حجم النص
يعود مسيحيون لدفن موتاهم في قرى هجرهم منها تنظيم داعش في محافظات شمال العراق، ليحافظوا على صلة المسيحيين بالأرض التي سكنوها منذ قرون. ويغامر هؤلاء بحياتهم من أجل دفن موتاهم، فقناصة داعش وقذائفهم تحيط بالقرى التي أخلاها المسيحيون منذ العام الماضي. في بلدة تللسقف شمال الموصل التي سيطر عليها داعش واستعادتها قوات البيشمركة لاحقا، كان يعيش أكثر من 7000 مسيحي قبل أن يفروا خوفا من بطش داعش. اليوم يعود المسيحيون إلى تللسقف لدفن موتاهم فقط، فإمكانية العودة للاستقرار بشكل نهائي لا تبدو ممكنة مع استمرار تهديد داعش، الذي يحاول استعادة السيطرة عليها. وفي كل مرة تقرر عائلة العودة إلى تللسقف لدفن أحد أفراد العائلة تكون عرضة لنيران قناصة داعش، الألغام التي تحيط بالبلدة، وخطر سقوط قذيفة من المناطق القريبة التي يسيطر عليها التنظيم. ولطالما استهدف داعش العائلات العائدة لدفن موتاها خلال الأشهر الماضية، فقناصته متواجدون على بعد ثلاثة أميال فقط من البلدة المسيحية. وتستغرق مراسم الدفن 15 دقيقة على الأكثر لتتم تلاوة الصلوات وإتمام عملية الدفن ومن ثم المغادرة بسرعة. وأكد أحد القساوسة في تصريح لموقع "ذي دايلي بيست" أنه منذ استعادة السيطرة على البلدة تم دفن 70 مسيحيا، تم نقل رفاتهم من لبنان والأردن وتركيا، أو من مناطق أخرى من العراق. وأضاف أن عملية الدفن تتم "بشكل سريع وبسيط، حتى شواهد القبور لا يمكن أن نقوم بنحتها على طريقتنا لأنها تصبح هدفا سهلا لمسلحي داعش، وحدث هذا في أكثر من مرة". وحسب تقديرات وزارة الخارجية الأميركية فقد انخفض عدد المسيحيين في العراق من 1.4 مليون في 1987 إلى مليون فقط في العام 2005. و تقلص العدد ليصل إلى نصف مليون في 2013، فيما تشير التقديرات إلى أن عدد المسيحيين اليوم في العراق لا يتجاوز 200 ألف بعد سيطرة داعش على مدينة الموصل الصيف الماضي. المصدر: "راديو سوا" + "ذي دايلي بيست"
أقرأ ايضاً
- بالأرقام.. إحصائية رسمية دولية حول اعداد النازحين في العراق
- البرلمان يؤكد لوفد البنك الدولي أهمية بقاء البنى التحتية لطريق التنمية بيد الحكومة
- الرئيس الإيراني: لدينا مع العراق هواجس مشتركة حول التطورات السورية