- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
التَّسْوِيَةُ الفاشِلَةُ؛ مَنْ يَضْحَكُ عَلى ذِقْنِ مَنْ؟!
حجم النص
بقلم:نـــــــــزار حيدر كنتُ أَتمنّى ان يتمَّ الإعلان عن وفاة [التّسوية التّاريخيّة] وتشييعها الى مثواها الأَخير بطريقةٍ أُخرى أَكثر انسانيّةً! وبغيرِ الطَّريقة البائسة التي وردت في [المراقب] ومن دونِ الزّج باسم المرجعيّة في كلّ القصّة والتقوُّل على لسانِها! ولكن!... لقد عدتُ للتوّ من زيارةٍ للعراق دامت (٥) أسابيع زرتُ والتقيتُ خلالها بمختلف شرائح المجتمع، فلقد التقيتُ مرجعيّات دينيّة وعلماء وفقهاء وأَساتذة جامعات وباحثين وسياسيّين وكُتّاب وقيادات حزبيّة ونوّاب ووزراء ومحافظين وتجّار وطلّاب جامعات ومدارس ومدرّسين وحقوقيّين، نساءً ورجالاً، كباراً وصغاراً، فلم أَجد حتى واحداً منهم يؤيّد التّسوية المزعومة، ولكلٍّ وجهة نظر ومنطلق برفضهِ لها الّا انّ القاسم المشترك الذي يجمع بين كلّ هذه الآراء هو قولهُم؛ *الفاشلون لا يحقّقونَ تسوياتٍ تاريخيَّةٍ أَبداً!. *المأزوم داخلياً لا يُحقّق تسوياتٍ مع الآخرين أَبداً!. ولقد عزَّز هذا الرَّفض الشّعبي العام قناعتي السلبيّة بالتّسوية، منذ اليوم الاوّل بعد اطّلاعي عليها ودراستها بالتّفصيل وبكلّ دقةٍ وحياديّة، يوم كانت السّاحة في غفلةٍ عنها، فالمُتابع الكريم يتذكّر جيداً المنشور الذي كنتُ قد نشرتهُ بتاريخ [٢٠١٦/١١/٦] وعلى نطاق واسع بشأنها، وليَ الفخرُ أَن يكونَ أَوّل منشورٍ يحمل موقفاً واضحاً وصريحاً وجريئاً، والذي قلت فيه ما نصُّهُ؛ [مبادرة التّسوية الوطنيّة مشروعُ خيانةٍ جديدٍ للعراق، يجب على كلّ مواطنٍ حرٍّ شريفٍ ان يجتهدَ لاسقاطِها] وهذا ما حصل بالوعي والانتباه. ثمَّ نشرتُ عدّة مقالات شرحتُ فيها فلسفة هذا الموقف الصّارخ والقوي وأسبابهُ ودوافعهُ!. كان كلّ تصوّري وظنّي انَّ عرّابي التّسوية سيقرأون ما اكتب ويكتب غيري فيُغيّروا ويبدّلوا ويتراجعوا! خاصَّةً وأنّهم كانوا يصرِّحون يومياً بأَنَّ النصّ ليس نهائياً وهو قابلٌ للاصلاحِ اذا تلقَّوا أَيّة ملاحظات جادّة بشأنهِ! ولكن يبدو لي الآن انّهم لم ولن يطَّلعوا على هذا النّوع من الملاحظات أَبداً! لأَنَّهُم لن يصغوا الا لأنفسهِم، ولم يسمعوا الا رجْع كلامهِم وأَحاديثهم! وانّ ما كانوا يصرّحون به هو لذرّ الرّماد في العُيون ليس أَكثر، والا فانّهم سائرون بالمشروع الى نهاية المطاف! لولا لطف الله تعالى!. ولقد تمادت بعض أَبواق العرّابين في غيّها دفاعاً عن المشروع مهما كلّفَ الثّمن، فاتّهموا المُخالفين بأَنّهم تجّار دم وشكّكوا بأجنداتِ آخرين واتَّهموا قسماً ثالثاً بالحسدِ والغيرةِ من صاحب المشروعِ! بعد الإنجازات الباهرة التي حقّقها على مختلف المستويات! وهكذا!. امّا اليوم فحالهم لا يختلف كثيراً عن حال ذاك الذي سافر الى بغداد بحثاً عن شجارٍ قائلاً لأوّل من صادفهُ في طريقهِ متسائلاً [ماكو عركة مركة؟] ولمّا باغتهُ عددٌ من الشّقاوات وانهالوا عليهِ ضرباً مُبرحاً! هَربَ من بين أيديهم وفي أَحد الأزقّة صادفَ نفس الرَّجُل الاوّل فأعاد عليه السّؤال قائلاً [ماكو ختلة متلة؟]. لقد كتبتُ لأحدهِم ان أنصحوهُ ولا تُضلِّلوه! انقلوا له الحقيقة ولا تقلبوا لهُ الحقيقة! حتى لا يعيشَ الوهم فيخطأ وتخطأ حساباته!. إِنّها النّرجسيّة يا صديقي!. أَتمنّى ان يطوي هؤلاء صفحة وهْم التّسوية ويلتحقوا بشعبهم بحثاً عن تسويات حقيقيّة تبدأ بإنصاف المظلومين والانتقام للوطن الذي سرقوهُ من خلال الضّغط المستمرّ لتقديمِ [عِجْلٍ سمينٍ] واحدٍ على الأَقل للقضاء ليقفَ خلفَ القُضبان! والتّوقُّف عن لَعبِ دور حصان طروادة لاعادةِ استنساخ الفاسدين والفاشلين!.