حجم النص
عثرت دائرة اثار وتراث كربلاء على مقبرة اثرية تضم رفاة وجرار تحوي مقتنيات شخصية اثرية تعود الى عصر ماقبل الاسلام.
وقال منقب الاثار في دائرة اثار كربلاء حسين ياسر خليل في تصريح لوكالة نون الخبرية اليوم تم العثور على المقبرة اثناء مد انبوب نفط الى محطة الخيرات الكهربائية وجد العمال هياكل عظمية وهم يقومون بعملية الحفر فابلغوا المهندس المشرف على العمل وبدوره ابلغ السلطات المحلية ظنا منه انها مقبرة جماعية.
واضاف "انه وخلال تفحصي للمواد المستخرجة اثناء عملية الحفر توضح لدي بانها لقى اثرية فقمت بايقاف العمل فورا في الموقع وابعاد الاليات حفاظا على الاثار الموجودة داخل الارض وقمت باخبار الدائر ة عن الموضوع حيث حضرت لجنة من مجلس محافظة كربلاء تتمثل بالدكتورة افتخار عباس رئيسة لجنة السياحة والاثار في المجلس وتم الاطلاع على الموقع وتم استلام اللقى الاثرية المستخرجة وبعد الاتصال بالسيد محافظ كربلاء اوعز بعمل كشف تخميني للعمل في الموقع وقامت دائرة اثار كربلاء وفي نفس اليوم باعداد الكشف التخميني لاعمال المجسات(الحفر الاختبارية)التي ستجرى في الموقع لبيان مقدار الاثار الموجوده وهل هي مقبرة والى اي فتره تعود .وبعد موافقة السيد المحافظ تم رفع الكشف الى الهيئة العامة للاثار والتراث لاخذ موافقة السلطة الاثارية على التنقيب وفقا لقانون الاثار والتراث النافذ المرقم 55 لسنة 2002 المعدل.
وتابع خليل لوكالة نون وبعد التاكد والفحص تبين لنا ان الموجودات وهي عبارة عن هدايا دفنية كانت تدفن مع الاموات وخاصة حول منطقة الراس حيث تم العثور على قوارير زجاجية صغيرة كانت تستخدم للعطور ومواد التجميل وكذلك عثر على مشط مصنوع من العظم ولاتزال تفاصيله واضحة وعثر ايضا على اوعية من الخرز من الاحجار الكريمة والاحجار الاخرى مما يدل بان هذا القبر يعود لامرأة وكذلك تم العثور على جرار فخارية مزججة وواحده منها حجم متوسط وعثرنا ايضا على خلخال(حجل) مصنوع من المعدن عليه صدا حاليا وتوجد في نهايته قفل عثرنا على مواد جصية بعضها عليه الوان. ومن كل هذا يتبين لنا بان هذه اللقى تعود الى العهد الفرثي"
.
(الفرثيون)
من 250 ق م في ايران ومن 139 ق م الى 226 ب م في العراق
ظهر الفرثيون في شمالي بلاد ايران و كانوا من الاقوام الآرية التي توغلت جنوبا ثم غربا وحارب مؤسس هذه الدولة المدعو ارشاق عام 250 ق م السلوقيين في ايران وطردهم منها واستقل فيها وسكن في العاصمة اكبتانا ثم أعقبه أخوه وغيره من الملوك وكانت أسماءهم في الغالب أفرهاط او ارطبان وكانوا في حروب مستمرة ضد السلوقيين حتى زمن متريدات الاول ( 170 – 138 ق م ) الذي فتح العراق سنة 139 ق م في زمن انطيوخس السابع وقضى على حكم السلوقيين في العراق . وجعل الفرثيون سلوقية عاصمة لهم في الشتاء كما انهم وسعوا المدينة الى الجانب الايسر من النهر وعرف بعد ذلك هذا الجانب بطيسفون ثم تتابع الملوك على العرش الفرثي في ايران والعراق واستمرت حروبهم ضد السلوقيين في بلاد سوريا هذا الى حروب كانوا يصدون بها هجمات الاقوام الشمالية في بلاد ايران .
