ثمن سماحة السيد أحمد الصافي ممثل المرجعية الدينية العليا في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة التي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف في 4رمضان 1429 هـ الموافق5/9/2008م كل جهد يبذل من اجل خدمة الشعب العراقي المعطاء، ذلك الشعب الذي ابتلي بابتلاءات متعددة، ولكن الشيء الذي يمكن التفوه به ان هذا الشعب على مر السنين كان صامدا ولازال ولن يتخلى عن مبادئه ولن يتخلى عن اخلاقه رغم المحن الكبيرة التي مر ويمر بها، وعلى هذا فهو يستحق منا جميعا كل تكريم وتقدير واحترام، ومع كامل اعتزازي ودعائي للجميع فان بعض الامور بحاجة الى زخم ودفع الى الأمام، وكلامي هنا ينصب في المسائل الخدمية ونتكلم الآن بالحد الادنى منها وهي الأمور الضرورية التي يشعر الانسان من خلالها بمواطنته ومحبته لهذا البلد.
وأوضح سماحته العلاقة بين المشكلة وتشخيصها للوقوف أمام الحلول المرضية قائلا: ( إن المسائل الخدمية تحتاج الى تشخيص أولا، أين تكمن المشكلة؟ ثم تحتاج الى حلول بديلة عن المشكلة الآنية التي يصعب حلها، وهناك مسائل اصبحت الآن اساسية لا يوجد لها أي بديل إلا البديل الذي يتفتق به ذهن الموطن مع ان المواطن لا يعنيه ذلك!! ومن ضمن الامور التي تقض مضاجع المواطن الكريم وهو يعيش في أجواء حارة حيث ان الصيف ضرب باطنابه ومشكلة الكهرباء ما زالت مستفحلة، وقبل حلول فصل الصيف اللاهب قيل للاخوة المعنيين ان الصيف قادم حاولوا ايجاد البدائل ونحن دخلنا الصيف الخامس من بعد السقوط والمشكلة تعاني حالة من المراوحة وحالة من التدني، وهذا الشيء لا يمكن قبوله ولا يمكن تصديقه والاسباب المطروحة في تبريرها هي ليست حقيقية).
وطالب ممثل المرجعية الدينية العليا المسؤولين تبيين المشاكل الحقيقية المعرقلة لحل ازمة الكهرباء قائلا: (ليس من المعقول بعد مرور خمس سنوات ولا زالت مشكلة الكهرباء تراوح في مكانها بل انها تسير ببطء وهي تمر من سيء الى أسوأ، فالمواطن الكريم قد شبع من الوعود والشعارات، والأمل حينما يعقد في ذهن الناس لابد ان يصدق، انا لا أريد أن أتكلم عن الأشياء التي أنجزت وإنما أريد أن اصب كلامي في هذه المرحلة عن وضع الحلول الناجعة لتخطي هذه الازمة المستعصية، حيث ان صيف العراق حار والمشاكل جمة والبيوت صغيرة والعمارات الشاهقة في بعض المناطق تضيق الخناق على المواطن، وإذا تزامنت هذه الامور كلها مع انقطاع التيار الكهربائي ولا سيما نحن نعيش اجواء رمضان الكريم التي تولي كل الدول الاسلامية اهتماما بالغا لهذا الشهر وتقديم افضل الخدمات فيه، بيد انه في العراق لا نرى أي تحسن في الخدمات لا في شهر رمضان ولا في غيره، والى متى تصم اذان المسؤولين والى متى يصبر المواطن؟!)
وبين سماحة السيد احمد الصافي ان العراق وبحمد الله يسير باتجاه الامن والامان وينبغي ان تكون الخدمات المقدمة متناسبة مع ما يشهده العراق من التحسن الامني (فالمواطن والزائر الكريم بحاجة الى توفير المكان البارد والماء البارد ولاسيما في الاجواء الرمضانية الحارة وهي غير متاحة لمعظم المواطنين لذا احدنا لا يستطيع استضافة الضيف حراجةً من الوقوف عند هذه المشاكل، ونحن نرى هذه الخدمات متوفرة في العتبتين الحسينية والعباسية المقدستين وما بينهما حيث نرى ان الترامز منتشرة بشكل كبير في هذه المنطقة وتُلقى فيها اكثر من الف قالب ثلج يوميا وخصوصا في ايام الزيارات التي تقدم خدماتها للزائرين الكرام).
ولكي تقوى الروابط والوشائج بين المواطن والمسؤول ذكر السيد الصافي المسؤولين بقوله (ان المواطن لازال يشعر بانه بعيد عن المسؤول، والمسؤول قريب من التقارير والحلقات الخاصة، لا اقصد ان المسؤول عليه التجوال في الازقة ولكنه بحاجة إلى التواصل مع الجماهير، واذا شعر المواطن ان المسؤول قريب عنه سنختزل الطريق، وتطالعنا الاخبار كل يوم ان البلد يمر في عملية اعمار كبيرة ومعظم هذه المشاريع صحيحة ولكنها مكتوبة على الورق فقط!! ولتمريرها ينبغي على المسؤول متابعتها، ماذا انتفع من ملف ضخم من المشاريع وهي ليس لها وجود على ارض الواقع، من هو السبب وما هو السبب؟! واتحدى ان تظهر اسماء ملوثة تعرقل مسيرة الاعمار التي تدمر بدورها الشعب العراقي، نحن نشاهد بين الفينة والاخرى من قتل خمسين او مئة من الشعب ولكننا لم نشاهد من سرق قوت الشعب مع انها تسرق، على كل حال ان بعض المسؤولين المعنيين يعرف المشاكل التي يسببها انقطاع التيار الكهربائي عن المواطن، ولكن لا يشعر به ولا يتفاعل مع مشكلة الكهرباء مثلما يتفاعل الذي يمر بالأزمة.
وفي ختام الخطبة وجه سماحة السيد الصافي خطابه الى المسؤولين في الدولة قائلا: ( ينبغي أن يكون المواطن على راس اهتماماتنا في جميع نواحي الحياة وينبغي ان نشعر المواطن انه منا ونحن منه، هذه المسائل التي اطرحها ليس المراد منها التسويق الاعلامي بل ان المعاناة التي يمر بها المواطن العراقي هي التي حتمت علينا طرحها لاسيما في هذا الشهر الفضيل، والمسؤول لكي ينجح في عمله عليه ان يعطي ويبادر ونجاحنا يكمن في معايشتنا معاناة المواطن، وهدفنا من طرح هذه الامور هو ان نبين المشكلة وعلى الاخوة المعنيين وضع الحلول الناجعة لها خدمة للمصلحة العامة).
أقرأ ايضاً
- البرلمان يخاطب مجلس الوزراء لتعديل قرار استقطاع 1% من رواتب الموظفين والمتقاعدين
- البرلمان يُنهي قراءة أولى لمشروع ويرفع جلسته
- فيديو:وافد لبناني يعالج اخيه في كربلاء : بركات الامام الحسين تجلت في كرم الشعب العراقي