- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
مَنْ الرّابح من الضّربة التركيّة؟
حجم النص
بقلم:عزيز الخزرجي يتساءل كثيرون؛ عن الرّابح و الخاسر من الضربة التركية التي أسقطت ألمقاتلة الرّوسية كدعم عمليّ واضح لداعش و أخواتها في المنظقة؟ هل هي تركيا؟ ام روسيا؟ أم سوريا؟ أم العراق؟ ام طرف آخر؟ و هل ستؤدي تلك الضربة ألتي إعتبرها الرئيس بوتين بمثابة خنجر في الظهر جعلت الرئيس الأقوى في العالم لا يرد حتى على مكالمات أوردغان الذي كرّرها لأربع مرات من دون جواب من الرئيس بوتين؟ هل تلك الضربة و بما تضمنته من رسائل مباشرة ستؤدي الى اضعاف الدّور الرّوسي؟ ام العكس؛ اضافة المزيد من القوة اليه لتدمير داعش نهائياً و تخليص ليس سوريا فقط بل كل بلاد الشام والعراق من هذا الشرّ الذي تعدى شرّ الشيطان الرجيم؟ هذه الأسئلة و غيرها أثيرتْ بعد إسقاط الطائرة المقاتلة الروسية (سيخوي) قبل يومين، و ما زال الجميع يراقب و يتابع بدقة التصرفات و الخطوات العملية التي تصدر من الطرفين.. خصوصا الروسي لمعرفة الإجابة على هذه التساؤلات او قسم منها على الأقل. لكن فيما يبدو ان روسيا لن تنتظر طويلا للتحرك نحو ردّ الاعتبار، الموقف الرّوسي و منذ البداية كان واضحاً من خلال تحركات بوتين الطامح لإعادة هيبة روسيا في منطقة الشرق الأوسط و البحر المتوسط، و التي خسرها لصالح دولا أخرى نهاية القرن الماضي، سيما و ان لروسيا مصالح اقتصادية و امنية و سياسية حيوية في البعض منها لا يمكن ان تتنازل عنها بسهولة، و الامر شبيه بما جرى في ازمة شبه جزيرة القرم. من خلال بعض المواقف و التصريحات تبيّن بأن روسيا ستعمل على استخدام هذه الضربة من اجل تقوية نفوذها في المنطقة و تكثيف حملاتها ضد داعش و أخواتها، بدلا من الانتقام عبر عمل عسكري محدود أو بعمل مشابه او ضربة جوية مثلا، فقد تعمل روسيا على الاستفادة القصوى من هذا الحادث و بصورة مثالية... وقد تحركت روسيا فعلا بهذا الاتجاه من خلال: - مهاجمة مناطق النفوذ التركي التي تعتبرها (مناطق حمراء) كمنطقتي جبل الأكراد وجبل التركمان و غيرهما، التي بدء القصف المركز عليها بعد ساعات من اسقاط الطائرة و قتل أحد طيّاريها... براً وبحراً وجواً، كما ان الجيش السوري تقدّم باتجاه القرى القريبة منها مدعوماً بالطيران الرّوسي الذي دمّر الكثير من قواعد داعش و النصرة و غيرهما، لتنظيف المنظقة من الجماعات المسلحة التي تدعمها حكومة اردوغان الأرهابي. - فرصة لزيادة التسليح الروسي في المنطقة (كماً ونوعاً) لدواعي الحفاظ على أمن المقاتلات الرّوسية بعد تعرضها لهجوم من الاتراك، و قد أعلنت وزارة الدفاع الرّوسية نقل أسلحة جديدة الى سوريا منها نظام (اس-400) المتقدم للدفاع الجوي إلى قاعدتها الجوية في محافظة اللاذقية, و هي أحدث منظمومة صاروخية في العالم كله. - التحرك نحو توسيع قاعدة مشاركتها في مكافحة الإرهاب العالمي عبر مساعدة المزيد من الحلفاء، وهو عرض تم تقديمة الى مصر عبر وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، الذي اكد للسيسي "نحن نعرف جيداً مشكلة الإرهاب الحادة في مصر، ومن المفزع أنه في شبه جزيرة سيناء، يعمل فرع تنظيم (داعش) المسمى بـ(ولاية سيناء)، الذين تلطخت أيديهم بدماء المئات من الضحايا الأبرياء، بما في ذلك ضحايانا.. نحن مستعدون للتعاون بشكل وثيقٍ مع مصر في مكافحة هذا الشر"... إضافة الى رغبتها بتوسيع ضرباتها الجوية في العراق أيضا، إذا ما رغبت الحكومة في بغداد التعاون مع روسيا التي تشترك معها إضافة الى إيران وسوريا بالتحالف الرباعي. - التواصل مع الولايات المتحدة الامريكية وفرنسا وباقي دول (التحالف الدولي) لإقامة جبهة عالمية مشتركة لمحاربة تنظيم داعش والتنظيمات المتطرفة الأخرى، وهذا يعني الاعتراف الرسمي بدور روسيا المحوري في محاربة التنظيمات المتطرفة عالميا. اغلب الظن ان التحركات الروسية القادمة ستعمل على تقوية نفوذها في المنطقة بدلا من التركيز على ردود الأفعال التي قد تفقدها الأرباح الاستراتيجية لتحقيق مكاسب انية، وهذا ما لا تعمل على تنفيذه سياسية بوتين في الشرق الأوسط على المدى القريب والمتوسط. عزيز الخزرجي حقيقة تأريخة: من مذكرات الملك الأيراني ناصر الدين شاه؛ سألوا الملك (ناصر الدين شاه): (بكم تركياً تبدل حماراً أصيلاً)! أجاب: كل ألف تركي مقابل حمار واحد. ملاحظة: كان المعمول به قبل حكومة (ناصر الدين شاه) و هذه حقيقة مثبتة في التأريخ, بأنّه كان يتم تبديل تركي واحد بحمار واحد كمقايضة كانت جارية, و لكنه غيّر القانون, ليجعل كل حمار مقابل ألف تركي, مع الاعتذار للمواليين الأنسانيين منهم.