أحدهم اجرى اربع عمليات جراحية فاشلة انفق فيها ملايين الدنانير على ورم خبيث ظهر على وجهه وزنه يصل الى خمسة كيلوغرامات واصبح حبيس البيت وحالته النفسية متعبة، والآخر يتيم تمزق وجهه في حادث مروري وأجريت له عملية جراحية لم تكن بالمستوى المطلوب فضاقت بهم السبل وناشدا العتبة الحسينية المقدسة عبر مواقع التواصل الاجتماعي فرصد منسق الحالات الإنسانية هذه المناشدات ليحيلها الى واقع تتكفل فيه العتبة المقدسة بعلاجهم وإعادة النظارة الى وجوهم وتحمل كامل التكاليف المالية بملايين الدنانير لأنها عنوان للإنسانية والابوة الرحيمة.
معاناة عشر سنوات
علي جواد شاب بصري عمره (20 عاما) أصيب بورم خبيث منذ عشر سنوات واجرى اربع عمليات جراحية لرفعه ثلاث منها في العراق وآخرها في تركيا قبل ثلاثة أعوام وانفق ملايين الدنانير لشفائه، وأصيب بحالة نفسية جراء عودة هذا الورم بعد كل عملية ما جعله حبيس البيت، ولم يجد ملاذا يلجأ اليه غير ملاذ المرجعية الدينية العليا التي سخرت كل امكانياتها ومستشفياتها لتقديم العون والمساعدات الطبية والصحية للمحتاجين، فناشد عبر وسائل التواصل الاجتماعي ووجهت له الدعوة فاستقبله المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في محراب الصلاة واطلع على حالته واحاله على الفور لتجرى له عملية جراحية ناجحة ويرفع الورم البالغ وزنه خمسة كيلوغرامات من وجهه ويشعر الآن بتحسن وحال افضل من السابق، وقدم شكره للعتبة الحسينية المقدسة ومتوليها الشرعي لإعادة الامل له وتحملهم لنفقات العملية الجراحية".
اصعب العمليات الجراحية
واكد الجراح في اورام الوجه والعنق المختص بترميم الوجه الدكتور علي خليفة لوكالة نون الخبرية، ان "الشاب علي جواد كان يعاني من ورم خبيث في وجهه وأجريت له عمليات جراحية متعددة سابقا وآخرها كان في عام 2019 في تركيا والورم عنده بناحية الوجه والغدة النكافية ووصل الى درجة كبيرة حتى انه يغطي نصف الوجه وينزل الى اسفل الذقن، واثر كثيرا على نفسيته واصبح يعاني منه، وعندما عاينا حالته المرضية واخذنا عينات وفحصت تأكدنا ان الورم خبيث فقررنا ان نجري له عملية جراحية خطط لها جيدا لان الورم لا يقتصر على الجزء الظاهر منه الذي يغطي نصف الوجه والذقن بل وصل الى قاعدة الجمجمة وجانب الحلق وعلى العروق الكبيرة وباشرنا كفريق طبي متخصص في مستشفى زين العابدين (عليه السلام) بإجراء العملية الجراحية التي استغرقت حوالي (17) ساعة وصعوبتها تكمن في ان الورم يقع تحت العصب السابع للوجه المسؤول عن تحريك كل عضلات الوجه، ويرفع الحاجب ويغلق العين ويرفع وينزل الشفة وصعوبة العملية في المحافظة على هذا العصب وهذا ما حصل بالفعل وتم استئصال الورم في الأجزاء الظاهرة بالوجه وفي قاعدة الجمجمة وجانب الحلق وعلى العروق الكبيرة، وهو الان بحالة جيدة بعد مكوثه في العناية المركزة لمدة يوم واحد فقط، والعمليات التي أجريت له تم فيها حسب كلام المريض رفع الورم الظاهر ولكن عاد الورم اكبر من السابق لذلك كانت العملية اصعب من العمليات السابقة لحصول تليف والتصاقات على الوجه وهو امر يعرفه الجراحون، وعملية علي الجراحية تعتبر من اصعب العمليات التي تجرى في الوجه والرقبة وهي فوق الكبرى ويبتعد الكثير من الأطباء الجراحين في العراق وخارجه عن اجرائها، ولكن بفضل الله نجحت وحافظنا على حركة العصب واستئصال الورم بشكل كامل".
