أقامت شعبة التبليغ النسوي التابعة للعتبة الحسينية المقدسة حفل التتويج السنوي الثالث للمكلفات اللاتي اكملن التاسعة سنوات هلالية من عمرهن في صحن المخيم الحسيني المشرف، وبحضور عدد من مسؤولي العتبتين المقدستين واكثر من (400) طفلة بالاضافة الى اولياء امورهن حيث تم تأدية صلاة الجماعة الأولى للأطفال بإمامة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي الامين العام للعتبة الحسينية المقدسة وتوزيع الهدايا على الأطفال والتبرك بوجبة طعام الغداء من مضيف الإمام الحسين (عليه السلام).

وقال سماحة الشيخ (عبد المهدي الكربلائي) في كلمته التي وجهها للحضور الكريم وحضرها مراسل موقع نون \" حينما يحين سن التكليف وهو إكمال 9 سنوات هلالية تتشرف هذه البنت بان يتوجه اليها الخطاب الالهي وتتحمل وتبدأ بالتكاليف العبادية التي امرها الله تعالى بها من الصلاة والصوم والحج والالتزام بالحجاب الشرعي.... ونهاها عن مجموعة محرّمات .. والانسان بامتثاله بهذا التكليف الالهي يرتقي الى مرتبة الكمال اللائقة به ويصل الى السعادة التي ينشدها كل انسان \"

[img]pictures/2011/06_11/more1308225385_1.jpg[/img][br]

واضاف \"يجب على الاباء والامهات ان يلتفتوا الى اهمية هذا اليوم في حياة الطفل ويجب ان يسجلوا تواريخ ولادة ابنائهم من الذكور والاناث (التاريخ في اليوم والساعة والدقيقة) لكي يعرفوا بالضبط اللحظة التي يكلف فيها الذكر واللحظة التي تكلف فيها البنت ويصبح من الواجب اداء التكاليف الواجبة عليهم، وكما تهتموا بتوفير ما يحتاجه ابنائكم من المأكل والمشرب والاحتياجات الدنيوية والضرورية في حياته فان من اهم الاحتياجات لاطفالكم هو التربية الدينية لهم بحيث يتهيئوا لقبول هذا التكليف الالهي والالتزام باداء هذه الواجبات والطاعات واجتناب المحرمات\"

وتابع الكربلائي في الكثير من الايات القرانية امرنا الله سبحانه وتعالى \"ان نحفظ ونحصّن ونحمي انفسنا واولادنا من ان يتعرضوا الى غضب الله تعالى ودخول النار كما في قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ) فاحموا وحصنّوا انفسكم واهليكم من دخول النار .. فعلينا ان نذكرهم وننبهم بان في هذا اليوم بدأ الخطاب الالهي يتوجه اليهم فيترتب على مخالفة هذا التكليف الالهي الوقوع الانسان في المخالفة الالهية ودخول النار ..فلابد ان تفكروا في مصير ابنائكم ..

واكد على الاباء والامهات بوجه الخصوص فقد ينشغل الاب بالتكسب وتوفير العيش للعائلة او اشتغاله بامور كثيرة فيكون مبتعداً عن اولاده ويكون التصاق الاولاد بالام اكثر من الاب فيكون دورها اهم من دور الاب وبالتالي تصبح المسؤولية وخصوصا ً في الوقت الحاضر المسؤولية على الامهات تصبح كبيرة فلابد من انتهاج الاسلوب والالتفات الى اهمية مثل هذه المناسبة بالنسبة الى الطفل ذكراً او انثى ..

والام هي القدوة لاولادها وخصوصاً البنات فيا ايتها الام التزمي باداء التكاليف من الصوم والصلاة والاجتناب عن المحرمات وقائلا للام كوني صادقة في حديثك وادي الامانة واخلاقك في الامور الاجتماعية اخلاق اسلامية وايضاً في تعاملك داخل البيت يكون باحترام وتقدير واشيعي اجواء المحبة والانسجام في داخل الاسرة فمن اهم وسائل التأثير هو القدوة الصالحة .. وان تربوا اولادكم تربية دينية واخلاقية وتراقبوا افعالهم وسلوكهم ومعاشرتهم مع اصدقائهم ..وحينما يعتني الاب والام بتربية اولادهم ايضاً هو سيحصل على الثواب العظيم وسيكون هو السبب في دخول الجنة كما ورد في بعض الاحاديث .. لذلك من الواجب عليكم ايها الاباء والامهات الاهتمام بهذا الجانب كما تهتموا بالامور الدينية لاطفالكم عليكم ان تعطوا الاهمية المناسبة والكافية للاهتمام بتربية هذا الطفل التربية الدينية والاخلاقية القويمة ..

وقال نائب العتبة العباسية المقدسة المهندس (بشير محمد جاسم) لموقع نون جاء هذا الحفل من اجل تثبيت هذه الحالة الشرعية .. وان شاء الله عوائلنا الكريمة تاخذ هذا الموضوع بنظر الجد والحسبان وان العتبان المقدستان دأبت على مثل هذا الامر ، وندعو الله سبحانه وتعالى ان نكون من خلال العتبتين المقدستين منار وضياء لجميع عوائلنا الكريمة في مدينة كربلاء المقدسة وللعالم الاسلامي أجمع ..

واضاف كما اهتمت العتبتان المقدستان بالعديد من الانشطة الثقافية التي تبني المسلم بناء ديني صحيح وهذه المشاريع التي تتبناها العتبتين المقدستين بخصوص افكار ال بيت محمد ( عليهم السلام) تصب في خدمة عوائلنا الكريمة في هذا البلد والعالم اجمع من خلال القناة التي نفتخر بها وهي قناة كربلاء الفضائية واذاعة العتبة الحسينية المقدسة واذاعة الكفيل للعتبة العباسية المقدسة والاصدارات الاسبوعية والشهرية التي تدعم وتساهم في ان تكون افكار ال بيت محمد في متناول جميع عوائلنا الكريمة.

من جانبها قالت مسؤولة شعبة التبليغ النسوي، ان هذا الحفل يقام للسنة الثالثة على التوالي وقد تم زيادة العدد في هذا العام الى (400) مكلفة وبرعاية ابوية امين عام العتبة المقدسة.

وفي الختام نذكّر بناتنا العزيزات بالالتزام بالاحكام الشرعية المكلّفين بادائها والعمل بما يرضي الله عزوجل والاخلاص والاجتهاد في هذا المجال من حيث الحجاب والصلاة والصوم والخمس وغرس روح المحبة والمودة وطاعة الوالدين والتخلّق بالاخلاق الفاضلة وكل ما يتعلق بدين الاسلام وبذلك نثبت مودتنا وولائنا لسيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء ( عليها السلام).

موقع نون خاص

تيسير عبد عذاب/كربلاء