- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
هل للاجئي سوريا دور في مظاهرات الرمادي؟
حجم النص
قلم :سامي جواد كاظم
المظاهرات في العراق الديمقراطي امر طبيعي بعد التغييرات الاخيرة فما عاد العراق كالسعودية و قطر وغيرها من الحكومات الدكتاتورية ومن الطبيعي جدا ان ترتكب بعض الهفوات غير المقصودة من قبل المتظاهرين او الحكومة ولكنها مستقبلا ستاخذ شكلها الحضاري ، ومن بين افضل اوجه الشكل الحضاري عندما يكون المطلب سليم وفق التوقيت السليم والمكان السليم .
لو قمنا بتحليل سبب مظاهرات الرمادي بشكل اجمالي سنراه سليم لان هنالك الكثير من المعتقلين لازالت اوراقهم متارجحة بين السجون والمحاكم من غير حل فلابد لمظاهرة تجعل الحكومة تنتبه لهذا الامر ولكن عندما نتابع بعض التصرفات التي جعلت المظاهرات تاخذ منحى اخر منا رفع علم الطاغية وصورته وتصريح العلواني ورفع علم ارهابيي سوريا عندها سنقف للنظرة التفصيلية وليس الاجمالية .
قبل ما يقارب ثلاثة اشهر وقبل ان تتازم الامور في سوريا على الحدود دخل العراق مجموعات سوريا تحت عنوان لاجئين وقام العراق بداية بغلق الحدود ولكنه اجبر اخيرا نتيجة ضغوطات داخلية وخارجية ودخل السوريون بالالاف ومن بين بعض الاجراءات التي اعتمدتها الحكومة هي السماح لمن له اقارب في الرمادي ان يسكن الرمادي .
لنقف هنا قليلا كيف يمكن اثبات القرابة بينهم ؟ اذكر لكم هذه القصة الحقيقية وبشهادة احد اطرافها الذي يقول انا زرت العراق عن طريق السليمانية بعد سقوط النظام بايام ، قلت له كيف جئت والبلد فوضى وباي صفة دخلت ، اجاب لقد طلبوا مني صورة مكتب الطالباني في طهران ومنحوني هوية الاحوال المدنية العراقية ودخلت باعتبار انا عراقي ...انتهت القصة ، اقول ان من اسهل الامور في العراق هو اصدار اي وثيقة او هوية رسمية مزورة واتذكر جيدا عندما تم القاء القبض على موظف في التربية وجدوا بحوزته اكثر من مئة ختم حكومي .
بعد هذه القصة جاء الطلب من قبل المتظاهرين في الرمادي باجراء التعداد السكاني وذكر فقرة المذهب ضمن استمارة التعداد،وفي نفس الوقت فقدت الاجهزة الحكومية الرقابة على من دخل الى الرمادي بصفة لاجئ سوري ، والبعض منهم لازال في الخيام على الحدود يصارع موجة البرد ولا احد يذكر معاناتهم بل حتى الرمادي لاتهتم لهم .
في بداية السقوط قامت بعض الجهات بتزوير البطاقة التموينية كل حسب اتجاهه المذهبي والعرقي حتى يثبت انهم الاكثرية وها هي الفرصة مواتية للرمادي لتكون جزء من حلقات المؤامرة على المنطقة الغربية بما فيها سوريا .
بدات الحكومات الارهابية في الخليج تفكر باستخدام ما يمتاز به الشيعة وهو الزيادة العددية وتكوين فصائل مسلحة وبالفعل فقد ذكر لي احد الاخوة من لبنان ان بعض الدول الخليجية تقوم الان على تسليح فصائل وهابية في طرابلس لتكون الند لحزب الله ولاننا نعلم حجمهم وما يقومون به فاننا سنتركهم حتى يبداوا وعندها سيكون ردنا شرعي وقانوني في اعادتهم الى رشدهم ليعلموا حجمهم.
وعليه اصبحت بعض مطالب المتظاهرين غير سليمة والتوقيت اصبح فيه شبهة والمكان هو الاخر محل استهجان .
اقول لكل من يتارجح في قراره بخصوص ما يجري في العراق ان هذه الامور ستجر البلد الى ويلات وسيتحمل اغلب هذه الويلات هو من يسعى اليها ولو سقط برئ من الرمادي فالجنوب هو الخاسر ولو ظلم مواطن في الجنوب فالموصل هي الخاسرة ، لاتجعلوا الدم هو سبب الصحوة للعودة الى الصواب .
أقرأ ايضاً
- دور الذكاء الاصطناعي في إجراءات التحقيق الجزائي
- رمزية السنوار ودوره في المعركة
- هل ماتت العروبه لديهم !!!