- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
بَيْنَ سُلطَتَينِ؛ الدَّولة والعِصابَةِ! .. [القِسْمُ الأَوَّل]
بقلم: نـــــــــــــــزار حيدر
١/ الأُولى هي سُلطة المؤَسَّسات، أَمَّا الثَّانية فهي سُلطة الفرد! ولذلك فإِنَّ القرار في الأُولى مُعقَّد أَمَّا في الثَّانية فهو قُصاصة يدوِّن عليها [الزَّعيم] متى يشاء ويُمزِّقها متى شاء! كما كانَ يَقُولُ ويفعلُ الطَّاغية الذَّليل صدَّام حسين الذي حكمَ العراق بسُلطة العِصابة!.
في سُلطة الدَّولة تَكُونُ الحدودُ واضحةً بين المؤَسَّسات والفصلُ واضحٌ بين السُّلُطات، أَمَّا في سُلطة العِصابة فكلُّ السُّلُطات تتجمَّع بيد الزَّعيم الذي لا شريكَ لَهُ ولا عديلٌ!.
٢/ هيَ سُلطة الرَّحمة والقوَّة الإِنسانيَّة، أَمّا الثَّانية فهي سُلطة القوَّة السَّبُعيَّة، سُلطة العضلات والبطش والرِّصاصة وكاتم الصَّوت.
الأُولى هي سلطة العدل التي يشعر الجميع في ظلِّها بالأَمن والإِطمئنان! أَمَّا في الثَّانية فالمواطن يتلفَّت يَمنةً ويَسرة إِذا سارَ في الشَّارع! لأَنَّهُ لا يعرِف على وجهِ التَّحديد ما إِذا كانَ مطلوباً لـ [الزَّعيم] أَم لا؟! ومتى سيختطفهُ زيانيتهُ؟ وكيفَ؟ وأَينَ؟!.
في سُلطة الدَّولة تُرفرف الرَّحمة فوق رؤُوس النَّاس! ولذلك أَوْصَى ربُّ العِزَّة نبيَّهُ (ص) بقولهِ {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}.
كما يصف العلاقة العامَّة بين النَّاس بقولهِ تعالى {رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ}.
أَمَّا أَميرُ المُؤمنينَ (ع) فيوصي إِبنهُ الحسن المُجتبى السِّبط (ع) بقولهِ {يَا بُنَيَّ، اجْعَلْ نَفْسَكَ مِيزَاناً فِيَما بَيْنَكَ وَبَيْنَ غَيْرِكَ، فَأَحْبِبْ لِغَيْرِكَ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ، وَاكْرَهْ لَهُ مَا تَكْرَهُ لَهَا، وَلاَ تَظْلِمْ كَمَا لاَ تُحِبُّ أَنْ تُظْلَمَ، وَأَحْسِنْ كَمَا تُحِبُّ أَنْ يُحْسَنَ إِلَيْكَ}.
هذه هي سُلطة الدَّولة.
وفِي عهدهِ (ع) للأَشتر النَّخعي عندما ولَّاهُ مِصْرَ كتبَ يَقُولُ {وَأَشْعِرْ قَلْبَكَ الرَّحْمَةَ لِلرَّعِيَّةِ، وَالْـمَحَبَّةَ لَهُمْ، وَاللُّطْفَ بِهِمْ، وَلاَ تَكُونَنَّ عَلَيْهِمْ سَبُعاً ضَارِياً تَغْتَنِمُ أَكْلَهُمْ، فَإِنَّهُمْ صِنْفَانِ: إِمَّا أَخٌ لَكَ فِي الدِّينِ، وَإمّا نَظِيرٌ لَكَ فِي الْخَلْقِ}.
أَمَّا سُلطة العِصابة فلق عبَّر عنها الطَّاغية مُعاوية بن أَبي سُفيان في وصيَّتهِ لإِبنهِ الأَرعن يزيد بقولهِ [واعلم يا بُني أَنِّي قد وطأتُ لك البِلاد وذللتُ لَكَ العِباد].
فسُلطة العِصابة تستندُ في فهمِها وفلسفتِها على مقولةِ والي الأَمويِّين على الكوفة [سعيد بن العاص] الذي قَالَ لوجهاءِ الكُوفةِ وقد إِجتمعُوا عِنْدَهُ ذات يومٍ [إِنَّما هذا السَّواد بُستان قُريش] وهو يقصدُ بذلكَ طبعاً [الأَمويِّين] فقط وتحديداً العِصابة التي تحلَّقت حولَ الحاكِم!.
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً