- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
مَنشورات عَلى مقياس ريـخـتـر !
بقلم: حـسـن رفـعـت الـموسـوي
الكتابة مسؤولية أخلاقية في المقام الأول والالتزام بها واجب مقدس خاصة من المُثقفين حاملي راية التغير و الإصلاح.
من أوسع الأبواب التي انفتحت في الـعـراق حرية التعبير عن الآراء ومعلوم كم كان نصيب العراقيين منها أبان حكم البعث العفلقي، و في ظـّل العراق الديموقراطي تحطمت جميع القيود.
تلعب وسائل الإعلام دوراً محورياً في صناعة الوعي الاجتماعي و السياسي وفق معايير وأنماط محددة، مقترناً بغياب الرقابة، وأصبح مجتمعنا في الوقت الراهن متأثراً جداً بسيل مداد الاقلام على السوشل ميديا الذي أصبح الأكثر رواجاً بين الوسائل الأخرى.
عمد العديد من المؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي الى الخطاب الجماهيري ذات التأثير العاطفي، والذي يسهم بدوره في تشكيل المفاهيم الاجتماعية و السياسية لدى الناس حول قضاياهم المختلفة "الاجتماعية والدينية وحتى الاقتصادية والسياسية" حيث يلاقي سرعة رواج في هذا الفضاء الفوضوي، ومع مرور الوقت و زيادة تأثيره بوجود كاريزما مناسبة تتم برمجة المفاهيم و الاهداف التي يرغب بإدخالها الى المجتمع وفق أيديولوجية معينة، لها اعتبارات لا تنطلي على المتابع الدقيق للوضع، فيتم غرس معانٍ محددة لمفاهيم تمت برمجتها و العمل عليها، مما يجعلها راسخة لا تقبل المناقشة ولا المراجعة وبالذات لو تم ربطها بسبب متسيد الساحة.
لا يقلقنا الافكار التي تحملها ما دامت مجثومة بداخلك فانت حر بها، ولكن حينما تخرجه للعلن ويتم تداوله هنا و هناك سيبدأ هرج الساحة، وهذه هي نتيجة التسليم المطلق للآخرين والسماح لهم ببرمجة العقل وفق توجهاتهم الفكرية دون مراعاة المعاني المعرفية لحقيقة المفاهيم المتداولة، ختاماً لا نلوم الشخصيات لأنها تتقاضى ثمن العبث بأمن العراق خراباً و فساداً، وهي ادوات خارجية لكننا نلوم المُتلقي الذي وهبه الله العقل والتفكير وإمكانية البحث والسؤال وعدم التسليم التام لأفكار المبرمجة سلفاً.
أقرأ ايضاً
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القنوات المضللة!!
- ما هو الأثر الوضعي في أكل لقمة الحرام؟!