سامي جواد كاظم كل المسلمين وبدون استثناء يعيشون اجواء الاعجاب والتقديس لشخصيات تاريخية سواء كانوا صحابة او تابعين او من نسل رسول الله (ص) وفجاة يكتشفون بخلاف ما كانوا يعتقدون فلا هذه الشخصية لها وجود ولا تلك البطولة صحيحة ولا هذه الكرامة صحيحة، وهنا يصاب المتعصب فقط بالصدمة فتكون ردة فعله شتائم او نبذ كل التاريخ. ولله الحمد موقف الشيعة الامامية معروف من صلاح الدين الايوبي ولانهم شيعة فمن المنطقي ان يكون رد السلفية على طعن الشيعة بالايوبي رد طائفي، لنترك الشيعة جانبا ونطالع ما قاله المؤرخ والكاتب المصري السني الدكتور يوسف زيدان عن الايوبي، انه وصفه بأنه من أحقر الشخصيات التاريخية وذلك في أحد البرامج الحوارية مع عمرو اديب. هذا الوصف اضافة الى معلومات حقيقة اخرى تكشف المخفي من سيرة هذا الرجل ولان هذه المعلومات تطعن في شخص مقدس وكالعادة يكون الرد شتائم واستهزاء بعيدا عن العلمية. حاول احد الذين رفض تصريحات زيدان اقحام الشيعة في الجدل عندما قال د. محمد عفيفي رئيس قسم التاريخ بجامعة القاهرة إن يوسف زيدان يحب اختراع معارك وهمية حتى يكون موجودا في الصورة، مشيرا الى أن زيدان اقتطع جزءا صغيرا من سيرة صلاح الدين الأيوبي عن تعامله مع الشيعة لتصدير فكرة سيئة عن الشخصية التاريخية. وتابع عفيفي: “أنا مقدرش أرد على يوسف زيدان كمؤرخ، وبعدين هو احنا لسه هنكتشف سيرة صلاح الدين دلوقتي؟” واصفا ما قاله بأنه “واحد قاعد على قهوة وبيتكلم”. واعتبر جمال شقرة أستاذ التاريخ أن زيدان يريد يسعى للحصول على نوبل من خلال إرضاء مؤسسة الجائزة بالهجوم والسب في الأديان السماوية والرموز الدينية. لاحظوا رد هؤلاء رد باهت خال من العلمية بينما رد زيدان على الانتقادات التي وجهت اليه قائلا: “مع احترامي الشديد للأكاديميين الذين أدلوا بهذه الأقاويل، أقول إن التاريخ العربي الاسلامي موجود في المخطوطات وليس في أفلام السينما والمسلسلات، وقد قضيت عمري بين آلاف المخطوطات وأعرف ما أتحدث عنه”. انه جواب دامغ فيستطيع المخالف ان يطالب زيدان بالدليل ولكن بماذا يطالب زيدان الطرف الاخر عندما يصف كلامه كلام مقاهي، من منهما يتصف بالعلمية ؟، وزيدان ليس الاول بل قبله المقريزي في كتابه الاتحاف اظهر شخصية الايوبي الحقيقية. والامر ذاته على كثير من الشخصيات مثلا عبد الواحد بن عضرا العلماني المغربي اكد ان شخصية القعقاع غير موجودة مستشهدا بكتاب للسيد مرتضى العسكري (اكثر من 150 صحابي مختلق) فكان ردهم ان الكتاب لشيعي كذاب. هنالك الكثير من الصدمات سيتعرض لها كل من يبني صورة وهمية لشخصيات قد تكون وهمية نتيجة اساطير لا تصمد امام الدليل العلمي او النقلي. نعم لهذا السبب ترى الوهابية تمنع اتباعها من الغوص في التاريخ حتى لا تظهر الحقيقة معللين ذلك بانها امة قد خلت ولها ما كسبت وعليها ما اكتسبت، فعندما اظهر الدكتور عدنان ابراهيم بعض الحقائق المزيفة في التاريخ (تاريخ السلفية) ومن مصادرهم ردوا عليه بانه رافضي، حتى ان الدكتور غص بالضحك من هذه التهمة كما قال هو ومن هذه الاجابة التافهة. ولو عدنا الى قصص من انتقل الى مذهب اهل البيت سنجد ان السبب هو تاريخهم فبمجرد انهم يطلعون على الحقيقة ينصدمون مثلا الدكتور المغربي ادريس الحسني يقول لقد شيعني البخاري. التاريخ سيظهر شئتم ام ابيتم وسيثبت الحقائق المخفية ويفضح الحقائق المزيفة