اشكال الدعم ؛ الاعلامي والاجتماعي والترويج لكل ما يقوم به ؛ على انه انجاز قادم لا محال.
مهاتير محمد وعبد المهدي ؛ متشابهان في كل شيء ؛ في خططهما ؛ وبرامجها ؛ وحربهم على الدولة الريعية ؛ سوى الفرق فقط في الدعم المقدم لكليهما من قبل الشعبين ؛ هل سيقف العراقيون جميعا خلف قيادتهم القادمة ويثقوا بهم ثقة عمياء كما حصل لمهاتير; عند ذلك سنتجاوز ما حصل بقوة ؛ ففي كل التجارب السابقة للشعوب والدول لا يمكن تحقيق الانجازات الا بتلاحم الشعب والقائد...عند ذلك تحصل المعجزات.
أقرأ ايضاً
- الذكاء الاصطناعي الثورة القادمة في مكافحة الفساد
- انخفاض اسعار النفط وهدهد سليمان القادم من الصين
- متى يعتذر العراقيون لنور زهير؟