
تجربة جديدة تتمثل في ادخال التقنيات الحديثة بطرق التدريس الاكاديمي في العراق دشنتها بعض الجامعات العراقية منذ سنوات وطبقت للمرة الاولى في جامعة اهل البيت الاهلية في محافظة كربلاء المقدسة، هذه التجربة تتمثل في استخدام طريقة ( Bubble Sheet) او ما يسمى بالامتحان الالكتروني للطلبة عبر استخدام برامج الكترونية لا تحتاج الى مراقبة الطالب او تصحيح اجاباته بواسطة البشر، وتختزل الوقت والجهد وتحفز الطلبة على الاجوبة بطريقة سهلة ومحددة لكنها مطولة، هذه التجربة كان محط تقييم اساتذة تدريسيين متخصصين.
يقول عميد كلية الآداب في الجامعة الدكتور " هاشم الحيدري" في تصريح لوكالة نون الخبرية ان " الامتحان الالكتروني يعتبر تجربة فاشلة استخدمت في فترة معينة لاسباب محددة اعتقد انها اسباب سياسية، اضافة الى الاسباب التي دعت الى استخدامها، مستدركا بالقول ان" الامتحان الالكتروني يعتبر قفزة علمية نحن غير مؤهلين لها، لان الدول المتقدمة التي تستخدم هذا النوع من الامتحانات يكون عندهم الامتحان مبني على الثقة وحب الطالب للتعلم، لكن لدينا في العراق اتخذ الامتحان الالكتروني وسيلة للنجاح لا اكثر ولا اقل، واستخدمت فيه طرق ملوثة وغير شريفة في سبيل الوصول لتلك الغاية، والامثلة عندي كثيرة وانا لا اشجع على تطبيق الامتحان الالكتروني لانه يحتاج الى ثقافة اجتماعية وتربوية وطلابية، كوننا لا نستطيع ان نعطي للطالب الحرية على التصرف بدون رقيب، والدليل اننا نضع في كل قاعة خلال اجراء الامتحانات مراقبين اثنين او اكثر في سبيل منع الطلبة من استخدام الطرق غير السليمة في عملية الغش والنجاح غير السليم، فكيف بالطالب يترك وحيدا وبعيدا عن الرقابة في الامتحان الالكتروني، وكانت النتيجة ان وصلت الينا مجموعة من الطلبة للدراسة في الجامعة بعد ان اجتازوا امتحانات البكلوريا وهم مع الاسف معلوماتهم مخزية".
واضاف "الحيدري" ان " كل امتحان يختلف عن الامتحانات والسياقات العلمية التي تعودنا عليها تحتاج الى اعداد، وثقافة، وملاكات متخصصة تساعد الطالب على استيعابها، واولها زرع الامانة والاخلاص في نفس الطالب وعدم اللجوء للطرق غير السليمة في سبيل تحقيق مآربه في النجاح، وانا في الوقت الحاضر لا اشجع على تطبيق هذه الطرق كونها تحتاج الى سنين قادمة نطبقها على الطالب في المدارس المتوسطة والاعدادية، حتى يكون على معرفة والمام بها عند وصوله الى الجامعة، ولديه قناعة ان النجاح يعتمد على الجهود الذاتية والابتعاد عند الاساليب غير الذاتية، وقد لمسنا نتائجها في سنوات جائحة فايروس "كورونا" وكانت النتائج سلبية، ومن التجارب التي حصلت معي ان طالبا كان مستواه متدني ولم يحصل الا على (9) درجات من مجموع (50) درجة طوال اشهر السنة واعرف مستواه العلمي بدقة وموثق لدي، وبعد اجراء الامتحان عن بعد الكترونيا حصل على درجة كاملة (50) بالمئة، وهو امر مستحيل ان يحقق هذه القفزة، والامتحان الالكتروني تقنية حديثة متطورة لكن الاهم فيها ان تزرع الثقة في نفس الطالب على الاعتماد على امكانيته وتعليمه على طرق الامانة وتدريبه على تلك التقنيات من المتوسطة الى الاعدادية الى الكلية، كما معمول بها في دول اوروبا من المدارس الابتدائية بأن استخدام اي وسيلة غير نزيهة في الامتحانات تعتبر خيانة للوطن والمهنة والعلم ونوع من العيب والغش، فأصبح مسلحا بهذه الثقافة ولا يحتاج الى مراقب في الامتحانات، بينما لدينا يعتبر نوع من الفخر و"الشطارة".
