حجم النص
افتتح الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي هذا اليوم الثلاثاء(24/ محرم الحرام/1436الموافق 18/ تشرين الثاني/2014 داخل الصحن الحسيني الشريف المهرجان الدولي (تراتيل سجادية الأول) تحت شعار (رسالة الحقوق للإمام زين العابدين منهج ودستور) بحضور الوفود المشاركة ونخب من رجال الدين وشيوخ وعلماء أفاضل من مدارس مختلفة للعلوم الدينية والأدباء والمثقفين وجمهور غفير من أهالي كربلاء المقدسة وزائري أبي الأحرار الحسين الشهيد (عليه السلام). و قال الكربلائي خلال كلمته الافتتاحية: لا يخفي على الجميع ان منظومة الحقوق الانسانية ضرورة من ضرورات وجود الانسان يقوم عليها نظام الحياة بصورة عامة واستقرارها وسعادة الانسان وازدهاره وكماله وهي هبة من الله تعالى لاْكرم مخلوق على الارض فقد منحها للإنسان وجعلها جزءاً من عملية حلقه وتكوينه وحياته، ولقد سعت المجتمعات البشرية الى وضع لوائح وقوانين لهذه الحقوق ابتداء من وثيقة حقوق الانسان في قيادة الثورة الفرنسية عام 1789 الى الاعلان العالمي لحقوق الانسان عام 1948، مضيفا كانت طوال الأزمنة المنصرمة تخضع حقوق الانسان الى النقد والرفض ثم التغيير والتعديل مع تطور المدنية الإنسانية. ولم تكن هذه اللوائح والوثائق لتضمن عدالة حقيقية في المجتمعات البشرية وكانت فاقدة لصفة الشمولية لتنظيم جميع علاقات الانسان مع ما يحيط به ولم توفر ركن اساسي في منظومة الحقوق والواجبات الانسان الا وهو التوازن بين حقوق والواجبات المفروضة عليه وكان بعض الحقوق على حساب حقوق اخرى للاخرين بل استخدمت حقوق الانسان سلاحاً سياسياً تستخدمه بعض القوى الكبرى لتحقيق اهداف سياسية ضد مناوئها واضاف ان في ظل هذه الظروف تبرز الحاجة الماسة الى تعريف بمنظومة الحقوق التي شرعها الاسلام ابتداءاً من الايات القرآنية الشريفة الى اقوال وسيرة النبي محمد(ص) وعهد امير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) لمالك الاشتر ثم الرسالة الشاملة والواسعة والكاملة لمنظومة الحقوق الانسانية للامام السجاد عليه السلام ومما يؤسف له ان الاسلام الذي يعتبر اول وامثل نظام وضع للحقوق الانسانية لم تلق الاهتمام الكافي للتعريف بها ونشرها والعمل على ترسيخها في المجتمع،مبينا جاء انعقاد هذا المهرجان للتعريف برسالة الحقوق للامام السجاد عليه السلام التي امتازت بالشمولية المعرفية واستمدادها الروحي من روح القرآن الكريم وجوهر السنة النبوية الشريفة فقد امتازت عن جميع ما شرعه البشر بما يلي: 1-ان المرتكز العلمي لرسالة الحقوق هو الاصل العقائدي المرتبط بالله تعالى الذي هو خالق البشر ومالكهم ومدبر امورهم والمشرع لهم على وفق فطرتهم وكمال حاجتهم ومن هنا اكتسبت الرسالة مزية الكمال التشريعي وحصول الاطمئان الى سلامة تشريع الحقوق لملائمتها للفطرة والعقل الانساني وجميع احتياجات الانسان اذ ان متلقها الفكري تابع من التوحيد لله تعالى 2- الاطمئنان الى قابلية التطبيق وضمان التنفيذ لكونها غير خاضعة للتبدل والتغيير اضافة الى التطبيق الامين والكامل من قبل واضع الحقوق حتى مع المخالف والعدو مما يعطي دافعا قويا للتطبيق لاحساس الاتباع بالمصادقية من واضعيها اضافة الى تعويد المجتمع على احترامها 3- انها اوسع مفهوما ومصاديق من لوائح الحقوق الموضوعة من البشر فقد شملت حقوق الخالق وحقوق الجسد وأعضائه وحقوق الميت وحتى الحقوق العلمية والاجتماعية وقد جاءت منسجمة مع الفطرة الانسانية والعقل الانساني وشاملة لجميع ما يحتاجه الفرد والمجتمع ولا يمكن ان يؤثر اي تطور مدني او حضاري في جوهرها ولقد اخذت رسالة الحقوق للامام السجاد عليه السلام موقعا متميزا ومتفردا داخل منظومة التراث الفكري والروحي الاسلامي وذلك لسعة