اعتبر الكاتب والاعلامي المصري عادل الجوجري رئيس تحرير مجلة الغد العربي ان قطر تحاول ان تلعب في العراق نفس الدور الذي تلعبه في سوريا من التحرش واثارة الفتنة والتدخل في الشؤون الداخلية .
واوضح الجوجري في حديث مع قناة العالم ان الدور القطري يحاول تغيير الطبيعة الساسية داخل العراق وان يحط العملية السياسية في هذا البلد بتغذية طائفية لفئة محددة واختراق القانون والدستور وكل الاعراف والتقاليد ، وهذا ليس جديدا على قطر التي مارست هذا الاسلوب اكثر من مرة سيما في دعم المسلحين والمتمردين في سوريا .
واضاف الجوجري ان هناك محاولات اليوم من قبل المحور السعودي التركي القطري لخلق واقع جديد في العراق من خلال اثارة القلاقل والتوتر الذي ساهم في افشال انعقاد مؤتمر الكتل السياسية العراقية قبل انعقاد القمة العربية ، ووقوف هذا المحور ايضا وراء المقايضات السياسية التي تمارسها قائمة العراقية ورموزها لافساد العملية السياسية ، والاصرار على تطبيق اتفاق اربيل الموقع في ديسمبر 2010 رغم ان الزمن قد تجاوز هذا الاتفاق ولابد من وجود صيغة حضارية وحداثية جديدة .
واشار الكاتب والاعلامي المصري الى الهدف من وراء كل هذه المنغصات هو تعويق العملية السياسية في العراق وعرقلة التنمية واشغال العراق بمشاكل داخلية لايمكنه معها لعب دور قيادي في المنطقة العربية .
واشار ايضا الى ان السعودية وقطر عملتا على افشال انعقاد القمة العربية في بغداد لكن العراق نجح في عقد هذه القمة وهذا ما سبب ازعاجا اكثر للدوحة والرياض .
وفي جانب اخر من حديثه قال الجوجري ان العراق يمتلك قدرات سياسية واقتصادية كبيرة ، بمعنى انه يمتلك القوة الناعمة من حيث الثقافة والتاريخ والحضارة والفنون والمؤهلات الاخرى التي لا تملكها دولة اخرى في مجلس التعاون كما يمتلك العراق القوة الخشنة كالقوة الاقتصادية والقوة العسكرية والعلاقات القوية مع دول الجوار ومن هنا اصبح العراق مهيأ ليكون قاعدة الانطلاق وقاطرة الدول العربية .
وتابع الجوجري قائلا : ان قطر والسعودية حاولتا في ظل الغياب السابق لمثلث القوة العربي – مصر وسوريا والعراق – ان تتصدرا قيادة العالم العربي فقامت قطر بشراء الجامعة العربية وتحويلها الى جامعة قطاع خاص ، وبالتالي اصدمت هذه الجامعة اصدمت بدولة محورية في المنطقة العربية وهي العراق وهنا فعلت السعودية وقطر مشروعهما الذي يطلق عليه ( سايكس بيكو 2 ) وهو مشروع يستهدف تقسيم العراق الى عدة اقاليم ، كما يتضمن مخططات لتقسيم سوريا وانشاء امارة سنية بين حمص وطرابلس ، ومحاولات لتقسيم مصر الى اربع دول كما يجري العمل على تقسيم اليمن وليبيا ، اما السودان فقد تم تقسيمه فعلا .
وخلص الجوجري الى القول ان مشروع سايكس بيكو 2 يهدف الى تقسيم المنطقة الى 52 دوله تلعب فيها قطر واسرائيل دورا محوريا ومن هنا تأتي المكايدة القطرية للعراق لتفكيك بنائه السياسي وتعطيل مشروعه التنموي .