اكد الامين العام للعتبة الحسينية المقدسة الاستاذ حسن رشيد العبايجي اننا نتوجه بهذه الروح الحسينية الى أشقائنا في غزة والضفة الغربية الابية الصامدة، ونقول لهم اننا نؤازركم وننصركم لأن قضيتكم هي قضيتنا الكبرى مهما بعدت المسافات وطال الزمن ونحن نعرب عن تأييدنا وتأكيدنا لما ورد في بيان المرجع الديني الاعلى السيد علي الحسيني السيستاني في رمضان من العام (1442) هجرية، الذي جاء فيه أن المرجعية الدينية تؤكد مساندتها القاطعة للشعب الفلسطيني الابي في مقاومته الباسلة للمحتلين.
وقال العبايجي في كلمته بختام المهرجان" بمناسبة حلول شهر شعبان المعظم نترقب عن كثب لاستقبال واحتضان هذا الشهر المبارك، لانه يبعث ويجدد في نفوسنا وقلوبنا روح الامل والفرج لهذه الامة، وخاصة في هذه الايام العصيبة التي تمر على الاسلام والمسلمين، حيث انها تعيش حالة من حياة الضعف، والضياع، واليأس، والقنوط، والتخاذل، والاذلال، في مواجهة اعدائها من الظلم، والقهر، والهيمنة، والاستبداد، واستباحة، وسفك دماء ابنائها بدم بارد وتقطيع اوصالها، لقد حملنا راية الجهاد منذ معركة خيبر على يد امامنا وشفعينا وباني مجدنا وعزنا وشرفنا ومقدساتنا، امامنا امير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام)، ونحن اليوم بحاجة الى استئناف هذا الحدث الكبير من جديد لنبحث معا عن باب الله الذي منه يُأتى، في كل ذرة تراب في بقاع الارض، ليحمل راية الجهاد من جديد ليملأ الارض قسطا وعدلا بعد ان ملئت ظلما وجورا".
واضاف ان " الله اصطفى واكرم هذه الامة بالفضيلة والوسيلة اليه والقيادة الى سبيله بالهداية والولاية، ووحد كلمتهم، ورص صفوفهم، لان الله عز وجل قال فيهم ووصفهم بأفضل الامم "كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر"، ومن هذا المنطلق لابد ان نضاعف الاهتمام في كل سنة بولادة الائمة الاطهار واحياء امرهم وتعظيم هذه المناسبات، فما زالت الانوار المحـمدية والابواب الهاشمية، ابواب مشرعة في ذكرى النصف من شعبان لاحياء هذا الامل في نفوس الامة والمستضعفين بولادة الامام الحجة المنتظر (عجل الله فرجه الشريف)، وقال الله تعالى "قل أرأيتم ان اصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين" يقول الامام الباقر (عليه السلام) ان هذه الآية لم يأتي تأويلها، فهي والله تعبر عن موقع الامام المتميز ودوره في قيادة امة الاسلام وانقاذها، واخراجها من الظلمات الى النور، فبغيابه اصبح الماء غورا، فهو والله الماء المعين، نترقب تأويله ونتوسم في جهود ابناء هذه الامة الاخيار ان يشعبون صدع هذه الامة بمعين جهادهم بإنجازاتهم، ونشاطاتهم الفكرية، والثقافية، ويمهدون الطريق لظهور امامهم بإحياء هذه المناسبة الكبيرة بولادة خير الانام سيد شباب اهل الجنة الامام الحسين والامام زين العابدين والسيد الاكبر علي الاكبر وسيد الماء وحامل اللواء في ارض كربلاء قمر بني هاشم ابي الفضل العباس والامام الحجة المنتظر (عليهم السلام)، وان نرى مهرجان الخير والبركة ربيع الشهادة الذي نختمه اليوم في رحاب سيد الشهداء ابي عبد الله الحسين (عليه السلام)، خير من يجسد ذكرى هذه الولادات الميمونة، وفي ابهى واجمل صورة فكرية وثقافية وروحية تملأ الخافقين، واصبحت مركز اشعاع لنشر معالم الرسالة المحـمدية والهاشمية".
واوضح العبايجي" من هذا المنبر نذكر الامة الاسلامية بقول الرسول الاكرم محـمد (صلى الله عليه وآله) "من اصبح لا يهتم بأمور المسلمين فليس منهم"، و" من سمع رجلا ينادي يا للمسلمين فلم يجبه فليس بمسلم"، وبدورنا نخاطب الضمائر الحية التي بقيت تحتفظ بكرامتها، وشرفها، ولم تهن، ولم تنكل، ولم تبيع دينها، وكرامتها، وعزتها بدنيا غيرها في سوق العبودية، والمذلة، والخنوع، ان لا تقف مكتوفة الايدي ومتفرجة على اطفال ونساء غزة، والضفة الغربية، وهم يذبحون، ويتضورون جوعا، والما من الجراحات، لا ارضا تقلهم، ولا سماءً تظلهم الا رحمة الله سبحانه وتعالى، ونحن اليوم نخاطب الضمير العالمي والاسلامي اجمع ومن مدينة الاباء، وقلعة المستضعفين والثوار، وقبلة الاحرار مثوى سيد الشهداء، وريحانة الرسول، وسيد شباب اهل الجنة لتعلو صرختهم بوجه هذه الهمجية المتعطشة لدماء المسلمين، ونتوجه بأفئدة المسلمين الشرفاء من كل انحاء المعمورة لنشارك اهلنا في قطاع غزة والضفة الغربية بمشاعر الألم واللوعة مما يكابدون به، وبما حل بهم من قتل وتهجير وحصار وتجويع في الشتاء الممطر والبرد القارص، واننا ننطلق من هذا النداء بقلوب دامية، وعيون عبرى، وصدور حرى، لما يتعرضون له فعيون المسلمين النجباء ترمق إلى هذا الشعب المظلوم بشموخ، وكبرياء، وعظمة، وجلالة، لأنهم يتصدون بصدورهم وأرواحهم لهذا الجبروت والطغيان متمسكين بحقهم في أرضهم المغتصبة مستمدين العزم والثبات من التاريخ المشرق لأهل البيت (عليهم السلام)، وتضحياتهم لاسيما تضحيات الامام الحسين (عليه السلام)، ونهضته والاعداء على مختلف مشاربهم، وفي مقدمتهم الصهاينة لم توقظهم العقوبة الاولى ولا نبهتهم عودة النعم الالهية مجددا، بل تحركوا باتجاه الافساد في الارض مرة اخرى، وسلكوا طريق الظلم، والجور، والغرور، والتكبر، واستوطنوا مقدساتنا واذلوا، اهلنا في فلسطين المحتلة تدعمهم قوى الظلام، والضلال، والجبروت والاستعمار ".
وتابع بالقول "فمن هذا المنبر ندعوكم يا شرفاء العالم والامة الاسلامية لنطلق صرخة الامام الحسين (عليه السلام) في يوم عاشوراء، ونقول لهم والله لا اعطيكم بيدي اعطاء الذليل، ولا افر فرار العبيد، وهيهات منا الذلة، يأبى الله لنا ذلك، ورسوله، والمؤمنون، وحجور طابت، وطهرت، وانوف حمية، ونفوس ابية، من أن نؤثر طاعة اللئام على طاعة الكرام، هذه الصرخة الكبيرة التي اعلنها الامام الحسين (عليه السلام) في يوم عاشوراء ستبقى جذوتها متوقدة ومدوية تنتشر في كل بقعة من بقاع العالم لانها صرخة الحق ضد الباطل، والطغيان، والاستعباد، والغطرسة، فهي من مبادئ، وقيم السماء التي حملها الامام نيابة عن جده رسول الله في نهضته".
وبين قائلا " نتوجه بهذه الروح الحسينية الى أشقائنا في غزة والضفة الغربية الابية الصامدة، ونقول لهم اننا نؤازركم، وننصركم، لأن قضيتكم هي قضيتنا الكبرى، مهما بعدت المسافات، وطال الزمن، ونحن نعرب عن تأييدنا وتأكيدنا لما ورد في بيان المرجع الديني الاعلى السيد علي الحسيني السيستاني في مضان من العام (1442) هجرية، الذي جاء فيه "أن المرجعية الدينية تؤكد مساندتها القاطعة للشعب الفلسطيني الابي في مقاومته الباسلة للمحتلين الذين يسعون لقضم المزيد من أراضيه وتهجيره من أجزاء أخرى من القدس الشريف وتدعوا الشعوب الحرة الى دعمه ونصرته في استرجاع حقوقه المسلوبة، وأن المواجهات العنيفة التي تشهدها ساحات المسجد الاقصى وسائر الأراضي المحتلة تظهر بلا ادنى شك مدى صلابة الفلسطينيين في مواجهة الاحتلال الغاشم واعتداءاته المستمرة وعدم تخليهم عن أراضيهم المغتصبة مهما بلغت التضحيات"، فتحية اجلال وإكبار الى الشعب الفلسطيني الصابر والصامد والمجاهد، فالإمام الحسين (عليه السلام) روى بدمه الطاهر أرض كربلاء فتحولت الى أرض مقدسة وأنتم بدماء شهدائكم تروى أرض غزة، والضفة الغربية، والقدس، لكي تبقى طاهرة من دنس المحتلين، وتكتسب القدسية، وستبقى راية فلسطين، والقدس خفاقة على ربوع الارض المحتلة، فلتقر عيونكم وان مثوى شهدائكم في الجنة وفي عليين يجاورون الرسول محمد وآل بيته".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
أقرأ ايضاً
- البرلمان يُنهي قراءة أولى لمشروع ويرفع جلسته
- لبنان :مساعدات السيد السيستاني تدق أبواب دير الأحمر”، وهذه هي المناطق المشمولة
- وزارة الصحة اللبنانية: 3645 شهيدا و 15355 جريحا منذ بدء العدوان