حجم النص
د.غالب الدعمي تكهنات وتصريحات وآراء طرحها معلقون وخبراء ومهتمون بالشأن العراقي زامنت زيارة رئيس الوزراء العراقي الدكتور حيدر العبادي، بعضهم عدها اشبه باستدعاء حاكم ولاية أمريكية للمسائلة وتوجيهه بضرورة تنفيذ مطالب معينة ضمن مدة محددة وبعكسه ستغضب الولايات المتحدة منه، وآخرون عدوا هذه الزيارة نصرا كبيرا للحكومة العراقية وتُحسب للدكتور حيدر العبادي شخصياً، لأنه الرئيس العربي الوحيد الذي وجهت له الدعوة على عكس الآخرين الذين طلبوا لقاء الرئيس، ولم تعلن إدارة البيت الأبيض لحد اليوم موقفها من هذه الطلبات. بعض السياسين العراقيين المقيمين في اوربا وأمريكا ودول الجوار تحدثوا نيابة عن الرئيس دونالد ترامب وقالوا أنه وبخ العبادي وطلب منه المباشرة بهيكلة الحشد الشعبي وتقويض السيطرة الإيرانية على القرار العراقي أو أخراجها نهائيا من القرار السياسي، وتصفية أدواتها، وتغيير بعض قيادات الجيش ومحاسبة شخصيات سياسية اسهمت بهدر المال العام، وابعادها عن المشهد السياسي العراقي نهائيا وزج بعضها في السجون بتهم سرقة المال العام وارتكاب جرائم حرب، وبناء الدولة على اسس ومعايير الحكم الرشيد وتوفير وضع آمن للشعب العراقي. والمراقب للمشهد السياسية من 2003 لغاية اليوم يلاحظ حصول تبادل للأدوار بين مقاومو الأمس ودعاة التحرير، فالمقاومون باتوا عرابين ومبشرين بقدوم القوات الأمريكية للعراق من جديد على أمل منحهم صلاحيات إضافية ومكاسب مادية، ومناصب أخرى لتمرير مخططاتهم لسرقة مزيد من أموال الشعب العراقي، في حين بات دعاة التحرير بالأمس يحملون لواء المقاومة ورفض عودة الأمريكان إلى العراق مرة أخرى. ولعل عودة الولايات المتحدة إلى العراق بقوة يعني تقويض الوجود الإيراني في العراق وفتح صفحة جديدة من التعاون بين بغداد ودول الخليج العربي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية عن طريق أغراءات بدأت بتقديمها العربية السعودية وستقدمها منها أسقاط الديون، وإعادة تأهيل أنبوب النفط العراقي وفتح المنافذ الحدودية، وتسهيل دخول الحجاج العراقيين ومضاعفة أعدادهم في دبلوماسية شعبية تبدأها المملكة من جديد من ضمن مشروع كبير جداً يهدف إلى تشديد الحصار على إيران وابعادها عن التأثير في العراق عن طريق استبدال أدواتها السياسية الحالية بأخرى جديدة يرافقها انتعاش في الوضع الاقتصادي للمواطنين عن طريق زيادة اسعار النفظ وإلانطلاق في حملة إعمار شاملة تستهدف كسب الرأي العام لتحقيق أهداف الولايات المتحدة في العراق وكل هذه هي بداية لتنفيذ المشروع الامريكي الكبير الذي بموجبه ستتغير حكومات وتسقط دول ويعاد النظر بتشكيل مراكز القوى من جديد.
أقرأ ايضاً
- التكتيكات الإيرانيّة تُربِك منظومة الدفاعات الصهيو-أميركيّة
- الإجازات القرآنية ثقافة أم إلزام؟
- الفراغ التشريعي بشأن قوانين تملك العرب والأجانب للأموال المنقولة في العراق