حجم النص
حشد آخر من المؤمنين ولكن متسلح بالدعاء هذه المرة وقد وقف في منطقة بين الحرمين الشريفين في كربلاء المقدسة للابتهال إلى الله جل وعلا طالبا النصر للشعب العراقي بكل مكوناته في معركته الكبرى ضد الإرهاب والفساد. وأفاد عدد من الزوار الذين توافدوا على مدينة كربلاء منذ يوم أمس لأداء مراسيم وأعمال ليلة عرفة ويومها أن آلاف الزائرين الذين تجمعوا في منطقة بين الحرمين لقراءة دعاء الإمام الحسين عليه السلام في يوم عرفة قد وقفوا متضرعين إلى الله تعالى هاتفين بصوت واحد "اللهم انصر العراق وشعب العراق وانصر قواتنا الأمنية وأبناء الحشد الشعبي على زمر الإرهاب والمفسدين بحق هذا اليوم وهذا المكان المقدس". وأكد زوار آخرون من مناطق شتى لوكالة نون الخبرية أنهم أهدوا ثواب أعمالهم وعبادتهم في هذا اليوم المبارك لأرواح شهداء العراق عامة وشهداء الحشد الوطني بنحو خاص وأن العديد منهم قد تبرعوا ببعض المبالغ النقدية من خلال صناديق التبرع التي وضعتها العتبات المقدسة في كربلاء دعما للحشد الوطني وعوائل الشهداء والجرحى والمعاقين. وأعرب عدد من الزوار عن امتنانهم لأبطال الحشد الشعبي الذين يدافعون عن الشعب الوطن والمقدسات وقالوا: إنه "لولا تضحيات هؤلاء المجاهدين ودماء الشهداء لما بقي لنا في هذا البلد شيء ولا أصبحت أرواحنا وأموالنا ومقدساتنا نهبا للدواعش المجرمين". وقال بعضهم أنه مواظب ومنذ سنة تقريبا على تقديم يد العون لعوائل الشهداء وخاصة الأيتام بعد أن استحصل الإذن الشرعي من المرجع الديني لصرف الخمس في هذه الجهة، مثمنا في هذا الوقت التوجيهات الأبوية السديدة للمرجعية العليا ودورها الكبير في حفظ العراق وعودة الروح إليه بعد أن وصلنا إلى حالة اليأس تقريبا(على حد وصفه). وبين زائرون من محافظات الجنوب وصلوا إلى كربلاء صباح اليوم للمشاركة في إحياء مراسيم زيارة عرفة، أن أبناءهم الآن يقاتلون مع أبطال في الحشد الشعبي وقد حملوهم أمانة الدعاء لهم والزيارة نيابة عنهم وأنهم بالفعل أدوا الأمانة، بل إن أحدهم وهو مقعد على كرسي ويدعى(عباس كيطان) قال: أنا ما جئت لأزور وأدعو لنفسي ولا لأمواتي وكل أعمالي من قراءة القرآن والصلاة جعلتها هدية لأخواني في الحشد وأتمنى لو أستطيع الذهاب معهم للجهاد ولكن كما ترى وضعي لا يسمح(كما يقول). وليس بعيدا عن أجواء ذلك اعتبر العديد من المواطنين المشاركين في إحياء مراسيم عرفة أن المعركة ضد الفساد والمطالبة بالإصلاح إنما تنطلق من هذا المكان ويعنون ضريح الإمام الحسين عليه السلام لأنه رمز الإصلاح ورائد الإصلاح وقائده الأول امتدادا على نهج جده المصطفى وأنه خرج لطلب الإصلاح في أمة جده كما أعلن ذلك هو بنفسه عليه السلام حين جاء إلى العراق وفجر ثورته الخالدة. وذكر بعضهم بأن فتوى المرجعية العليا بوجوب الجهاد الكفائي قد انطلقت من صحن الإمام الحسين عليه السلام وما تزال أصداؤها تفيض من هذا المكان وتتواصل الجماهير معها عبر خطب الجمع التي تقام هنا أيضا. على صعيد متصل تبرع آلاف الزوار بالدم ضمن حملة كبيرة نظمتها مستشفى السفير(إحدى المشاريع الطبية للعتبة الحسينية) معتبرين ذلك أقل ما يمكن تقديمه للمتطوعين في سبيل الدفاع عن الوطن. ويؤمن العراقيون وخاصة أتباع أهل البيت تبعا لأحاديث مروية عن النبي وآل البيت صلوات الله عليهم بأنه "من أحب عمل قوم أشرك في عملهم" وفي هذا دلالة على أن المواطن الذي يحب الجهاد في سبيل الله ولكن لا يقدر عليه لسبب معين فإنه يشترك مع المجاهدين في ثواب عملهم وجهادهم. كما ويلتزم البعض بقول النبي صلى الله عليه وآله: (من جهز غازيا فقد غزا) وهو عين ما أشار إليه القرآن بتقديمه ذكر الجهاد بالأموال على الجهاد بالأنفس.
أقرأ ايضاً
- واشنطن تؤكد سعيها لتجنب عملية عسكرية تركية ضد "كرد سوريا"
- في اول تصريح له بعد تجديد الثقة... امين عام العتبة الحسينية يشكر المرجعية الدينية العليا ويتعهد بالمسير على نهجها(فيديو)
- العتبة الحسينية المقدسة تؤهل مدرستين في كربلاء بالكامل وتعيد شبكات المجاري والصحيات فيها