ان اخبرت احد أهالي الديوانية بوجود تمساح مفترس في قاع نهرهم المنحدر كرقبة عروس ليلة الزفاف,وانه يخرج بين الحين والاخر الى احدى الضفتين المنبسطتين انبساطة شفتي عذراء تتأمل في الفراغ,حتى راح يعكر صفو وجه الماء الساكن كباطن كفي مظلوم ارتفعتا بالدعاء,فانك في نظره لامحال ستكون احد اثنين (مسيلمة) او (البهلول) حيث لا يجرؤ على قول هذا الا كاذب مفتر او مجنون ما ابقى له الهبل ذرة من العقل فراح يأتي بكل ماهو خارج المألوف.

ولكن الحقيقة هي ان تمساحا يبلغ من الطول نحو متر ونصف المتر امكنه الهرب من قفصه في حديقة الحيوان التابعة لمدينة (السعادة) الواقعة على كورنيش الديوانية واسرع نحو النهر الملاصق لهذه المدينة الترفيهية ليستقر في قاعه وسط ذهول الجميع,وبرغم المحاولات المتكررة للقبض عليه فان النهر مازال تحت سيطرته متمكنا من قلب المعادلة بوقت اسرع من البرق فما ان غطت المياه ما تبقى من ذيله الطويل حتى غادرتها اخر اقدام السباحين الذين وجدوا ببرودة نهر الفرات بديلا عن (السبلت) المتوقف بسبب شحة التيار الكهربائي.

يقول احد الحراس وقد اطلعنا على صور التقطها بجهاز الموبايل لهذا التمساح وهو يترقب مايدور حوله وسط النهر,ان البداية كانت صعبة التصديق بالنسبة له لذا عاد الى السباحة قبل ان يجد نفسه على مقربة من التمساح المخيف فولى الادبار خشية تحوله الى فريسة.

اما أم قاسم فتقول:اخبرني شقيق زوجي بالحكاية واكد لي انه وعدداً من اصدقائه شاهدوا رأس التمساح وهو يسبح بهدوء قرب الجسر الحديدي وكانه يريد اصطياد احدى فرائسه لذا اتيت بعائلتي عسى وان يتكرر المشهد ليروا التمساح في نهر مدينتهم قبل ان يقبض عليه.

فيما قال المهندس رعد عبد الخضر:الإسراع بالقبض على التمساح الذي يهدد أوقات مرح شباب المدينة في النهر ظهرا لتلافي الحر في ظل انقطاع الكهرباء ضروري كي لا يتسبب باصابة الاهالي خصوصا ان المكان يعج بالعوائل مع حلول الشطر الاول من الليل ما يضع الاطفال بالذات هدفا لهذا المخلوق المفترس وهو برمائي قادر على الحاق الضرر بالفريسة التي يستهدفها حتى اذا هربت الى اليابسة يمكنه ملاحقتها بل وبلوغها على الارجح واعتقد ان رجال الدفاع المدني عليهم التصرف بالسرعة الممكنة ما دام المكان محددا ولم تحصل بعد اية حوادث.

مواطن من ابناء الديوانية قال:لم نشهد تحوطا وانذارا من قبل الجهات المعنية في المحافظة يتناسب مع حجم الخطر الذي يهدد المتنزهين على الشاطئ والعاملين في النهر او السابحين فيه،متسائلا: هل ينتظرون وقوع حادثة كي يتحرك ذوو القضية لحسمها وليسوا هم مثلما حدث في وقائع كثيرة من هذا القبيل سبق ان واجهها المواطنون بانفسم وليست الجهات الحكومية المعنية، ما يشير الى ان بعض الدوائر تتخلى عن مسؤولياتها ما يضطر المواطن للاعتماد على نفسه معوضا دور الحكومة المتلكئة عن اداء واجباتها.

خشي مواطن آخر من ان ينسرح التمساح بخطره المرعب ويتيه مع موجات النهر فيتيه ويظل خطره ماثلا قد يواجهه غافلون في محافظة اخرى.

مصدر في الدفاع المدني بمحافظة الديوانية اكد ان الموقف تحت السيطرة وان المواطنين تم ابلاغهم بتحاشي النزول للنهر ريثما تعالج قضية التمساح؛لان مياهنا آمنة ولم يسبق ان شهدت اي حيوان مائي خطير والعمل جار للقبض على التمساح واعادته الى حديقة الحيوانات في مدينة (السعادة) مع توجيه مجلس المحافظة الى اجراء تحقيق بكيفية تمكنه من الافلات من بين دعامات الحديقة واسيجتها.

وكالات