بقلم | هشام الهاشمي
كانت غالبية العظمى من إرهابيي داعش من سكان المناطق الريفية والمفتوحة في الديموغرافيا السنية خارج المدن الحضرية وفي نسب متفاوتة ولكنها على الترتيب بحسب الوثائق التي نشرت على مواقع التواصل الأجتماعي هي كالتالي؛ حزام بغداد وجزيرة الانبار والقائم والكرمة والفلوجة وتلعفر والعياضية والبعاج والحضر ومكحول والشورة والحويجة وحمرين والعظيم وجزيرة سامراء ومطيبيجةوالشرقاط وبيجي.
ومازالت مراكز المحافظات غير المستقرة نسبيا(نينوى، كركوك، الانبار، صلاح الدين، ديالى، بغداد، بابل..)بعيدة عن الإنسجام مع عقيدة ومنهج تنظيم داعش وبالتالي عدد المنظمين إليهم قليل جدا قياسا مع المناطق غير الحضرية، ربما تكون النسبة 50:1.
ومن يتابع المعلومات والسيرة الخاصة لقيادات تنظيم داعش إبتداءً من القيادة المؤسسة ثم قيادات الصف الأول وقيادات التنظيمية الوسطى والقيادات الميدانية، يقف عند معلومة أكيدة ان العناصر من ابناء الريف تهيمن على تلك المناصب والعقد التنظيمية، البغدادي من ريف سامراء وحجي بكر من ريف جزيرة الخالدية وأبو علي الانباري او ابو علاء العفري من ريف تلعفر وكذلك ابو مسلم التركماني وأبو عبدالرحمن البيلاوي من ريف جزيرة الرمادي وأبو محمد السويداوي من ريف غرب الرمادي وأبو يحيى العراقي من ريف كرمة الفلوجة وأبو صالح حيفا من ريف شمال بغداد وأبو احمد العلواني من ريف غرب الرمادي وأبو محمد فرقان من ريف تكريت وأبو زيد العراقي من ريف البوعيثة,الرمادي وأبو فاطمة الجحيشي من ريف الحويجة وأبو أنس السامرائي من ريف جزيرة سامراء...وهكذا بالنسبة للقيادة الوسطى والميدانية أيضا.
هذه العقلية الريفية كتبت غالبية استراتيجيات وادارايات الهيكل التنظيمي لداعش، وقد استعانت بالموظفين من المدن الحضرية كمستشارين في الشؤون الدينية والإدارية والطبية، بمن فيهم معلمين وأكاديميين وحرفيين.
السجلات الخاصة بالمعونات والكفالات الاجتماعية التي عثر عليها في منطقة المحلبية جنوب الموصل تفضل البيوتات ذات العوائل التي تنحدر من قرى معينة في غرب العراق بالعطاء، خاصة قرى جنوب سنجار وقرى الحضر والبعاج، بالإضافة الى شيوخ أفخاذ وأعيان أسر الذين يقطنون في تلك القرى، هذا الميزة كان لها التأثير في دفع بالكثير من أبناء القرى غرب العراق على الانضمام لوحدات داعش القتالية بصفة وظيفية وتخادم كمرتزق مع توافق ديني، وكان لأنضمام الشباب الريفي أثر ضخم على توسع نفوذ داعش فهم مرتزقة أشداء ولديهم جلد وبنية جسدية قوية.
وكانوا أشد فئات تنظيم داعش على الاخر الايزيدي والتركماني الشيعي والمسيحي وايضاً على أبناء عمومتهم من الصحوات والحشود العشائرية والقوات الأمنية.
ولا ننسى ان هذه الفئة من المرتزقة لا يتجاوزون نسبة 2% من أبناء عشائر العرب السنة والتركمان السنة في تلك المناطق، بالإضافة الى تفاعل تلك العشائر مع الحكومة وانظمامها الى قوات الحشد الشعبي في معارك التحرير، منهم حشود؛ اللهيب والجبور والسبعاوية وشمر والعبيد واللويزية والمتيوت وطي والتركمان السنة.
وكذلك تكونت حركات سياسية وأحلاف عشائرية مشتركة سنية شيعية لدى طيف واسع من عشائر غرب العراق مع فصائل الحشد الشعبي، وتكونت شركات اقتصادية بينهم ولابد من أخذها في الحسبان، وغير ذلك فأن تفاعل عشائر جنوب صلاح الدين مع سرايا السلام وتشاركهم في مكحول والشرقاط مع لواء علي الأكبر وتطوعهم في العلم والضلوعية ضمن ألوية عصائب أهل الحق وكذلك تفاعل عشيرة جميلة في الكرمة مع ألوية بدر وايضاً التفاهم والتنسيق الكبير بين حشد عامرية الفلوجة وكتائب حزب الله، يستحق الالتفات والدراسة الموضوعية، وإن علينا الاهتمام بتطوير وتحسين علاقات الطوائف والفصائل الشيعية مع عشائر المناطق الريفية والمفتوحة في شمال وغرب العراق، ويجب وضع هذه العلاقات في إطار الأمن القومي العراقي الذي يضمن تنفيذ برنامج تمكين الاستقرار وإجهاض العنف والكراهية، وذلك لإعادة التسامح والتعايش لتلك المناطق، المشحونة والملوثة ببقايا التطرّف والإرهاب، وبمتابعة هذه النصيحة، ممكن ان نتقدم خطوات لأجتثاث التطرّف من جذوره.
أقرأ ايضاً
- لماذا يحذّر السيد السيستاني من خطورة طمس «الهوية الثقافية» للعراقيين؟!
- اللادولة.. كهوية
- زيارة الاربعين اختلاف هوية ووحدة اجتماعية