أبَّنَ النائب الدكتور عبد الهادي الحكيم سماحة الباحث الكبير آية الله الشيخ محمد مهدي الآصفي (قدس سره) الذي وافته المنية صباح يوم الخميس 4 /6/ 2015م بعد حياة المليئة بالعطاء والتضحية والجهاد . وجاء في بيان التأبين الذي حصلت وكالة نون الخبرية على نسخته الوقوف على محطة من سيرة الفقيد اختزنتها ذاكرة النائب الحكيم في حياته الجهادية والعلمية، وهذا نصه. بسم الله الرحمن الرحيم انتقل الى رحمة ربه سماحة الباحث الكبير آية الله الشيخ محمد مهدي الآصفي (قدس). لقد عاش المغفور له حياته المليئة بالعطاء والتضحية والجهاد باذلا نفسه في سبيل مرضاة الله عز وجل ونشر قيم ومبادئ وأخلاق وتعاليم وفقه واصول وعرفان أهل البيت (ع) من خلال العشرات من الكتب والمؤلفات والمئات من المحاضرات واللقاءات والندوات والمؤتمرات داخل العراق وخارجه. ولد المغفور له سماحة الشيخ الآصفي (قدس) من أسرة علمية في النجف الاشرف وواصل دراسته الحوزوية الأولية والعليا في مدارسها ومساجدها. كما انتمى بموازاة ذلك الى كلية الفقه في النجف الاشرف وتخرج منها ليكمل دراسته الجامعية بمعهد الدراسات الإسلامية العليا بجامعة بغداد. وإذ أنهى السنة التحضيرية بنجاح عكف على كتابة أطروحته بإشراف سيدي الوالد (قدس) فأتمها. ولما حان يوم مناقشته وحضر المستمعون وكنت من بينهم وحضرت لجنة المناقشة وكانت يومها برئاسة سيدي الوالد لم يحضر الطالب.لأن سماحة الشيخ الآصفي كان غادر العراق سرا بعد علمه بصدور أمر القاء القبض عليه لنشاط السياسي ضد النظام البائد. فاختلت اللجنة بنفسها وكادت أن تقرر رسوبه لغيابه دون عذر مشروع لولا إصرار رئيسها على المجازفة وتحدي النظام البائد حيث قررت فسح المجال له ثانية من خلال تحديد موعد جديد لمناقشته. لقد قضى الفقيد الكبير عقودا من عمره مهاجرا عن نجفه مصرا على الجهاد في سبيل إعلاء كلمة الله عز وجل حتى إذا سقط النظام البائد عاد إلى جوار أمير المؤمنين باحثا ومؤلفا وداعما وناصحا للسياسيين ولا زلت أذكر يوم سألني- وقد بدأت عملية الترشيح لانتخابات مجلس النواب الحالي- عن قراري فاجبته بأني لم احسم امري بعد رغم طلب العديد من كبار علماء الحوزة لي بذلك، فألزمني بالترشح مع من ألزمني منهم بذلك. رحم الله الفقيد الكبير واسكنه فسيح جناته وألهم آله وذويه وطلابه ومحبيه وقارئيه ومستمعيه الصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون.