اعلن محافظ كربلاء المقدسة عن تمكن المحافظة من عمليات انتقال ما وصفه بـ"الكتل البشرية"، والحد من الهجرة العشوائية، ومن بينها طلب نقل اكثر من (300) شخص دفعة واحدة، مبينا ان الانتقال من محافظات الوسط وتحديدا من العاصمة بغداد ومحافظتي بابل والنجف الاشرف، اصبح اكثر بكثير من المحافظات الجنوبية التي شهدت نزوحا كبيرا الى كربلاء المقدسة في فترات سابقة، مشددا على ان المنظومات الالكترونية الذكية باتت قادرة على التعرف على المطلوبين للقضاء بمختلف القضايا بسرعة وكذلك العجلات التي يستقلونها.

الكتل البشرية

واكد المهندس نصيف جاسم الخطابي في حديث خاص لوكالة نون الخبرية ان" الحديث عن المستوى العام السياسي او الاداري في الدستور العراقي تجد فيه ان لكل مواطن الحق في الانتقال او السكن من الفاو الى زاخو وما بينهما على حد سواء من شمال العراق الى جنوبه، لكن هناك قضايا واقعية تتعلق بسعة المكان وعلى سبيل المثال ان غرفة تتسع الى عشرة اشخاص لا يمكن ان تضع فيها مئة شخص او مئتين، وما يحصل في كربلاء المقدسة هو هجرة غير اعتيادية، اي انتقال كتل بشرية وهو امر حصل الحد منه بشكل كبير، اما عن انتقال افراد على اساس ثمانية معايير منها العمل او لم الشمل وغيرها قننت ونظمت وحددت، وشهدت فترات سابقة هجرة جماعية، وقد يكون سابقا لاسباب امنية او توفر فرص العمل، والآن اصبح انتقالا مكثفا من محافظات طالما كان وضعها الامني جيدا ومستواها الاقتصادي ايضا جيد، وحاليا الانتقال من محافظات الوسط وتحديدا من العاصمة بغداد ومحافظتي بابل والنجف الاشرف، واصبح اكثر بكثير من المحافظات الجنوبية التي شهدت نزوحا كبيرا الى كربلاء المقدسة في فترات سابقة، ونعلم ان هذا الانتقال المكثف لوجود بيئة جاذبة ومستوى الخدمات عالي، ولكن يجب ان تنظم وتقنن بشكل مضبوط، ونحن بعملنا هذا لا نخرق الدستور وليس من صلاحياتنا ان نوقف حالة دستورية، ولكن من واجباتنا ان ننظم مدننا والسكن والعمل فيها بطريقة اذا زاد عن الحد الطبيعي وهذا ما حصل والى اليوم نتلقى المئات من طلبات نقل السكن الى المحافظة يوميا، وهناك حالات توسط لدى مسؤولين".

قوائم واسماء

ويستمر الخطابي بذكر حادثة غريبة عن طلب الانتقال للسكن في كربلاء بقوله" اذكر هذه القصة وانقلوها عني، جاءني شخص واخبرني ان شخصا محترما ارسله الي، وجلس عندي واستعرض تاريخه المشرف وهو يحسب من الكفاءات، واخبرني انه لديه الرغبة بالسكن هو وعائلته في محافظات كربلاء المقدسة، فاخبرته بضرورة تقديم طلب رسمي واعطاني الطلب المكون من ثلاثة اوراق مليئة بالاسماء من الجهتين وعددهم يتجاوز (300) اسم، وعند الاستفسار منه اكد انه اصبح "شيخ فخذ" على مجموعة من عائلاتهم ويرغب بشراء ارض في كربلاء ويقسمها الى مساكن صغيرة مساحة الواحدة منها (50) متر، لينقلهم جميعا للسكن في كربلاء المقدسة، ورفضت طلبه لان هذا الامر هو الذي نعمل بجهود كبيرة للحد منه، وهذا الامر كان موجود سابقا والان لا يوجد، وحاليا نتعامل مع جميع المنتقلين من محافظات اخرى كأبنائنا اخواننا واحبة تقدم لهم افضل الخدمات في المحافظة، ونقول لهم سجلوا في التعداد السكاني وثبتوا اوضاعكم وحقوقكم ونظموا بطاقاتكم على كربلاء المقدسة وهي مدينة الجميع وتحتضنهم، وحتى ان كان مجيئك الى كربلاء المقدسة حبا بالامام الحسين (عليه السلام)، فاستغل الفرصة وسجل بياناتك في التعداد السكاني ولا تبقى خارج اطار التسجيل وحتى لا تذهب خدماتك الى محافظتك التي قدمت منها، وحصتك بالتعيين لا تذهب لغيرك لانك ستصبح مواطن كربلائي، ومن حق المواطن ان يتمسك بحقوقه والدولة خصصت له الخدمات من النظافة الى الامن وتصرف عليها مبالغ عالية".

امن مستحكم

وعن المخاوف من دخول اشخاص من محافظات اخرى مطلوبين للقضاء العراقي على خلفية قضايا ارهابية او جنائية او على خلفية ثأر عشائري، اكد محافظ كربلاء ان" هناك اشخاص مطلوبين على ذمة قضايا امنية يتنقلون من محافظة الى اخرى للفرار من العدالة، ولان النظام الامني في كربلاء متطور بشكل كبير جدا عبر البوابة الالكترونية التي ادخلناها حيز الخدمة وانظمة الرصد، وقواتنا الامنية فاعلة وعززنا تلك الجهود بمنظومة كاميرات الرصد الذكية التي ترصد اي شخص مطلوب على ذمة قضية امنية من لحظة دخوله المحافظة من اي بوابة، مع وجود قاعدة بيانات معلوماتية رصينة، واي شخص مطلوب للقضاء في اي محافظة بمجرد دخوله الى محافظة كربلاء المقدسة سيلقى القبض عليه، واي حالة القاء قبض بأي محافظة اخرى تجدها موجودة في قاعدة البيانات في كربلاء المقدسة، وحتى اذا لم يكن يحمل اي وثيقة ثبوتية تعرف شخصيته بسرعة عبر تحليل صورة الوجه، بل حتى العجلة التي يستقلها موجودة ايضا في قاعدة البيانات، اضافة الى جهود القوات الامنية الكبيرة في المحافظة".

قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير فوتوغرافي ــ عمار الخالدي
تصوير فيديو ــ علي فتح الله