حجم النص
بقلم:سامي جواد كاظم امتيازات امير المؤمنين عليه السلام لايمكن لها ان تحصى ولايمكن ان تحصى الاثار المترتبة عن كل امتياز وبمختلف العلوم وكل ينهل منها وفق اختصاصه ولنقف عند امتياز خاص بالامير هو اية النجوى وبدء ننقل هذا الحديث "قال ابن عمر: ثلاث كن لعلي لو أن لي واحدة منهن كانت أحب إلي من حمر النعم: تزويجه بفاطمة، وإعطاءه الراية يوم خيبر، وآية النجوى." واية النجوى هذا نصها (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة). جاء تشريع صدقة النجوى لكثرة مناجاة او مجالسة الاغنياء لرسول الله (ص) ولا يفسحون المجال للفقراء فجاء التشريع والنتيجة لم يعمل بها احد الا علي حيث انه كان يملك دينار فصرفه الى عشرة دراهم ناجى بها رسول الله عشرة ايام وقد ذكر ممن تطرق الى هذا المبحث الى موقف علي وموقف الصحابة وهذا امر لا يقبل الشك والجدل، حيث ان هذه الاية كشفت القناع عن من يدعي صحبته لرسول الله فالدرهم لديهم افضل من رسول الله، وطبعا المناجاة لرسول الله هي اما للاستفادة منه او للنظر الى وجهه لانها عبادة ومن كانت هذه غايته فالدرهم لا قيمة له امام تحقيق هذه الغاية، واما جلوسهم الى جنبه لغايات اخرى فهنا الطامة الكبرى، فان هذه الغايات الاخرى لم تختف بعد نسخ اية النجوى بل بقيت بتراكماتها وترسباتها كما وانها من المؤكد افرزت تصرفات لم بُخل بالدرهم حيال رسول الله سواء؟لان ترسبات البخل منها محاولة اغتيال رسول الله او التامر عليه وجاءت الفرصة لتحقق من بخل بالدرهم لينتقم ممن دفع الدرهم. يجب ان نقف بتامل ودقة في اية النجوى، فكم من علم تعلمه علي عليه السلام عن رسول الله لدرجة انه كان الوحيد الذي التزم باية النجوى، وهذه المنقبة مالم يستطع احد ان ينكرها او يقدم على مثلها، فالمناقب الثلاثة التي اشار اليها عبد الله بن عمر تمكنوا من النيل من اثنين منها ولم يتمكنوا من النجوى ففاطمة وما لاقت فاطمة منهم فهذا يوم مشهود وراية علي في خيبر فكانت لهم راية ضد مالك بن نويرة ورايات اخرى تحت ذريعة الفتوحات الاسلامية،كما والاهم جاء الرد على خيبر باحتضان اليهود المنافقين وجعلهم المتحدثين بسنة رسول الله دون غيرهم لينتقم صاحب هذا التصرف من انتصار راية خيبر بيد علي، بل جاء الامر حرق سنة الرسول وجلد كل من يروي احاديث الرسول، اما منقبة صدقة النجوى فهذه التي لايمكن الغائها ولايمكن الاتيان بصدقة على غرارها جاء في كتاب فرائد السمطين: أن علياً (عليه السلام) ناجى رسول الله عشر مرات بعشر كلمات قدمها عشر صدقات، فسأل في الأولى: ما الوفاء؟ قال: التوحيد: شهادة أن لا إله إلا الله. ثم قال: وما الفساد؟ قال: الكفر والشرك بالله عز وجل. قال: وما الحق؟ قال: الإسلام والقرآن والولاية إذا انتهت إليك. قال: وما الحيلة؟ قال: ترك الحيلة. قال: وما علي؟ قال: طاعة الله وطاعة رسوله، قال: وكيف أدعو الله تعالى؟ قال: بالصدق واليقين، قال: وما أسأل الله تعالى؟ قال: العافية. قال: وماذا أصنع لنجاة نفسي؟ قال: كل حلالاً وقل صدقاً قال: وما السرور؟ قال: الجنة. قال: وما الراحة؟ قال: لقاء الله تعالى، فلما فرغ نسخ حكم الآية. واخيرا اذا كان الامام علي عليه السلام هو الوحيد الذي التزم بالصدقة ولمدة عشرة ايام فهذا يعني ان الصحابة لم يجلسوا او يناجوا رسول الله عشرة ايام فاين هو الحب والولاء والطاعة لرسول الله صلى الله عليه واله؟ في مركز الفتوى التابع لمفتي السعودية جاءت اجابة المفتي على اية النجوى هي: " تميز المخلص من المنافق، ومنها انتفاع فقراء المسلمين بما يقدمه المناجي من الصدقة"، وعليه فعلي بن ابي طالب مخلص ومن لم يدفع منافق، وبالاضافة الى ذلك فصدقة علي انتفع بها الفقراء من المسلمين
أقرأ ايضاً
- مراقبة المكالمات في الأجهزة النقالة بين حماية الأمن الشخصي والضرورة الإجرائية - الجزء الأول
- الوقاية الجنائية
- حماية الاموال العراقية قبل الانهيار