- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
بغدادُ عاصمةً للسياحة العربية
حجم النص
بقلم:عباس الصباغ
اختيار المنظمة العربية للسياحة مدينة بغداد عاصمةً للسياحة العربية لعام 2025 مايشي ان بغداد تمكنت من اجتياز المعايير التي وضعتها تلك المنظمة والتي تتضمن مجموعة من المؤشرات الأساسية مثل الإدارة، البنى التحتية، الموارد السياحية، وتنوع الأنشطة المتاحة، إضافة إلى التزام المدينة بالحفاظ على البيئة وحمايتها ، وهذا الاختيار يُعد تتويجًا للمساعي الحثيثة التي بذلتها أمانة بغداد تساندها الحكومة العراقية عامة لإعادة إشراق المدينة وتحديث بنيتها التحتية، وتحسين خدماتها لتكون وجهة سياحية جاذبة. حيث أشار تحليل اقتصادي صدر مؤخرا إلى أن بغداد تمكنت من تحسين قطاع الخدمات العامة بشكل ملحوظ، بما في ذلك تحديث شبكة الطرق وإعادة تأهيل المباني والشوارع الحيوية والمجسرات وذلك ضمن توجه الحكومة التي رفعت شعار (حكومة خدمات) ليتواشج واقع الحال مع الشعار المرفوع بشكل عملي ، وهذا القرار يؤكد تعافي العراق الامني والسياسي وحضوره من جديد في خريطة السياحة العربية على الأقل، إن لم نقل السياحة العالمية، إن اختيار بغداد عاصمة للسياحة ليس تكريمًا لحاضرها فحسب، بل هو شهادة عالمية على استقرارها الجيوسياسي وأمنها ، إنه اعتراف عالمي بقدرة بغداد على استعادة مجدها الحضاري ومكانتها بين عواصم العالم، ورسالة بأن هذه المدينة التي نهضت من رماد التحديات كالعنقاء ما زالت منارة للسلام والانفتاح، وحاضنة للأصالة والتجدد، وهذا القرار سيساعد بغداد في الخروج من تصنيف الدول غير الآمنة، وهو ما يفتح لها أبوابًا جديدة على الصعيدين الإقليمي والدولي. وتلبية لذلك يستعد العراق في سعيه لـجعل بغداد عاصمة السياحة العربية بحزمة مشاريع خدمية جديدة كون الحكومة تضع على رأس أولوياتها تحقيق التقدّم في الجانب الخدمي لان السياحة ومقوماتها متوافرة في العراق وبجميع اشكالها ومسمياتها ، ومن الممكن أن تتحول السياحة الى مصدر أساسي في الاقتصاد الريعي، مع توافر الفرص والحاجة المحلية ورغبة المواطنين في ممارسة حقوقهم في الانتفاع والتمتع بمرافق سياحية عصرية ومتطورة وصديقة للبيئة، وذلك في اهمية تجاوز المعرقلات البيروقراطية، وتهيئة المزيد من الظروف المناسبة لجذب الاستثمار الأجنبي والمحلي في هذا القطاع ، ويجب العمل على إنضاج المشاريع السياحية وطرحها حزمةً واحدة، خصوصاً أنّ تطوير هذا القطاع سيسهم في تعزيز الاقتصاد الوطني وتنويعه عبر تفعيل القطاعات الحيوية، ومنها قطاع السياحة الذي تحرص الحكومة على تنشيطه للمرحلة المقبلة، ولتجاوز احتكار الاقتصاد الريعي ودخولا الى افاق تنويع وتعظيم مصادر الدخول القومي للبلد . ومن الايجابيات غير المباشرة في اعتماد بغداد عصمة للسياحة العربية أن السياحة نفط لا ينضب وتعمل الجهات المعنية على توظيفها كرافد مالي مهم يصبّ في الموازنة المالية العامة والسعي الدؤوب من قبل الحكومة الذي يجب ان يصبّ في كيفية تطوير السياحة والنهوض بالواقع السياحي في العراق وكيف نوظفها لتكون رافدا مالياً يدخل بالموازنة العراقية وتكون السياحة قطاعا اقتصاديا مهما الى جانب بقية القطاعات الاقتصادية كالزراعة والصناعة اضافة الى النفط الذي لن يكون المورد الاقتصادي الرئيس في اخر المطاف وهو المطلوب .
أقرأ ايضاً
- مؤتمرات القمم العربية .. الجدوى والنتائج
- هجرة العقول العراقية والعربية: اسبابها ونتائجها وحلولها
- اللغة العربية.. ومظاهر الاعتداء عليها