حجم النص
في العام 1989 اتصلت شخصياً بصديقي الطيار الخاص لعدنان خيرالله للاتفاق معه على موعد في العيد فأخبرني أنه سيذهب مع وزير الدفاع في واجب في شمالي القطر ووعدني باللقاء بعد العودة لتمضية فترة عيد الفطر المبارك في بغداد، فأبلغته أنا أيضاً سأذهب مع الرئيس صدام إلى الشمال. غادرنا جميعاً مطار المثنى في 3 أيار باتجاه الموصل ومن هناك إلى سرسنك والعمادية حيث التقى عدنان بصدام وتولى عدنان قيادة السيارة التي كان يستقلها صدام مع الأسرة. كان معنا حسين كامل فشعرنا بأن هناك شيئا في الأفق نتيجة نظرات صدام إلى عدنان.. لقد أخبرني الشيخلي (الطيار الخاص لعدنان) أن الوزير عدنان كان متردداً في قرار السفر فوضع رجْلاً على سلم الطائرة ورجلاً على الأرض وبقي على ذلك الوضع عشر دقائق تقريباً من دون أن يتكلم. وصدق إحساس عدنان فقد وضعت قنبلة موقوتة في طائرته بلغت زنتها كيلوغرام من مادة تي إن تي في شكل أربعة عقود ومن صنع مصانع حسين كامل، وكان طول كل عقد 25 سم وقطره 3 سم وتم وضعها تحت المقعد الخلفي بإشراف حسين كامل الذي حدّد وقت الانفجار. لقد قام عدنان بقيادة الطائرة وليس طياره الخاص كما ورد في الأخبار، وحسب تسجيل إدارة الأنواء الجوية، كان الطقس جيداً جداً وكذلك الرؤية بينما الرياح خفيفة فمتوسطة السرعة.. وقد سجلت آخر مكالمة مع عدنان الذي كان يقود الطائرة مع برج قاعدة القيادة وهي مكالمة طبيعية.. وعندما أقلعت الطائرة في تمام الثانية وأربع وأربعين دقيقة بعد الظهر متجهة إلى بغداد عن طريق الموصل، وفي الرابعة كانت في أجواء منطقة مخمور بين تكريت وأربيل في الصحراء حيث انفجرت القنبلة ليسقط عدنان قتيلاً هو ومن معه، أما من سلم من الحادثة وأصيب بجروح فتم نقله إلى المستشفى حيث جرى التخلص منه بواسطة حقنة سامة من صنع روسي. اعداد: فراس الغضبان الحمداني
أقرأ ايضاً
- بالأرقام.. إحصائية رسمية دولية حول اعداد النازحين في العراق
- بسبب إسرائيل.. حبس الكويتية فجر السعيد ونقلها للسجن المركزي
- بينها تعديل قانوني التقاعد والجوازات.. البرلمان ينشر جدول أعمال جلستي الأحد والاثنين