حجم النص
بعد أسبوعين من اتفاق باريس لمكافحة التغير المناخي، تظهر الأحوال الجوية الصعبة في أنحاء متعددة من مناطق العالم تداعيات ذلك الاحترار العالمي، والتقلبات المناخية في الطبيعة. فقد سجل شهر ديسمبر موجات من ارتفاع الحرارة في مناطق واسعة من نصف الكرة الشمالي، بما في ذلك معظم أوروبا وشرق الولايات المتحدة، في حين تشهد مناطق أخرى فيضانات شديدة، تضرب مدنا من باراغواي إلى شمال إنجلترا. ويرى علماء المناخ أن مسؤولية الطقس الاستثنائي تعود إلى صنع البشر، بالإضافة إلى التقلبات العشوائية لظاهرة النينو التي تجتاح مناطق عدة في العالم. وقال ديفيد روك، خبير الفيضانات، نائب الرئيس التنفيذي لهيئة البيئة في المملكة المتحدة، إن الاستعدادات للفيضانات تتطلب "إعادة نظر شاملة" نتيجة لتغير المناخ"، مشيرا إلى أن "الأوضاع تتجه نحو الظروف الجوية الصعبة المجهولة". وتتوقع المنظمة العالمية للأرصاد الجوية ارتفاع متوسط درجات الحرارة العالمية هذا العام، لتصل إلى مستوى قياسي مرتفع، بسبب الارتفاع القياسي في الغازات الدفيئة جراء الأنشطة البشرية. ويرجح مكتب الأرصاد الجوية بالمملكة المتحدة أن يصبح العالم أكثر دفئاً العام المقبل، حيث توقع أنه بحلول نهاية عام 2015 سيحدث ارتفاع قياسي في درجات الحرارة، مقارنة بالسنوات السابقة. الاحتباس والظواهر المنفردة: ورغم أن العلماء لا يحبذون الربط السببي المباشر بين ظاهرة الاحتباس الحراري والظواهر الجوية المنفردة، إلا أنهم يميلون إلى أن تغير المناخ يزيد من كثافة وشدة العواصف المطيرة، وذلك لأنه مع ارتفاع حرارة الجو فإن ذلك يؤدي إلى تشبعه بالرطوبة. وتزيد نسبة الرطوبة في الهواء فوق المحيطات بحوالي 4 بالمائة عن معدلاتها في السبعينيات، وفقا لبيتر ستوت رئيس قسم مراقبة المناخ في مكتب الأرصاد الجوية بالمملكة المتحدة. ويقول باحثون في جامعة أكسفورد، ومعهد الأرصاد الجوية الملكي الهولندي، إن تغير المناخ جعل الفيضانات المرتبطة بالإعصار ديزموند أكثر احتمالا بنحو 40 بالمائة في هذا الشهر. كما أن منتجعات التزلج على الثلج والجليد في جميع أنحاء أوروبا تشكو عدم سقوط الثلج، الأمر الذي يجعل من الصعوبة للآلات تصنيع طبقة من الثلوج لأماكن التزلج العارية. وفضلا عن ذلك، ألغيت سباقات كأس العالم للتزلج على الجليد، المقرر عقدها في سانت أنتون في النمسا في يناير، وذلك بسبب نقص نسبة الثلوج. وفي حين أن الربط العلمي ضعيف بين النينو والأحوال الجوية في شمال غرب أوروبا، إلا أن تأثير المياه الدافئة في المحيط الهادئ أقوى بكثير في نصف الكرة الجنوبي. فالعديد من المناطق في أميركا الجنوبية دائما ما تكون عرضة لهطول أمطار غزيرة بسبب ظاهرة النينو، حيث بلغت الفيضانات في باراغواي والدول المحيطة كالأرجنتين وأوروغواي والبرازيل المدى الأسوأ منذ عقود، مما أجبر أكثر من 160 ألف شخص على إخلاء منازلهم. أما في شرق الولايات المتحدة المتحدة، فظاهرة النينو ترفع درجات الحرارة، فيما ضربت عواصف عدة مناطق، وأسفرت عن مقتل 43 شخصا على الأقل في الغرب الأوسط والولايات الجنوبية، في أقل من أسبوع. والأمر الملحوظ بشأن هذه الظاهرة حدوث بعض الأعاصير الفتاكة خاصة في ولاية تكساس، وهي أعاصير شرسة تحدث في فصول الربيع والصيف أكثر من ديسمبر، خاصة عندما يكون هناك طاقة أقل من الطاقة المولدة للإعصار في الغلاف الجوي. وستتعرض الجزر البريطانية وشمال غرب أوروبا خلال اليومين المقبلين لأجواء رطبة بسبب تولد الطاقة من أحد الأعاصير المتشكلة، حيث من المتوقع أن يتسبب بمزيد من الفيضانات في شمال إنجلترا وويلز واسكتلندا، إضافة إلى العواصف الشديدة.
أقرأ ايضاً
- مشروع الـ1000 مدرسة.. تعرّف على حصص المحافظات من المدارس المنجزة مؤخراً (فيديو)
- الأنواء الجوية: منخفض جوي يسبب أمطاراً وموجات غبار بدءاً من الأحد
- الأنواء الجوية: أمطار رعدية وانخفاض في درجات الحرارة