- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
خواطر العبوديه بين الأمس واليوم؟!.
حجم النص
بقلم:المهـندس ســرمـد عـقـراوي في الماضي كانت العبوديه تتخذ شكلا مباشرا وحازما بل دراماتيكيا في استعباد بني البشر ؟! فكانت دولة ما تغزو دولة اخرى وتنتصر عليها فيساق ابنائها وبناتها من اطفال وصغار ورجال ونساء الى الدولة المنتصره ويصبحوا عبيدا لخدمة الدولة المنتصره لبقيه حياتهم, اما الشيوخ وكبار السن فيتركوا لتقضي عليهم السنيين ومراره فراق الابناء والبنات والاحفاد. اما اليوم فان العبوديه قد تطورت واصبح لها تسميات اخرى الا انها تصب في نفس سياق العبوديه ؟! كيف؟! يسلط دكتاتور ما على بلد الخيرات ويدمره فيضطر اهله الى تركه بحثا عن لقمة العيش او الحياة الافضل تماشيا مع طموح البشر الا ان الفخ الذي يقع فيه الجميع هو فخ العبوديه الحديثه وهو الهجره والاقامه في الخارج ولا يصحى الانسان على كوارث هذا الفخ الا بعد فوات الاوان وانقضاء العمر. تركز الاصابع الخفيه التي تحكم العالم على استعمال اسلوب العبوديه الحديثه لانها تخدمها خدمه عظيمه في السيطره على البشر والدول فمن فوائد العبوديه في الدوله المضيفه هي: 1- انت اجنبي لا تتدخل بالسياسه لانه ليس بلدك. 2- اصلا انت لا تتدخل في الاهتمام بالبلد المضيف الا في حدود عملك لانك لست ابن البلد. 3- وصراعك الداخلي مع الغربه يستنفذ كل طاقاتك. 4- وان حرصت واهتميت بالبلد المضيف لانك ابن اوادم فان ابناء البلد الاصليين سيمنعوك وسيكون ضدك اوعلى اقل تقدير سيشككون في نواياك ومصداقيتك وان كانت حسنه. مقابل هذه العبوديه الحديثه وما ستدفعه من ثمن غال يخفى عليك الى النهايه فانك ستحصل على: 1- وظيفه محترمه ومورد مالي جيد. 2- سكن مريح مع توفر كافه اسباب الراحه. 3- سياره وغيرها من الكماليات. 4- عيشه منعمه. 5- واعتقاد بمستقبل مشرق. كل هذا يقدم لك على طبق من ذهب ولكن ليس لمصلحتك بل انه وكما يهتم الانسان بالحيوانات لانها مصدر فائده له يقدم كل هذا لك بحجه احترامك كبشر اما الحقيقه فانها امر من العلقم. الا انك ستفقد الكثير وستدفع الثمن غاليا ولن تحس به الا بعد فوات الاوان 1- صراع داخلي مع الغربه والحنين الى الوطن وان كان لا شعوري. 2- مهما كنت منعما ومرتاحا في العمل والسكن فانك تشعر بالتعاسه والكآبه. 3- فقدان العلاقه والتواصل مع الاهل والاحبه والاصدقاء وذكرياتك في الوطن. 4- تغريب شخصيتك بحيث تصبح منقسم الشخصيه بين البلد الام وبلد العبوديه. 5- ضياع الاولاد والذريه في بلد العبوديه. اكتب من مراره تجربه (والحمد لله بانني تداركت نفسي قبل فوات الاوان بسبب توفر الظروف الموضوعيه) لن يحس بها الكثير الا بعد فوات الاوان وخبرة مجرب احسن من خبرة حكيم واعلم بان الكثير ممن لم يمر بهذه التجربه ليعرف مرارتها بل قد ينتقدها وان كانت وقتيه فلقد تغيرت الظروف اليوم وهنالك الكثير ممن يمكنه انهاء عبوديته بعد ان حصل على ما يريد. استثني مما تقدم طلاب العلم الدارسين في البلدان المختلفه فان وجودهم هنالك ما هو الا تجربه ناجحه في معرفه حب الوطن للرجوع اليه والعيش فيه بصورة طبيعيه. ادعوا من في العبوديه الحديثه الى التفكر فيما كتبت وتحرير نفسه منها باسرع وقت ممكن قبل فوات الاوان وزمن الندم والا فوالله على نفسها جنت براقش.
أقرأ ايضاً
- "مقارنة ساخرة".. محظية السلطان بين الأمس واليوم
- السيد السيستاني..بالأمس قاد المعركة ضد داعش واليوم يقودها ضد الفاسدين!
- خواطرُ منتظِرة