يركب محمد قاسم دراجته الهوائية منذ اولى ساعات النهار وينطلق بها صوب عمله الواقع في مركز المدينة، وسط قطوعات امنية مشددة تسمح له بالمرور دون غيره مما يعطيه ميزة مفضلة عن الاخرين من راكبي السيارات والدراجات النارية.
قاسم ذو الخامسة والاربعين عاما والذي يعمل في تصليح المكائن الكهربائية ويقع محل عمله او ما يعرف "دكان" في منطقة العباسية الغربية، يقول، انه يركب دراجته الهوائية منذ كان يبلغ عمره خمسة عشر عاما وبشكل متواصل، على الرغم من امتلاكه سيارة.
واتخذت حكومات كربلاء المحلية بعد العام 2003 اجراءات احترازية بقطع مركز المدينة القديمة والمجمع الحكومي عن باقي الاحياء والمناطق المحيطة بها من خلال جدران كونكريتية، ونقاط تفتيش، وانتشار امني مكثف للشرطة في ازقة وشوارع الساحات, وذلك على اثر سلسة تفجيرات طالت مركز كربلاء، من قبل التنظيمات الارهابية.
ويضيف قاسم في حديث لوكالة نون الخبرية، انه "يقطع مسافة ثلاثة كيلوا متر راكبا عجلته الهوائية ليصل محل عمله مبتعدا عن الشوارع الرئيسية والتي تكون مزدحمة بالسيارات، عارفا بالكثير من الشوارع والازقة التي تودي الى طرق مختصرة للوصول بوقت اقل".
ويشير "الدراجة الهوائية لها مزاياها الخاصة وتعتبر اقتصادية، اذ لا تكلف شيئا وهي تختلف جذريا عن بقية وسائط النقل التي تزود بالوقود لغرض تشغيلها وتحتاج الى قطع غيار وادامة باستمرار فضلا عن اثمانها الباهظة، بالعكس تماما من العجلة الهوائية التي لا تحتاج الى ذلك كله".
وتعد الدرجات الهوائية احدى اقدم وسائل النقل في العصر الحديث، وهي متعددة الاستخدامات كونها وسيلة نقل مستدامة وميسورة ونظيفة ومناسبة للبيئة، كما تعتبر وسيلة نقل امنة، وهي الاقل حوادث على الطرقات.
الشاب حسن عبد الهادي في العقد الثالث من عمره، بدا بشوشا ومرحبا برغم حرارة الجو التي كادت ان تفقده رشده وهو يقود دراجته الهوائية في منتصف النهار ودرجات الحرارة في اوجها اذ يقول مبتسما، "تعودنا ولا نستطيع تغيير اجواء العراق". مردفا انه "يقود الدراجة الهوائية من اطراف كربلاء والتي تفتقر الى خطوط النقل على غرار باقي المناطق". مضيفا "بشكل يومي، والذي اصبح روتينا عرفته منذ ان عملت حارسا في احدى مدارس المحافظة".
ويطالب عبد الهادي الحكومة المحلية، بأن توفر طرق خاصة بسائقي الدراجات الهوائية منعا للحوادث ودرء للمخاطر، معللا ذلك، ان ركوبهم للدراجات بجوار السيارات تحفه خطورة التعرض للإصابة او حتى فقدان حياتهم، مشيرا الى ان " هنالك العديد من راكبي الدراجات الهوائية تعرضوا لحوادث مرورية".
وأشارت الجمعية العامة للأمم المتحدة الدول على الدول الأعضاء الى التعاون الوطني والإقليمي والدولي بهدف تحسين السلامة على الطرق في العالم وخفض معدل الوفيات الناجمة عن حوادث المرور بنسبة 50% على الأقل بحلول عام 2020.
وتنتشر العجلات الهوائية في شوارع وفروع وازقة المدينة القديمة مصطفة على جانبي الطرق مشكلة صفا كبيرا وهائلا يليه صفوفا اخرى، وفي بعض الاحيان تزدحم الطرق فيها، هذا ما اكده خليل حسن صاحب محل لبيع الاواني المنزلية.
ودعا حسن الذي يقود الدراجة منذ اكثر من خمسة عقود، المعنيين الى توفير ساحات وقوف للدراجات، وان تكون قريبة من مكان عملهم، بهدف توفير مساحات لمرور السابلة فضلا عن عدم حصول اختناقات مرورية.
اقبالا هائلا تشهده الاسواق المحلية على اقتناء الدراجات الهوائية بمختلف اشكالها وعلى اختلاف دولة المنشئ، بحسب قول خالد سلمان صاحب محل لبيع الدراجات الهوائية.
ويؤكد في حديث لوكالة نون الخبرية، "الدراجات الهوائية تحظى باهتمام الناس بمختلف مراكزهم بالمجتمع، وهي تعتبر الوسيلة المثلى للنقل داخل المدينة وسط الازدحام والسيطرات والطرق المغلقة فضلا عن اسعارها بسيطة وهي امنة الاستخدام".
وتطرق سلمان في حديثه الى ان انواع عديدة متوفرة بالأسواق المحلية ومن عدة دول اجنبية وبالأخص في منطقة شرق اسيا، ومنها الصين وكوريا الجنوبية واليابان والهند، وبخصائص يميز انتاج كل دولة عن غيرها.
ويتابع قوله ان شريحة الشباب هي الفئة الاكبر التي تقتني العجلة الهوائية، مشيرا انها استعادت بريقها بعد ان افلت لفترة من الزمن.
وتجدر الاشارة الى ان الدراجات الهوائية وجدت في القرن 19 الميلادي في قارة أوروبا، ويوجد حاليا نحو بليون دراجة هوائية على مستوى العالم كله بحسب احصائيات نشرتها وسائل اعلام عالمية, وتعد الدراجة إحدى وسائل النقل الأساسية في العديد من المناطق إلى يومنا الحاضر.
عامر نوري - كربلاء
أقرأ ايضاً
- العتبة الحسينية اقامت له مجلس عزاء :ام لبنانية تلقت نبأ استشهاد ولدها بعد وصولها الى كربلاء المقدسة
- بعد الانتخابات.. أزمة قانونية وسياسية تنتظر الإقليم والبوصلة تتجه لـ"الاتحادية"
- تبعد (165) كيلومتر عن دمشق: يد السيستاني الرحيمة تغيث اللبنانيين في حمص السورية(فيديو)