بقلم:مسلم الركابي
لااحد يختلف ان يشاهد المسؤولون بمختلف مناصبهم وعناوينهم واشكالهم والوانهم واحزابهم وكتلهم مباريات كرة القدم وبالاخص مباريات الدوري العراقي ، فهناك حقيقة لايمكن التغاضي عنها ان اغلب انديتنا والتي تلعب في دوري نجوم العراق هي اندية فقيرة وهي تعاني من مشاكل مالية صعبة لذلك نراها احياناً كثيرة تمارس اقصى حالات الاستجداء من المسؤول لكي تجعل النادي يعيش على قيد الحياة وكلنا نشاهد كيف يمارس المسؤول نرجسيته وسطوته ومزاجيته في التعامل مع النادي كمؤسسة رياضية ومن هنا نشاهد ادارات الاندية تستقبل هذا المسؤول وتودع ذاك ، والى وقت قريب كان البعض من الساسة في العراق يظن الرياضة نوع من انواع الترف بل ان البعض كان بستهجن مباريات كرة القدم ، سبحان الله مغير الاحوال ، اليوم اصبحنا نشاهد بعض السلوكيات الجديدة ولا نقول الغريبة لبعض السياسين العراقين ، حيث اصبحنا نشاهد سياسي يزور اتحاد كرة القدم والاخر يحضر مباريات الدوري والاخر يهب الملايين للفرق التي تلعب في مدينته والاخر يزور تدريبات بعض الفرق ، ربما الامر بات يشكل ظاهرة جديدة من ظواهر السياسيين العراقيين ، اليوم السيد الحلبوسي يقف في مقدمة سياسي العراق ومن الصف المتقدم الاول من السياسيين يحضر مباريات دوري نجوم العراق فقد حضر الحلبوسي في ملعب الزوراء وقد استقبلته جماهير الزوراء بأهزوجة ( هله بيك هله وبجيتك هله ) والتي جعلته يحلق بنرجسيته الامر الذي جعله يؤشر بقيمصه الابيض لجماهير الزوراء بانه زورائي حد النخاع ! ! ! ، ومما لايفوتنا ان نذكر ان التجارب علمتنا بان السياسيين العراقيين بمختلف احزابهم وطوائفهم واشكالهم واحجامهم بانهم انتهازيون بامتياز ، فهم يستثمرون اي حدث من اجل تحقيق مكاسبهم ، وهذا امر بات يعرفه الشعب العراقي من خلال تجربة العشرين عاماً التي مضت ، السياسي الفقير دوماً رغم ملياراته وسطوته يبقى فقيراً في عيون الشعب فهو اليوم يستجدي الاصوات فهو دائماً يعيش هاجس الخوف من الغد ، نعم السياسي في العراق اليوم يعرف بان المسافة بينه وبين الشعب تزداد اتساعاً والفجوة تكبر يوماً بعد يوم لذلك نراه يحضر مباريات ويصرف الملايين والتي الله وحده يعرف كيف جمعها ، ويحضر المهرجانات والمواكب وكل الفعاليات الاجتماعية الاخرى ، فلا عجب ان يكون اليوم احد السياسيين شرطاوياً والاخر جوياً والاخر طلابياً هكذا تتطلب السياسة فهي فن الممكن فلا غرابة ان يصبح الحلبوسي زورائياً ، انها الانتهازية المفرطة ايها السادة ! اتقوا الله بهذا الشعب ، مالكم كيف تحكمون ؟ ؟ ؟ !
أقرأ ايضاً
- تساؤل غير صحيح.. لماذا يجب على السُنّة والبعثيين الاعتراف بالخطأ !
- حرب غزة ولبنان.. هل هو تجديف ام تفكيك للأخلاقية ؟
- من يحاسب المتطفل على الدين ؟