مفاهيم حقوقها وامتداد معالجاتها لتشمل جميع مايتعلق بالانسان من حقوق وواجبات ضمنت التوازن بينهما كما ان هذه الرسالة ظهرت في زمن ومناخات سياسية ودينية واجتماعية واخلاقية اتسمت بالابتعاد عن روح الاسلام خصوصا ممارسات الحكام التسلطية والقهرية والاستبدادية ونزوع الانسان الى الدنيا والشهوات فكانت رسالة الحقوق التي اريد منها ان تحافظ على اصالة الرسالة الاسلامية في فكرها ومنهجها وارجاع المجتمع الاسلامي الى عهد رسول الله (ص) في ممارسته الملية والاخلاقية وجوهر فكرة وقيمه. من جانبه قال رئيس ديوان الوقف الشيعي السيد صالح الحيدري ما نصه: عانت الانسانية منذ ان ظهر الظلم على الارض الوانا من الهدر لكرامة الانسان واستلاب ارادته ومصادرت حرياته الذي كثيرا ماكان يعقد ابعادا مؤساوية تنتهي الى قتل الالاف بل الملايين من البشر وتشريد اضعافهم وهتك اعراضهم وجاءت حركة حقوق الانسان بوجه الظلم والظالمين وظهرت ثورات على مر التاريخ سواء كانت دينية ام فكرية ام سياسية للحفاظ على كرامة الانسان وحفظ حريته هكذا تحدث الباحثون وتسابقت الدول الغربية بتبني الريادة التاريخية بحقوق الانسان والفكر الاسلامي، مبينا غير ان المتامل بمصادر الفكر الاسلامي بوسعه ان يرى حقيقة التأصيل الانساني لمفهوم الحقوق بدا من الايات القرانية الكريمة التي اهتمت بتفسير هذه الحقوق في اصل العقيدة الاسلامية مرورا بالاحاديث النبوية الشريفة التي جاءت لتنظيم حياة الانسان فردا ومجتمعا وكذلك كما تركوا لنا الائمة المسلمين من حرث فكري حول الحق والحقوق والعلاقة الوثيقة بحياة الانسان لقد وضع الامام السجاد عليه السلام رسالة الحقوق والتي تناقلتها مؤخرا الدراسات الموضوعية والاكاديمية لتعلن ان رسالة الامام لائحة قانونية وتعد وثيقة تاريخية قيمه لجميع الانسانية في العالم. من جهته أوضح رئيس اللجنة التحضيرية للمهرجان(السيد جمال الشهرستاني) لوكالة نون الخبرية: إن مهرجان تراتيل سجادية الأول:انطلق هذا اليوم وفق برنامج معد من قبل اللجنة التحضيرية وسيكون يوم غد الأربعاء جلسات صباحية ومسائية على قاعة خاتم الأنبياء، مبينا ان المشاركات في المؤتمر في هذا العام هي (17) كتابا عن الإمام زين العابدين (عليه السلام) تم طباعتها على نفقة العتبة الحسينية المقدسة, إضافة إلى بعض الكتيبات والمنشورات وعشرة كتب باللغة الانكليزية من باكستان والهند عن الإمام زين العابدين. "موضحا" ان مهرجان تراتيل سجادية ومؤتمره العالمي الحسينية المقدسة اصدر كتيب الببليوجرافيا الخاص بالمهرجان والكتب التي جمعت حول الإمام علي بن الحسين (عليهما السلام) و نشر كتيب رسالة الحقوق للإمام السجاد (عليه السلام) في العراق ولبنان وأمريكا وتونس بواقع 35 ألف نسخة وامتحان المشاركين بعشرين نص وحصلت أكثر من 120 نتيجة على الدرجة الكاملة، وكانت الجائزة زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) وجهاز حاسوب محمول. واضاف الشهرستاني ان العتبة الحسينية المقدسة تسعى لترجمة رسالة الحقوق للإمام زين العابدين "عليه السلام" إلى (13) لغة عالمية من خلال المشاركات التي وردتها بعد الإعلان عن مسابقة كتاب بحثي عن الإمام السجاد "عليه السلام"، مشيرا الى ان اللجنة استلمت مؤلفات جديدة عددها 10 عناوين باللغة الانكليزية و 18 عنوانا باللغة العربية تمت طباعة 12 عنوانا منها بواقع 17 كتابا على نفقة العتبة الحسينية المقدسة. ابراهيم العويني/كربلاء وكالة نون خاص
أقرأ ايضاً
- كشف اسرار مترو بغداد ومجسراتها.. نـائب برلماني: نفوس كربلاء مليون و(600) الف وهو رقم فيه ظلم كبير
- فرع كربلاء لتوزيع المنتجات: جهزنا (٥٣٦) فرن ومخبز بالوقود بحصصها الشهرية
- بالأرقام.. إحصائية رسمية دولية حول اعداد النازحين في العراق