كشف النقاب اليوم في موسكو عن أن العلماء الروس الثلاثة ،الذين صمموا وبنوا مفاعل بوشهر النووي في إيران ، كانوا من بين الركاب الـ 44 الذين قتلوا على متن \" توبوليف 134\" التي تحطمت شمال غرب روسيا ليلة أول أمس الثلاثاء بينما كانت على وشك الهبوط في مطار بتروزافودسك . وقالت مصادر استخبارية روسية إن العلماء الثلاثة ، وهم سيرجي ريزكوف و غينادي بانيويك ونيكولاي ترونوف ، في شركة أو كي بي التي صممت وبنت المفاعل المذكور ، والذي يعتبر فخر الصناعات النووية الروسية . وكان العلماء الثلاثة ، وفق مصادر روسية خاصة ، أشرفوا في شباط / فبراير الماضي على مكافحة \"الدودة الإلكترونية \" malworm التي يعتقد أن أجهزة استخبارات أميركية وسرائيلية كانت وراء زرعها في أنظمة إدارة المفاعلات النووية الإيرانية وأدت إلى مشاكل كبيرة قبل أن يتمكن العلماء الثلاثة من حلها وإعادة تذخير فرن مفاعل بوشهر بقضبان الوقود.
وإذا كان نموذج طائرة \" توبوليف 134 \" ، الذي ينطوي على عيوب صناعية أدت إلى عدد من الحوادث الجوية في هذه الطائرة، أول ما اتجهت إليه عيون المحققون الروس ، فضلا عن الضباب الذي غلف منطقة المطار، فإن التحقيق يتجه الآن صوب البحث في معطيات جدية تشير إلى وجود \" عمل استخباري تخريبي\" وراء الحادث. وترتكز قناعة المحققين هذه على أن العلماء الثلاثة كانوا على متن رحلة واحدة ، وهو أمر ممنوع وفق قواعد الأمن والسلامة المعمول بها في روسيا. حيث تمنع تلك القواعد سفر أكثر من مسؤول أمني أو عسكري أو علمي كبير على متن رحلة تجارية واحدة. ويعمل المحققون الآن على إيجاد أجوبة تفسر وجود الثلاثة على متن الرحلة نفسها ، وعلى \"المصادفة\" المتعلقة بأن الثلاثة هم المشرفون على مفاعل بوشهر الإيراني!؟ وقالت مصادر أمنية روسية لـ\"الحقيقة\" إن المحققين \" باتوا مقتنعين الآن بأن تحطم الطائرة لم يكن بسبب الضباب أو بسبب خلل فني ، كما أن وجود العلماء الثلاثة ، المعتبرين من أبرز علماء الهندسة النووية في روسيا ومن أبرز مصممي المفاعلات ، لم يكن بمحض المصادفة\". وطبقا لهذه المصادر ، فإن التحقيق يدور الآن مع الموظفين الإداريين في شركة OKB Gidropress التي يعملون فيها ، والذين يتولون الحجز لعلماء الشركة على مت الرحلات الجوية أو البرية ، الداخلية منها والخارجية. ونقلت هذه المصادر عن أوساط المحققين قولهم \" إن المعلومات الأولية تفيد بأن أيا من العلماء لم يكن على علم بسفر زميليه الآخرين على الرحلة نفسها. فقد تبين أنهم كانوا يجلسون في أماكن مختلفة في الطائرة بعيدة عن بعضها البعض\"!؟
يشار إلى أن عددا من العلماء الإيرانيين المعنيين بالبرنامج النووي كانوا تعرضوا لعمليات اغتيال بطرق مختلفة خلال السنوات الأخيرة. وإذا ما تأكد وجود عمل \" استخباري تخريبي\" وراء مصرع العلماء الروس الثلاثة ، تكون المرة الأولى التي ينتقل فيها الصراع الاستخباري على خلفية البرنامج النووي الإيراني إلى الأراضي الروسية.
وكانت روسيا طردت الملحق العسكري الإسرائيلي ، الكولونيل فاديم لايدمان ، الشهر الماضي بعد ثبوت ضلوعه في أنشطة تجسسية تتعلق بصفقات السلاح التي أبرمتها روسيا مع عدد من دول الشرق الأوسط، وبشكل خاص سوريا وإيران
أقرأ ايضاً
- السوداني من لندن: العراق يدعم الاستقرار والتهدئة بالمنطقة عبر علاقاته مع ايران وامريكا
- ايران تعزي بضحايا الحرائق في كاليفورنيا
- امريكا تستعد لاخلاء نحو 153 ألف شخص في لوس أنجلوس جراء الحرائق