- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
مريض في غرفة الانعاش والمعالجين ممرضين لا اطباء ؟؟!!
بقلم :تيسير سعيد الاسدي
أن من أحد أهم أمراضنا السياسية بالعراق هو عدم اتقان فن المعارضة السياسية لبناء البلد فمعظم المتصدين سياسيا اذا سار رئيس الحكومة يميناً فضل الباقون اليسار وان كان اليسار يؤدي بالبلد الى الجحيم !!بهذه العقلية الساذجة يدار العراق وبهذه النخب السياسية النخرة يدار العراق وبهذه الأحزاب الفاشلة السطحية يدار العراق يوم امس حدثت كارثة امنية تمثلت بمهاجمة عدد من الأرهابيين سجني" التاجي" و"ابو غريب" واطلقوا سراح مئات الأرهابيين السجناء واغلبهم من قيادات القاعدة ..! وقبلها بيوم واحد كانت بغداد ضحية تفجيرات أمتدت من احياء الكرخ الى مناطق الرصافة ،حصدت نحو 250 ضحية بين قتيل وجريح والنتيجة ان جميع العناوين التي تتحمل مسؤولية هذا التقصير ما زالت في مواقعها الرسمية دون اي حياء ؟!!
يوم امس مارست القاعدة تكتيكها العسكري وانتصرت على الخمول الحكومي ،يوم امس خرج اعضاء لجنة الامن والدفاع البرلمانية ليعطونا اعداد الفارين من السجون وكأن عملهم يختصر بعد وفرز من فر من سجون العراق عبر الية من المفترض انها من مهام اي مذيع اذاعي او تلفزيوني ، ويوم امس خرج علينا الإعلام الأمني المبرمَج ليعطينا تبريرات يعتقد انها مقنعة ويؤكد للجمهور وللرأي العام أن هنالك جهات أمنية تتبنى التحقيق حالياً وتتبنى كذلك إعطاء الظروف الموضوعية لهذا الحدث وغيره من الأحداث السابقة ،بعض الساسة العراقيين في دول الجوار مبتعدين عن حر شهر رمضان وما يجري بالعراق وكانه شان لايعنيهم واننا لا نراهم معا الا عندما ترى الحرائق والقتل في الشوارع والشهداء والجرحى في المشافي فيخرجون على الشعب بتبريرات وجرعات تخديرية من اجل تسويف القضية خدمة للتحالفات الاستراتيجية التي على اساسها تسير العملية السياسية بهذا البلد المحاصصاتي .
سيداتي انيساتي سادتي ان حقيقة الحالة التي لا تقبل الشك بالعراق هي حالة شاذة ينفرد بها هذا البلد الذي هو اليوم أشبه بمريض على حافة الموت وبحاجة الى طبيب بارع ينقذ حياته في غرفة الانعاش واذا بنا نرى ان جميع المعالجين هم من (الممرضين والمضمدين) المنتمين الى جهات وتكتلات استحوذت على مناصب الاطباء البارعين هؤلاء المعالجين اليوم يطالبون من المريض في غرفة الانعاش ان ينظم دورة الخليج 22 بالبصرة وهؤلاء يريدون ان يصدروا الكهرباء الى دول الجوار ويريدون ويريدون الكثير من الامور التي ما ازل الله بها من سلطان ويتناسون انهم في غرفة الانعاش وان المريض بين الحياة الموت !!لذلك فانا ارى إلى أن المسار السياسي في العراق لن يتغير في المدى القريب بسبب عمق مشكلاته وعقلية قياداته السطحية وجشعهم السلطوي والمالي .
لذلك اقول ايها السياسيون ان من أهم مبادئ حقوق الإنسان هو أن يشعر الانسان العراقي بالأمان والاستقرار وهم اليوم عكس لك في ظل الفشل الامني وأعمال عنف وتفجيرات تضرب البلاد شمالاً وجنوباً "وبشكل يومي تقريباً سواء ليلاً أو نهاراً إذ ليست هناك ساعات محددة لهذا الإرهاب الذي يواجه بخمول وصمت حكومي وعطل رسمية .
أقرأ ايضاً
- كيف تكفي 10 دولارات احتياجات المواطن؟
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- التأهيل اللاحق لمدمني المخدرات