من جانبه اكد معاون مدير التسجيل لشؤون الطلبة في الجامعة "حسن هادي العارضي" في تصريح لوكالة نون الخبرية ان" الامتحان الالكتروني ينقسم الى قسمين الاول هو الامتحان والتصحيح الالكتروني البحت الذي يمكن اجرائه عند بعد عبر تطبيقات برامج "المودل" وغيرها، والثاني ما يجري لدينا حاليا من امتحانات الكترونية تقويمية للامتحانات الالكترونية التي تسمى (Bubble Sheet) التي تعتمد على استمارات توزع على الطلبة ويقوم الطالب بتظليل الاجابة الصحيحة في الاستمارة او ورقة الاجابة عبر خيارات عدة مقدمة له، وهي طريقة تمنع التدخل البشري في تصحيح الامتحانات، لان البرنامج سيجري قراءة الكترونية لورقة الطالب الامتحانية المعدة مسبقا لإجابات الامتحان الالكتروني، وهي طريقة لا يكتب فيها الطالب اي معلومة بل يؤشر ويظلل فقط، من مجموعة معلومات عن السؤال هي خيارات له، ثم تعرض على ماسح ضوئي لمعرفة الاجابة الصحيحة من خلال برنامج الكتروني، ويسهم التصحيح الالكتروني في اختزال الوقت بشكل كبير وضمان الدقة، فلو كان لدينا الف طالب او الفين يؤدون الامتحانات سيمكننا البرنامج الالكتروني من اظهار نتائجهم التي قد تأخذ ايام من التصحيح اليدوي خلال نصف ساعة فقط بقراءة ودقة عالية جدا، وتجاوز الاخطاء البشرية الشائعة في التصحيح اليدوي التي قد يقع بها الاساتذة كونهم بشر ومعرضون للخط".
واضاف "العارضي" ان" هذه التقنيات الامتحانية التقويمية الوزارية الحديثة طبقت منذ سنوات في الجامعات العراقية، ولدينا في جامعة "اهل البيت" طبقت في هذا الموسم الدراسي، وهذا التطبيق سيجعل انظمة الامتحانات على اسئلة متعددة (MCQ) وخيارات عدة على غرار ما معمول به في اغلب الامتحانات في العالم، وسيغير من واقع الطريقة الكلاسيكية التي تعودنا عليها في الامتحانات التي تعتمد على الشرح والتعداد وكتابة الطالب للمعلومات، بينها سيخرج الطالب في التقنية الحديثة الاجابة من عدة خيارات متاحة له، ومثلا لو كان الامتحان لمدة ساعة سنضع له (60) سؤال ولكل سؤال جواب بدقيقة واحدة"، مشيرا الى ان " كل نظام جديد سيتعرض الى معوقات او مشكلات، ولكن مع مرور الوقت وتدريب الملاكات والطلبة في امتحانات تجريبية سيتم تجاوزها، وفي الصيدلة يؤدي الامتحان الالكتروني للسنة الرابعة بنجاح ".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- اعتماد بصمة العين في الامتحانات الوزاريَّة
- خلال ستة اشهر في كربلاء ... اكثر من (7) مليار دينار مبالغ تخفيض اجور جامعة الزهراء لثلثي طالباتها
- لاول مرة في العراق.. مستشفى الامام زين العابدين الجراحي يحصل على اعتمادية (Temos) الدولية (فيديو)