تطرق سماحة السيد أحمد الصافي ممثل المرجعية الدينية العليا عن الجانب الصحي والأمراض المزمنة التي حلت بهذا الشعب الجريح وأوضح: ليس عيبا أن يكون العراق في بعض الحالات قد تأخر بسبب السياسة السابقة وسياسة التجهيل والتفقير، وللحيلولة دون استفحال الأمر لا بد من وجود حالة أشبه بحالة طوارئ تتماشى مع ضخامة وجسامة الأمراض الفتاكة التي يمر بها بعض المواطنين، وهذه الأمراض ليس لها علاج في العراق حتى أن بعض المرضى وأهاليهم يتمنون أن يموت مريضهم وهو عندهم أفضل من البقاء على الحالة المتردية، فعلى الدولة المباركة أن تسعى جاهدة لتوفير علاج هذه الحالات خارج العراق وأنا أتكلم عن عشرات الحالات والأمراض المزمنة من هذا القبيل، وهذا ما تستدعيه الحالة الوظيفية والإنسانية والدينية، جاء ذلك خلال الخطبة الثانية من صلاة الجمعة لسماحته التي ألقاها في الصحن الحسيني الشريف في 15 ذي القعدة 1429هـ الموافق 14/11/2008م.
وفي سياق آخر عرج سماحة السيد الصافي على قضية الزراعة التي عانت ما عانت في السابق من مشاكل كبيرة بحيث أصبح العراق يستورد بعض أنواع النخيل في الوقت الذي كان هو المصدر، موضحا أن تامين الغذاء مسالة دخلت فيها جوانب سياسية فعندما تفتش الأسواق تجد اغلب البضائع غير عراقية، فالعراق فيه من المياه والأراضي الصالحة وإن هذه المشكلة ليست مشكلة وزارة وإنما مشكلة دولة، فالجانب الزراعي يعطينا قوة ومنعة يجعل المواطن في مأمن، إذ لا يمكن أن نعتمد على الآخرين دوما، فما دام عندنا القدرة والطاقات فإنه من الممكن أن ننهض، والدولة عليها أن ترعى وتشجع وتوفر المواد اللازمة لاستصلاح الأراضي وتبدأ بتفعيل هذا الجانب على الأقل ليوفر لنا الأمن الغذائي الداخلي .
وعن الفساد المالي والإداري الذي يضرب بأطنابه في معظم مفاصل الدولة تحدث سماحة ممثل المرجعية الدينية العليا قائلا: لو فرضنا بان مشروعا يكلف 10 مليون واتفق عليه آخرون بـ10 مليون عندما نأتي إلى المشروع ونحسب الكلفة الفعلية له نراه يكلف 4 مليون فــ 6 مليون اختفت بقدرة قادر، وعندما نأتي إلى التسلسل من بداية المشروع إلى آخر لبنة وضعت فيه نرى أن هناك عقبات أخرى، وأشار إلى أن بعض المتشرعين وقعوا في فخاخ المادة من حيث لا يشعرون بحيث عندما يدخل في مشروع يستنزفه مسؤول في دائرة معينة بامتناعه عن تمشية معاملته، وتكون هذه العلاقة علاقة مصلحية ومثار شبهات بحيث أموال تدخل في جيب هذا وهدايا تدخل في جيب ذاك، وبين عشية وضحاها نجد شخصا ولمدة 6 أشهر يتحول كليا من الناحية الاقتصادية، ونأتي إلى المهندس المشرف نجد أن موقفه ليس موقفا قويا، ونجد أن هذه الصفقات تؤثر على مشاريع إستراتيجية بسبب العلاقة غير الحميمية التي يدفع ثمنها المواطن وخزينة الدولة.
ونحن الآن في أعتاب السنة الجديدة الإخوة يقولون بسبب أزمة النفط ستنخفض الميزانية من 79 مليار دولار إلى 65 مليار دولار وهذا ليس أمرا سهلا وهو لا يفي بمتطلباتنا، ووجه خطابه إلى جميع المعنيين أن اقضوا على هذه الظاهرة التي ثقف بها النظام البائد وأصبح بعض الموظفين يجترون ما تعودوا عليه سابقا، وتذهب الأتاوات في جيب فلان وفلان ولا احد يستشكل ولا أحد يستنكر!! وعندما تبدأ أول صفقة سيقال للمقاول ما هي نسبتي في ذلك ؟ انا اقول كيف يمكن ان نبني بلدا وفيه هذه الاقزام والذئاب التي تقتات على قوت الآخرين؟! فهؤلاء لا يحبون الوطن ولا الناس وليس لهم غيرة على أي شيء، فانظروا الآن إلى من يسرق قوت الآخرين بطريقة مبتذلة لماذا؟ وهناك عوائل تفترش الأرض وهناك عوائل متكونة من عشرة أفراد يعيشون في غرفة واحدة!! بينما يقوم هؤلاء المجرمون بسرقة قوت الناس بدم بارد، فهؤلاء لا يحترمون أنفسهم وان خطرهم يهدد البلاد .
أقرأ ايضاً
- الهلال الأحمر العراقي يحصي حجم المساعدات المقدمة إلى غزة ولبنان ويؤكد وجود 22 الف لبناني متواجد بالعراق
- الخارجية: الحكومة تعمل على تعزیز التعاون بمجال مكافحة الهجرة غیر النظامیة
- لبنان يستعد لتشييع جثمان الشهيد السيد حسن نصرالله