بقلم:حيدر جواد الموسوي
اتصلت باحد الاصدقاء من فضلاء النجف الاشرف، تربطني به وعائلته علاقة وثيقة امتدت لأكثر من أربعين عاماً، أبديت له رغبتي بزيارة المرجع السيد السيستاني!، ومعي أخي الشهيد الحي السيد أحمد جواد الموسوي،وكنت قانعاً حتى بزيارة عامة مع الجموع الذين يصطفون برتل جماعي صباحي ممنهج حسب اولوية الوصول – هذا الرتل المشتاق لا يشبه بقية الناس في الطابور، الذين عادة ما يلبسون لباس الحاجة، ويعتلي وجوههم قترة البؤس، لكن هذا الجمع تعلوه لهفة الشوق والكرامة -يدخلون بالترتيب لالقاء التحية والسلام والتبرك بوجه العالم الذي وقف معهم بكل تفاصيل حياتهم الاجتماعية والسياسية والدفاعية والاقتصادية.
الاب الكبير والخيمة الواسعة والظل الوارف وخضرمة البيوت وحكيم النجف السيد علي السيستاني.
لم يلبث طويلا واتصل بيّ سماحة الشيخ محدداً وقت اللقاء غدا الاحد 6 ربيع الاخر 1445الموافق 22ت1 2023 الساعة 10.00 صباحاً
يا مرحى والف صلوات على محمد وال محمد.
انطلقنا من البصرة ليلا وبتنا في النجف.
وصلنا بالموعد لشارع الرسول (ص) قرب حرم الامام ع
حيث يكون مكتب المرجع السيستاني.
استقبلنا البشير قائلا :
أنتم البصريون القادمون من خلال الشيخ ال.. أجبته سريعاً بنعم قبل أن يتم لقب وسيطي، وبعادتي متأنيا بالجواب لكن شوقَ اللقاء أعجلني.
استقبلتنا مجموعة تشبه خلية النحل باجتهادها ونظامها وحبها وإخلاصها للمكان وصاحبه، رجال أقوياء رحماء أُمناء نبهون حاذقون مدربون دقيقون يتمتعون بذكاء اجتماعي وأمني وديني، ضابطون لسياقات التشريفات والاستقبال وحفاوة الضيافة وسهولة المعاملة وحلاوتها.
دخلنا بخصوصية الاستثناء من التدقيق والتمحيص الامني الذي لابد منه عادة وسايرنا شيخ بحفاوة بالغة.
جلس أخي ونجلاه اليافعان باقر ويوسف وانا بباحة الانتظار
نتفحص جدران الدار القديمة والاثاث المتواضع وأثار انتباهي التوق والبهجة العالية على وجوه الستة الجالسين، نصفهم ينتظر الدخول والاجتماع مع السيد الابن آية الله السيد محمد رضا السيستاني،
والنصف الثاني ينتظر الدخول على السيد المرجع حفظه الله.
تقربت من سماحة السيد مرتضى الكشميري مسؤول ووكيل المرجعية في أوروبا الذي كان حاضراً في المكتب يجالس الضيوف ويرحب بهم، وتكلمنا عن قصة غياب أخي وبعض مشاكل وتحديات الجاليات في أوروبا.
لم نكمل الحديث حتى أطل علينا السيد الابن بنشاطه المعهود وبخلقه وسماحته المنشودة وخاطبنا ب تفضلوا سيدنا( ياالهي.. تأكد لي أنه لقاء خاص) ومشى أمامنا السيد الابن وأدخلنا على السيد المرجع الجالس على الكرويتة الخشبية المكسوة باسفنج رقيق وقماش لطيف، متخذاً من طرفها بالزاوية اليمنى على يمين الداخل مقراً لجلوسه.
دخلنا على السيد علي الحسيني السيستاني زعيم الطائفة والمرجع الاعلى، وكان يتابعنا بنظره من الباب الى حيث يجلس وبجنبه احد الفضلاء قام من مكانه وحيانا بحفاوة بعد استقبال وحفاوة السيد المرجع الذي أغمرنا بحبه ولين كلامه ولطف نظراته وابتسامته البلسمية الملهمة للحب والابوة.
كان بالغرفة السيد المرجع وجليسه الشيخ والسيد الابن وأحد أفراد الخلية الخادمة والحافظة لسلامة المرجع.
كانت يداه حانيتين علينا حينما رفعهما للدعاء شاخصاً بنظره الى السقف يلهج بدعاء العارفين المبتهلين المفعمين بالمعرفة الكاملة بادعية اهل البيت (ع) وهو سليلهم الامين ومرجعنا المكين.
بادرنا بحب وعطف
أتيتم من البصرة ؟
نعم سيدنا لنتشرف بلقائكم.
سماحته : حياكم الله ومرحباً بكم
ثم عرّج على البصرة تاريخياً ومواقفها بنصرة اهل البيت واهميتها الاقتصادية وقال نصاً.
يريد الطامعون من الداخل والخارج السيطرة على ثروة البصرة وفكر اهل البصرة التي هي عين العراق ومخزن ثروته المالية والانسانية ورفع يديه قرب نحره داعياً للبصرة والبصريين والعراق والعراقيين
واوصانا بان يعتصم البصريون بوحدة الكلمة وعدم السكوت على اغتصاب الحق والخروج بالمطالبة وفرض الارادة والكلمة وعدم الرضوخ للظلم.
ثم عاد وأكد على مواقفهم وتضحياتهم بنصرة الاسلام والفتوى وسلم عليهم سلام اب صادق مشتاق مستذكرا بالدعاء لشهدائهم واراملهم ويتاماهم وجرحاهم.
انملئت اعيينا بالدموع المتوقفة بين الجفون.
ثم اتاح لي الفرصة للحديث فقلت لسماحته اننا كبصريين وعراقيين رهن اشارته واننا جنود للمرجعية والدين فيما تقررون وتفتون وتحكمون من نصرة الدين والمذهب والامة ونحن نقبع تحت حكمتكم وظلكم الوارف وعرفت له قصة غياب اخي السيد أحمد 40 عاماً فبادرني سماحة آية الله السيد محمد رضا فقال قد اطلعنا على قصتكم ومظلوميتكم ودعواتنا لكم بالتوفيق. …