مؤمل اليتيم
وقال الشاب اليتيم مؤمل حسين حمزة (15 عاما) من محافظة كربلاء المقدسة، انه تعرض لحادث مروري اثناء سفره بباص الى محافظة اربيل وفي منطقة بيخال وأصيب في وجهه ويده واخلي الى احدى مستشفيات محافظة أربيل وأجريت له عملية جراحية لكنها لم تكن تخصصية في علاج اصابته، وهو يعاني من صعوبة تحريك جفن وفتح العين والآم وموت جزء من جلد وجهه وصعوبة تحريك الحاجب بسبب انقطاع العصب السابع، وناشد شقيقه في مواقع التواصل الاجتماعي العتبة الحسينية المقدسة لتقديم المساعدة في علاج أخيه مؤمل واستجابة على الفور وجلب الى مستشفى زين العابدين (عليه السلام) وستجرى له العملية صباح السبت".
من جانبه أشار الاخصائي في جراحة الترميمية للوجه وجراحة اورام الوجه حسين خليفة بعد معاينته لحالة الشاب مؤمل الى وكالة نون الخبرية انه "يعاني من إصابة جراء حادث مروري قبل اسبوعين وتسبب له بجرح كبير في الوجه أدى الى انقطاع اغلب افرع العصب السابع في الوجه مما أدى الى شلل هذا العصب وموت بعض أجزاء الجلد في الوجه وستجرى له عملية جراحية دقيقة في الوجه في مستشفى زين العابدين التعليمي من قبل فريق طبي متكامل يتم خلالها توصيل أعصاب الوجه من جديد ونأمل نجاح العملية".
الاستجابة السريعة
جهة تنسيقية لا تكتفي بتنفيذ أوامر المتولي الشرعي في مساعدة الحالات المرضية والجرحى وعائلات الشهداء بل ترصد وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي وتحيل أي حالة تحتاج الى المساعدة لتقديم العون لها ويقول المنسق العام للشؤون الإنسانية في العتبة الحسينية المقدسة احمد رضا الخفاجي، لوكالة نون الخبرية، ان "المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة اوعز لنا بمتابعة المناشدات والحالات الإنسانية التي تنشر على مواقع التواصل الاجتماعي لإغاثتها وكان من بينها حالة الشاب علي جواد من البصرة الذي وجه نداء استغاثة واستقبلت حالته واطلع عليها المتولي الشرعي وأحيل الى الأطباء الاختصاص في مستشفى الامام زين العابدين (عليه السلام) وبعد اجراء الفحوصات الطبية المختصة أجريت له عملية جراحية فوق الكبرى ونوعية وصعبة بكلفة بلغت (16) مليون دينار عراقي تحملتها العتبة الحسينية المقدسة وهي ليست الحالة الأولى او الأخيرة ونستقبل مئات الحالات شهريا في محراب الصلاة ناهيك عن الحالات المئوية الأخرى التي تستقبل مستشفيات العتبة المقدسة لجميع المواطنين ومن مختلف محافظات العراق ولأنها مصداق لهدف العتبة في ان تكون تلك المؤسسات غير ربحية او نفعية بل خدمية إنسانية".
اما حالة الشاب مؤمل فقال عنها، ان "الشاب تعرض الى حادث مروري ونشرت حالته في مواقع التواصل الاجتماعي وأجريت له عملية جراحية تداخلية لم تكن بالمستوى المطلوب حسب رأي الأطباء الاختصاص واليوم تبنت العتبة الحسينية المقدسة وبتوجيه من متوليها الشرعي الشيخ عبد المهدي الكربلائي حالته واستقبل في مستشفى زين العابدين (عليه السلام) ويشرف عليه ملاك طبي محترف ويحتاج الى اكثر من عملية في الاعصاب وعمليات ترقيع وتجميل وستتكفل العتبة المقدسة كامل تكاليف العمليات الجراحية كونه يتيم الاب ومن عائلة متعففة ومحتمل ان تتجاوز تكاليف عملياته الجراحية عشرة ملايين دينار عراقي وسيعاد للشاب نظارة وجهه".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ علي فتح الله
أقرأ ايضاً
- قدمت لهم (550) الف وجبة طعام :العتبة الحسينية تأوي (8300) وافد من العائلات اللبنانية في كربلاء المقدسة
- في ثلاث دول: العتبة الحسينية تنفق قرابة (8) مليار دينار على اغاثة الشعب اللبناني
- حققت (15) الف زيارة طبية: العتبة الحسينية تنفق اكثر من "ملياري" دينار على علاج الوافدين اللبنانيين(فيديو)