ولما تعاظمت سلطة الرومان في الشرق بعد سقوط الدولة السلوقية وقعت مصادمات بينهم وبين الفرثيين وتزاحموا على طرق التجارة والقوافل على الفرات وعبر الصحراء وكان الجيش الفرثي قويا انتصر على الرومان في عدة معارك وأشدها معركة حران عام 53 ق م بين اورود الفرثي وكراسوس القائد الروماني في زمن يوليوس قيصر وقد انكسر فيها الجيش الروماني وابيد تقريبا عن بكرة أبيه وكانت الحروب بين الفرثيين والرومان سجالا ولامجال لذكرها هنا . ثم تم السلم بين الطرفين في زمن الامبراطور او غسطس ثم نشبت مجددا حرب شعواء في زمن الامبراطور تراجان , كانت نتيجتها ان ضمت الامبراطورية الرومانية أكثر ممتلكات الفرثيين في الغرب حتى انهم وصلوا الى طيسفون نفسها . ولكن آخر محاولة للرومان لفتح بلاد فارس باءت بالفشل في معركة نصيبين الشهيرة فقد تكبد فيها الرومان خسائر فادحة بالارواح والاموال .
انشئت في عهد الفرثيين مدن كثيرة في الصحراء العربية من العراق , وبلاد الشام , وكانت مراكز للقوافل العربية التجارية . ومنها مدينة " البتراء " قرب العقبة في موقع حصين بين الجبال حكم فيها الانباط واشتهر من امرائها في القرن الثاني قبل الميلاد الحارث وعبادة وغيرهما , ثم استولى عليها الامبراطور الروماني تراجان سنة 109 للميلاد وأصبحت بذلك موالية للرومان . ومدينة " الحضر " في العراق على الثرثار في وسط الصحراء بين دجلة والفرات وكانت مركزا للقوافل في الجزيرة الشمالية وموقعا هاما بين القوتين المتناحرتين الفرس من الشرق والرومان من الغرب . ولعل زمن تأسيس مدينة الحضر يرجع الى قبل القرن الميلاد واستمر سلطانها الى منتصف القرن الثالث للميلاد . حكم هذه المدينة والمنطقة المحيطة بها , والتي كانت تعرف حينذاك بالآرامية باسم " عربايا " سلالة عربية منذ القرن الاول للميلاد واشتهر من ملوكها نصر و رئيس الكهنة وابنه سنطرق الاول الذي يرجح انه كان معاصرا للملك الفرثي أولغاش الاول (51 – 77 م ) , ثم أعقبه ملوك آخرون منهم عبد سميا وابنه سنطرق الثاني الملقب بملك العرب . وكان آخر ملوك الحضر , على ماجاء في المصادر العربية , الضيزن الذي في زمنه حاصر سابور الاول الساساني المدينة وفتحها في نحو عام 270 للميلاد أو بحسب تقدير آخر في نحو عام ( 240 – 250 م ) . ولم يقم لها شأن بعد ذلك . وسيرد ذكرها في كلامنا على القاعة الحضرية , القاعة السادسة عشرة
اشتهر الامراء الفرثيون بالفروسية والصلابة وكانت هناك منازعات مستمرة فيما بينهم ازدادت شدتها في السنوات الاخيرة من حكمهم لاسيما في بلاد فارس وحدثت ثورة داخلية طوحت بالعرش الفرثي وهو ان اردشير الفارسي الساساني ثار على ارطبان الخامس الملك الفرثي وقضى عليه عام 226 للميلاد وشكل سلالة فارسية ساسانية في البلاد ورثت عن الدولة الفرثية جميع ممتلكاتها .
وكالة نون خاص
أقرأ ايضاً
- بينها تعديل قانوني التقاعد والجوازات.. البرلمان ينشر جدول أعمال جلستي الأحد والاثنين
- في اول تصريح له بعد تجديد الثقة... امين عام العتبة الحسينية يشكر المرجعية الدينية العليا ويتعهد بالمسير على نهجها(فيديو)
- البرلمان يؤكد لوفد البنك الدولي أهمية بقاء البنى التحتية لطريق التنمية بيد الحكومة