عن صديق قديم لي هو \"حسن الصحاف\"، وهو فنان بحريني سجن -ظاهريا بسبب مخالفات اقتصادية - ولكن الواقع هو بسبب وقوفه ضد النظام. كان مقالي هو لمناشدة الملك حمد لإطلاق سراحه، وقد تمّ حالياً إطلاق سراحه بالفعل. خابرني (الصحاف) ليطلعني على الأخبار الطيبة ودعوته لكتابة مقال عما حدث له في مدونتي فوافق بشجاعة وهذا هو ما كتبه:
أحب أن أشكر كل من كتب إلى حكومة البحرين مطالباً بإطلاق سراحي من السجن. وأنا أكتب هذه الملاحظات، أتمنى من كل قلبي أن يقرأها وزير الداخلية في البحرين. وهذا هو ما حدث لي:
في يوم الثالث عشر من شهر مايو، الساعة الثانية فجراً، هاجم منزلي ثلاثون مسلحاً من قوات الأمن البحرينية. سحبوني من سرير نومي نصف عارٍ واعتقلوني وأخذوني إلى
الخارج حيث تفاجأت بالعدد الكبير للقوة المسلحة مدعومة بمدرعتين وسبع سيارات مسلحة للشرطة. كان هناك مسلحون فوق سطح منزلي وعلى السور وحول سيارتي. بعدها عصّبوا عيني بقماش أسود وقادوني في سيارة لأكثر من ثلاث ساعات. أحسست أننا غادرنا البحرين إلى السعودية، ربما كانت هذه طريقة لإخافتي وترويعي. في النهاية وجدت نفسي في زنزانة السجن في مركز الشرطة. في ذلك اليوم، لم يكلمني أحد بتاتاً. ولم أستطع النوم بعد وضعي في السجن الانفرادي لمدة ثلاثة ايام. ومنعوني من الحديث أو الاتصال بأي أحد. ولم يخبرني أحد ما هي تهمتي.
بعد أسبوع تقريباً تم نقلي إلى سجن يسمى \"جو\" حيث تنتزع الإنسانية من الرجال ويتم إهانتهم وتعذيبهم. حقق معي ضابط بحريني لقبه \"الجودر\" وسألني عن السياسة وأشياء مثل: ما علاقتك بالصحافة الامريكية؟ هل لك اتصال الآن مع الصحافة الامريكية؟ ومع من الأسماء؟ ما هي ميولك السياسية؟ ولماذا ذهبت إلى الدوار (مركز الاحتجاج)؟
قبل أيام فقط من اطلاق سراحي زارني النائب العام البحريني في السجن وسألني أسئلة كثيرة تتعلق بتركي العمل في جامعة البحرين وعن امور تخص إدارة أعمالي والسبب لوجودي في السجن. وسأل كذلك عن وضعي المالي الحالي، وفي النهاية اخبرني عن سبب التحقيق: صحفي امريكي كتب مقالاً ناشد فيه ملك البحرين لإطلاق سراحي من السجن. وأضاف إن هذا الصحفي اتهم الدولة أنها عاملتني بهذه الكيفية لأني شيعي، وأن هذا الادعاء بدون اساس عادل، وانه رأي اعتباطي محض. وسألني بعد ذلك إن كنت اتفق مع آراء الكاتب في المقال.
أخبرته أني لم أقرأ المقال ولا أعرف من كتبه. في النهاية، اخبرته انه من المخجل ان يقوم شخص من بلد آخر بالدفاع عني، بينما تقوم حكومتي بإهانتي وتعذيبي. في الماضي عندما كنت مسجوناً في البحرين تم تعذيبي وضربي من الخلف - لم يكونوا يملكوا الشجاعة الكافية لضربي وجهاً لوجه. هذه المرة وجوههم مفتوحة أثناء التعذيب، فقد لكموني ورفسوني وجهاً لوجه. لقد تم ضربي على وجهي ورفسي على الرجلين. كان هناك الكثير من الناس تحت التعذيب: ضرب بالأيدي والعصي والأحذية، الخ. رأيت أناساً يضربون ويصرخون ألماً امام عيني. سمعت أيضا الشرطة تدعو إلى قتل الشيعة.
نيويورك تايمز
أقرأ ايضاً
- إلى جانب قوانين معروضة على التصويت غداً.. المندلاوي يوجّه بحسم المواد الخلافية بالعفو العام
- الفنان عزيز خيون يشكر ممثل السيد السيستاني لاحتضانه الجوانب الخيرية والانسانية بالعراق
- قتل بدفع الخلافات العائلية .. شاب يقضى على والده داخل هيكل في البياع