حجم النص
دعت جماعة علماء العراق إلى اعتماد الحوار بديلا عن لغة العنف في اليمن حقنا لدماء المسلمين في البلد الذي عانى خلال عقود من الزمن الكثير من المرارة والحرمان، وقالت الجماعة في بيان لها أن على المجتمع الإسلامي والعربي البحث عن وسائل أخرى غير لغة الحرب التي لن تأتي أكلها وقد تفتح الباب على مصراعيه لمزيد من التأزم والتقسيم للمنطقة. البيان في الوقت الذي نُراقب فيه نيران الحرب وهي تلتهم بلداننا في شرق الوطن العربي ومغربه نفاجأ اليوم بالتصعيد الخطير في اليمن في وقت كنا ننتظر فيه أن يجلس أبناء هذا الوطن إلى طاولة الحوار لبحث مشكلاتهم الداخلية وإيجاد الحلول المناسبة لها بعيدا عن لغة الحرب التي لا تولد سوى الخراب والدمار والقتل وإراقة المزيد من الدماء وتضييع سيناريوهات الحل الأنسب لأبناء اليمن الشقيق. إن جماعة علماء العراق إذ تنظر بعين القلق والترقب للأحداث المتسارعة في أرض اليمن فهي تخشى من أن يؤدي استمرار الاعتماد على الحل العسكري إلى مزيد من الاستنزاف لمقدرات هذا البلد وتعميق الهوة بين مكوناته وتوسيع شق الخلاف بين الأطراف المتنازعة فيه بما لا يخدم تطلعات اليمنيين ويزيد من المخاطر التي لا تستثني أيا من بلدان المنطقة الملتهبة أصلا. وفي الوقت الذي دعونا فيه مرارا إلى أن لا يغادر الفرقاء في اليمن طاولة المفاوضات فإننا نكرر الدعوة إلى منظمة المؤتمر الإسلامي والجامعة العربية وكل المنظمات والفعاليات الرسمية والشعبية إلى العمل لتهيئة المناخات والأجواء المناسبة لإعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل انطلاق الحملة العسكرية على اليمن التي لا نرغب في ان تستمر لان الحرب لا يمكن أن تأتي بنتيجة سوى الخراب والدمار والعداء بين الأشقاء في الدين واللسان والقومية والمصير. إننا في الوقت الذي نرحب فيه بالفعاليات المشتركة للدول العربية كافة للقضاء على الإرهاب والتطرف وإعادة رسم خريطة الشعوب بما يتلاءم وتطلعاتها وأهدافها، نحذر من أن تؤدي الأعمال الحربية إلى تفاقم الأوضاع بدلا من معالجتها وإغلاق الباب بوجه الحلول السلمية التصالحية فكثيرا ما اكتوت المنطقة بويلات الحرب ودفعت نتائجها الكارثية ولم تقد في يوم من الأيام إلى تحقيق الرخاء والازدهار في أي بلد. كما وتهيب بالأشقاء اليمنيين أن يعوا حقيقة المخاطر والتحديات التي تحيط بهم وان يكونوا بحجم المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقهم وأن يبذلوا المزيد من الجهد لاحتواء الأزمة وإعادة المياه إلى مجاريها والحفاظ على دماء اليمنيين ومستقبل بلدهم ووحدة مصيرهم.
أقرأ ايضاً
- بالأرقام.. إحصائية رسمية دولية حول اعداد النازحين في العراق
- الرئيس الإيراني: لدينا مع العراق هواجس مشتركة حول التطورات السورية
- السوداني يتوجه إلى طهران في زيارة رسمية