حجم النص
صرح متحدث باسم النائب الاول لرئيس الجمهورية نوري المالكي ان التصريحات التي أدلى بها الرئيس الأميركي باراك أوباما والتي حمل فيها الحكومة العراقية السابقة مسؤولية وجود تنظيم داعش في العراق واحتلاله لأجزاء منه تعكس حالة التخبط التي تعيشها الادارة الاميركية في التعاطي مع الأوضاع العامة في المنطقة والعالم وخصوصا ما يتعلق منها بسوريا والعراق، واوضح المتحدث باسم المالكي لوكالة نون الخبرية ان تصريحات اوباما تشير الى تجاهل متعمد لعدد من الحقائق الواضحة في مسعى لتضليل الرأي العام الأميركي والعالمي ومن بينها. اولا: ارتكبت الولايات المتحدة وحلفائها من دول المنطقة خطأ فادحا حين حاولت استغلال تنظيم داعش وجبهة النصرة كأدوات لاسقاط نظام الحكم في سوريا وهي السياسة التي ساهمت بدرجة كبيرة في تنامي قدرة تنظيم داعش وتمدده الى العراق وباقي دول المنطقة. ثانيا: أن تنظيم داعش هو امتداد طبيعي لتنظيم القاعدة الذي حاربه العراقيون بدعم من أصدقائهم في الإدارة الأميركية السابقة، وقد تمكنت القوات الامنية من توجيه ضربات قاصمة لتنظيم القاعدة قبل انسحاب القوات الاميركية من العراق نهاية عام 2011، لكن اندلاع الاضطرابات في سوريا وتصميم واشنطن وحلفائها على اسقاط النظام السوري عسكريا قد ساهم بدرجة كبيرة في ولادة تنظيم داعش وجبهة النصرة وغيرها، ليتمدد داعش من سوريا الى العراق ثم الى الاردن ومصر وليبيا واليمن، فهل يمكن القول اليوم ان الحكومة المصرية الحالية تتحمل مسؤولية الانشطة الارهابية التي يقوم بها داعش في شبه جزيرة سيناء ؟ ثالثا: يعرف الرئيس باراك اوباما جيدا أن العراق كان قد حذر الادارة الاميركية ومنذ الايام الاولى لاندلاع ما يسمى بثورات الربيع العربي من خطورة تنامي التنظيمات المتطرفة واشاعة الفوضى والاضطرابات في الدول العربية وبما يترك اثارا سلبية مباشرة على الامن والاستقرار في المنطقة والعالم، وان مايثير علامات الاستفهام الكبيرة هو تجاهل الادارة الاميركية لتحذيرات العراق المتكررة وخصوصا اثناء الزيارة التي قام بها السيد المالكي الى الولايات المتحدة في اواخر عام 2011، ولم يتوقف العراق عن تحذيراته المتلاحقة حتى قيام داعش بالهجوم على محافظة الموصل وسط حالة من اللامبالاة في واشنطن وتصفيق غير مسبوق في عدد من عواصم المنطقة. رابعا: لقد ابلغت الحكومة العراقية السابقة الادارة الاميركية بشأن قيام تنظيم داعش باقامة معسكرات في عمق الاراضي بين العراق وسوريا وطالبت الحكومة الأميركية بالوفاء بالتزاماتها تجاه العراق طبقا لاتفاقية الاطار الاستراتيجي الموقعة بين البلدين، لكن الادارة الاميركية التزمت جانب التسويف والمماطلة، كما ناشد العراق مرارا وتكرارا الادارة الاميركية تسليمه الطائرات والأسلحة والمعدات العسكرية التي تعاقد على شرائها ودفع اثمانها، لكن واشنطن التي لم تصغ لتحذيرات بغداد لم تستجب ايضا لمناشداتها بتسليح القوات الامنية بالمعدات اللازمة ليتمكن من ضرب وتدمير معسكرات الارهابيين قبل قيامهم بالاقتراب من المدن العراقية ومهاجمة الموصل. خامسا: أن تنظيم داعش الارهابي هو المستفيد الاول من التصريحات غير المسؤولة المبررة للرئيس باراك أوباما، وان الاستمرار في اطلاق هكذا تصريحات ستؤدي الى اضعاف عزيمة القوات الامنية في معركتها المصيرية مع الارهابيين في وقت تكتفي الادارة الاميركية بالقيام بضربات جوية استعراضية. سادسا: يعرف الجميع في داخل العراق وخارجه ان الحكومة العراقية السابقة قد التزمت بالدستور العراقي في مواجهة المجاميع الارهابية في جميع المدن العراقية ودافعت عن جميع مكونات الشعب العراقي دون استثناء كما تصدت للخارجين عن القانون من السنة والشيعة على حد سواء وان اتهام الحكومة السابقة بالطائفية ينطلق من خلفية سياسية، وهي تهمة طالما رددها اصحاب الاجندة الطائفية التي لم تعد خافية على احد.
أقرأ ايضاً
- في اول تصريح له بعد تجديد الثقة... امين عام العتبة الحسينية يشكر المرجعية الدينية العليا ويتعهد بالمسير على نهجها(فيديو)
- تعرف على قرارات مجلس الوزراء في اول جلساته لعام 2025
- إيران ترد على فريق ترامب وتستعد لاستقبال السوداني