سامي جواد كاظم
ليس بغريب على المجتمع البشري ان يغير الانسان مبادئه او معتقده بعيدا عن الحق او الباطل، وهذه الظاهرة كانت موجودة في العصر الاسلامي، والا الخوارج ماذا كانوا؟، لولا السنتان لهلك النعمان عبارة يرددها ابو حنيفة ويقصد بها حضوره عند الامام الصادق عليه السلام ومن ثم اسس مذهب يخالف مذهب الامام الصادق عليه السلام في كثير من احكامه، وغيره الكثير ممن كانوا يحضرون عند الائمة عليهم السلام ثم تتغير افكارهم.
هذه الظاهرة اليوم تحدث وبشكل مستمر شخص يدخل الحوزة الدينية ومن ثم يتركها وشخص من غير دين او مذهب يغير ما يعتقد به فيدخل الحوزة وهذا امر طبيعي واكرر بعيدا عن صحة المعتقد من عدم صحته.
بعد سقوط الطاغية وانفراج الازمة على العراقيين اصبحت ظاهرة ارتداء العمامة بحرية فهنالك معممين كانوا في زمن الطاغية لا يلبسونها لمنعهم الان الفرصة مواتية للبسها، وهنالك من اقتحم مجال الدراسة فاستحقها، وهنالك من مارس الدجل فلبسها، والمؤسف جدا ان البعض يدخل الحوزة فيتعلم مصطلح او مصطلحين فقهيين فيترك الحوزة ويبدا يتحدث عن المعتقدات الامامية وكانه ضليع بها ويزيد من شهرته عندما يقول كنت ادرس في الحوزة، وهذا ما عليه شخص ظهر مؤخرا اسمه غيث التميمي، والحقيقة في بعض الاحيان الرد عليه يكون شهرة له، هذا الرجل لديه محاضرة في لندن على مجموعة من الحضور ليتحدث عن الزواج في الفقه الاسلامي ويدعي هو انه باحث ومتخصص في هذا المجال، ولست بصدد مؤاخذته على كثير من ارائه الا ان اسلوبه لم يكن موفقا معلوماتيا وادائيا، المؤاخذات كثيرة، اذكر واحدة فقط من فلتاته يقول (الاسلام اذا ما يحترم الانسان بفلسين ما اشتريه) هل هذا منطق باحث ومفكر ؟ هنا اسال جنابه ماهو حكم الشهداء من اجل الاسلام ؟ الشهيد هو انسان، وطبقا لرايه الشهداء الذين دافعوا عن الاسلام على خطأ والعياذ بالله.
لازال هذا الرجل ومن يدب دبيبه تلتبس عليه المفاهيم الاسلامية منها مثلا الحلال والواجب، فالحلال غير ملزم المكلف بالالتزام به على عكس الواجب فانه ملزم، واذا ترك الحلال لا ذنب عليه بينما الواجب عكس ذلك، هنا الحديث عن الحلال والواجب بحد ذاتيهما، لان هنالك حلال في ظروف معين يصبح واجب او حرام.
الامر الاخر التشريع ياخذ بالمنطق اولا حيث ان المشرع ياخذ كل الحالات التي تحدث وفق المنطق اما وفق العقل اذا كان يستبعد حدوثها فهذا يكون تشريع ناقص، فمثلا مسالة القاصر وكيفية التعامل معها من حيث الزواج ذكر المشرعون الاسلاميون كل حسب دراسته احكامها، وتناول احدى المسائل جناب غيث التميمي باستهزاء وباسلوب غير سليم بينما واقعا هذه المسالة تحدث مرارا وتكرارا في كل المجتمعات البشرية وفي الغرب اكثر من المسلمين أي مسالة التعامل مع القاصر.
الى الان كل المشرعيين الغربيين لم يتوصلوا الى اعتماد سن البلوغ وفق اسباب منطقية وعقلية ولهذا تراهم يتخبطون وفق السياسة للتشريع. فمثلا امريكا ترى القاصر هو من يكون عمره دون الـ 18 سنة ولكن يؤخذ باقواله في القانون، السؤال اذاً هو باي شيء قاصر ؟
أقرأ ايضاً
- التعدد السكاني أزمة السياسة العراقية القادمة
- وقفه مع التعداد السكاني
- مكانة المرأة في التشريع الإسلامي (إرث المرأة أنموذجاً)