حجم النص
بقلم:باسل رفايعة يا أهلي في العراق. كلُّ عامٍ وأنتم بخيرٍ وأملٍ وفرح. الشيعةُ والسُّنةُ والمسيحيون واليهود. الأكرادُ والتركمان. الايزيديون والمندائيون. وغيرهم من أعراقٍ وطوائف ومذاهب. كلُّ عامٍ وبلادكم عفيّةٌ وجميلةٌ. أعايدُ كلّ طفلٍ عراقيّ، وامرأةٍ، ورجل. أبوسُ جبينَ كلّ حجيّةٍ وحجيِّ. وأشدُّ على يد كلّ من يُصَلِّي في مسجدٍ وحسينيةٍ وكنيسةٍ، وحيثما أرادَ أنْ يدعو لبلادهِ بالأمنِ والسلام. أَعْلَمُ أنكم مجروحون أيها الجيران. أَعْلَمُ كم أثخنَ فيكم الطاغيةُ المقبورُ، وكم أدمى قلوبكم الإرهابُ والتاريخ. يهمُّني كأردنيٌّ أنْ أعتذرَ لدمكم وحزنكم، فقد وقف بعضُ الأردنيين مع المجرمِ صدام حسين. وذلك يخجلني ويجرحني. فقد أكلنا من صحنكم، حينما كُنتُم تنامون على الجوع، ودرسَ أولادنا في جامعاتكم، ولم تفعلوا لنا إلا كلّ خير. يهمُّني كأردنيِّ أنْ أكرِّرَ اعتذاري، وأسفَ كلّ أردنية وأردنيٍّ يعشقُ نخلكم وسيّابكم ورصافتكم. ليسَ بيننا ما يمنعُ طيَّ الماضي الكريه. أنا، ومن يعشقُ الأردنَّ لا يراكم الا أهلاً، وجيراناً، وعزوةً. لقد اختلطَ دمنا معاً في الدفاعِ عن الأرض والكرامة. قريباً من حدودنا تنهضُ شامخةً في المفرق مقبرةُ شهداء الجيش العراقيّ. أعايدُ كلَّ عائلات ضحايا الطاغيةِ المقبور، وكلَّ أمهات وآباء وشقيقات وأشقاء وبنات وأبناء ضحايا الإرهاب أيّاً كان مصدره، في الموصل والانبار وبغداد. أقفُ في هذا اليوم مع الذين فقدوا أحبتهم في البصرة والناصرية وديالي والفلوجة، ومع عائلات شهداء سبايكر، ومع كلِّ من تمرُّ عليها، ويمرُّ عليه هذا العيدُ، وهو ينزفُ ويبكي عند صورةٍ وذكرى. سيعبرُ العراقُ العظيمُ من هذِهِ المِحنة، وستكونُ لكم الأعيادُ والأجراسُ والمسرّات. فكلُّ عامٍ وأنتم عراقيون موحَّدون وجديرون بالحياة..
أقرأ ايضاً
- بسبب إسرائيل.. حبس الكويتية فجر السعيد ونقلها للسجن المركزي
- العتبة الحسينية المقدسة تؤهل مدرستين في كربلاء بالكامل وتعيد شبكات المجاري والصحيات فيها
- هجوم مسلّح يستهدف منزل نائب في البرلمان العراقي