بقلم: زيد المحمداوي
العيد الوطني عادة ما يتم اختيار يوم ذو انجاز وطني كبير كالتحرير او الاستقلال او تاسيس دولة مثل ما مر قبل ايام من عيد الوطني السعودي وهكذا من ايام مهمه في تاريخ الدول، والعيد الوطني العراقي هو يوم انتهاء الانتداب (شكليا فقط) وقبول عضويته في عصبة الامم المتحدة عام 1932 كدولة مستقله ذات سيادة كاملة.
ان الاحداث الوطنية الكبيرة لا تأتي بسهولة ابدا، عادة ما تأتي بفعل نظال قادة وطنيين وكذلك ثوار ابطال واشاوس ضحوا بدمائهم وذاقوا الويل والتشريد والسجن والتقتيل من اجل ذلك المكسب الوطني الكبير، وبالتالي ان اصحاب الفضل في الامر هم من ضحوا بدمائهم ومن سجنوا وشردوا من اجل قضيتهم لا اولئك الذين يصفقون لكل حاكم من اجل حفنة من الدراهم.
في هكذا مناسبات عادة ما يتم تخليدها باحتفاليات يتم استذكار ابطال الوطن الذين كان لهم الفضل في ذلك المنجز الكبير وتكريم عوائلهم وانشاء مشاهد تخلدهم وقصائد تذكرهم وكتابات تبين اهمية انجازاتهم، وكما عادة ما يتم استدعاء القادة السياسيين من نفس البلد وكذلك الدول المجاورة للاحتفال بالمنجز.
عادة ما يكون العراق مختلف عن غيرة، لانه قد اضاع بوصلته وتاه عن جادة صوابه وبالتالي اصبح متخبط لا يعرف طريقة من اي اتجاه، فهو في يوم ما يحارب الحفلات باعتبارة اسلامي وفي يوم اخر ومن قبل اعلى سلطة يأتي بفنانين وبلبس فاضح يقيم الحفلات الرسمية لهم.
كما انه اختلف عن غيره ايضا، ومن اهم الاختلافات هي:-
١- بان اليوم الوطني كانما هو عيد للفنانين الذين هم مع الحكومات كيفما صارت، ظالمة او عادلة، لانهم يأتون وفق عقد ومبلغ من المال ويعتبرونه كعمل حاله حال غيرة، وحسب هذا المبدأ فالامر لا باس به بالنسبة لهم.
٢- لم يتم دعوة القادة ولا السياسيين المحليين او من الدول الاخرى لا سيما المجاورة.
٣- ومن الامور الغريبة التي حدثت ان الاحتفال تم افتتاحة من مطربة ذات جنسية مغربية، يقولون انها من جذور عراقية، والامر الثاني المحير انها غنت النشيد الوطني الذي لا تحفظه وبالتالي وقعت في اخطاء كثيرة وكثيرة، اذن يوجد دلالة في اختيار شخص غير العراقيين.
٤- والامر الغريب في الاحتفال ان السفيرة الامريكية القت كلمة في الاحتفال، في حين ان غيرها من المسؤولين المحليين وغيرهم غابوا، ومن امثلة ذلك وزير العمل عندما راى الوضع لا يليق بمقامة.
٥- والامر الغريب ايضا هو ان ان السفيرة الامريكية اشادت بتنظيم الحفل لانه جعل المطربة المغربية هي من افتتحت الحفل، اكيد ان للامر اهمية في اختيار تلك الشخصية بحد ذاتها.
٦- الامر والملفت للنظر ان الحكومة هي متكونة وتشكلت من احزاب الاطار وتحالف ادارة الدولة الذي يكون بقيادة احزاب اسلامية يكون التشدد هو الصفة الغالبة عليهم، فكيف رضت تلك الاحزاب الاسلامية بهكذا حفل معظم روادة من النساء ذات الملابس الغير محتشمة وكان الحفل هو لاختيار جائزة اوسكار او افضل ممثل، اي ان ملابسهم غير مناسبة لحفل هو العيد الوطني والذي يجب ان تكون ملابسهم فيه رسمية متناسبة والعيد والمناسبة.
٧- توجد دلاله اخرى مهمه جدا جدا جدا، وهي ان العيد الوطني يمثل يوم السيادة الوطنية بتخليص العراق من الانتداب البريطاني رغم انه بقي المسيطر على الوضع وخصوصا في مجال الاقتصاد انذاك، اليوم وبعد عام 2003 لم يختلف الامر عن ذلك الوقت، فالعراق احتل سابقا من بريطانيا واليوم من الامريكان، كما توجد مقاربة بين الاحتلالين وهما:-
أ- العراق استقل شكليا من بريطانيا وكذلك اليوم وبعد الاتفاقية الاطارية مع الامريكان وانسحاب قواته يعني استقل وعادت السيادة ايضا وهذا شكليا ايضا.
ب - العراق بقي تحت الوصاية والمستشارين البريطانيين والان نفس الشء، العراق محكوم سابقا من قبل السامي البريطاني والان محكوم من قبل السفيرة الامريكية.
ج - كان العراق لا يملك أمره في عدة امور ومنها الاقتصاد والطاقة وهذا نفس الشيء تماما والمثال على ذلك ان العراق محكوم بالفدرالي الامريكي على المال العراقي.
٨- لم يتم ذكر كم كلفت الخزينة العامة هذه الحفله التافهه التي لا تمت الى الوطنية باي صله وربما تكشف الايام القادمة كم مئة مليون وربما وصل الامر الى المليارات في حين ان الموازنة تعاني من عجز بحدود ستين الف مليار دينار (ترليون).
ان الامر لا يعدو سوى بهرجة وخداع للمواطن البسيط والا اي سيادة نتحدث عنها سابقا والان، والسفيرة الامريكية تشرف على حفل العيد الوطني.
أقرأ ايضاً
- المجتهدون والعوام
- أهمية التعداد العام لمن هم داخل وخارج العراق
- الأخطاء الطبية.. جرائم صامتة تفتك بالفقراء