شكك الباحث سايمون هاندرسون بما إذا كانت السعودية لا تزال تتمتع بالزعامة في العالمين العربي والإسلامي، بعد \"العام الكارثي\" الذي أصاب سياستها الخارجية بسبب الأحداث المتلاحقة في المنطقة.
وذكر هاندرسون ببعض ما جرى خلال العام الحالي جعله \"الاكثر كارثية\" على حد وصفه، للسياسة الخارجية السعودية، حيث فر الرئيس التونسي زين العابدين بن علي إلى مدينة جدة السعودية، فيما أُجبر الرئيس المصري حسني مبارك الذي ظل حليفاً للسعودية لفترة طويلة على أن يترك منصبه. ثم في آذار/مارس، وبعد أن بدت البحرين كما لو أنها تتخلى عن مبدأ حكومة تحكم من خلال إرادة الشعب، تدفقت قوات مكافحة الشغب السعودية تدعمها الدبابات عبر الجسر الذي يربط السعودية بجزيرة البحرين.
وفي مقال في مجلة \"فورين بوليسي\" الأميركية، كتب هاندرسون انه \"في الرياض وعواصم خليجية عربية أخرى كان الأمراء والمشايخ يتساءلون حول مدى صلابة الدعم الاميركي لهم، وفي الشهر الماضي حصلوا على الإجابة في خطاب الرئيس الاميركي الرئيسي حول السياسة الخارجية في الشرق الأوسط في 19 أيار عندما انتقد الرئيس أوباما بشدة طريقة تعامل البحرين مع التظاهرات\".
ولتأكيد هذه النقطة فقد تم تخفيض اجتماع ولي عهد البحرين سلمان بن حمد آل خليفة مع أوباما، عندما زار الأمير البحريني واشنطن هذا الشهر، ليصبح مجرد \"مرور عابر\" قام به الرئيس الاميركي (في الغرفة التي كان فيها الأمير سلمان)، كما أن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون لم تجامله بمؤتمر صحافي مشترك بعد اجتماعهما.
واعتبر هاندرسون انه \"حتى الهيمنة السعودية على أسواق النفط العالمية، بحكم قيادة المملكة داخل منظمة أوبك، تتعرض لتهديد\"، مشيرا إلى ان اجتماع وزراء نفط أوپك انتهى مؤخرا في فيينا بخلافات حيث وصفه ممثل السعودية علي النعيمي بأنه \"واحد من أسوأ الاجتماعات التي عقدناها على الإطلاق\".
وأضاف انه \"مع وجود الملك عبد الله الذي يبلغ من العمر 88 عاماً وغيره من الأمراء الكبار في السن على الكراسي المتحركة أو يسيرون وهم يعرجون مستندين على العصي، يمكن تخيّل القصور السعودية كبيوت فاخرة للعجزة\".
كما اعتبر هاندرسون \"إن الخطة التي تقودها السعودية لتوسيع مجلس التعاون الخليجي الذي هو خليط من مجموعة مشيخات مختلفة تشمل أيضاً الكويت والبحرين وقطر والإمارات العربية المتحدة وعُمان، إنما تحمل أيضاً دلالات على اليأس\"، مشيرا بذلك إلى اقتراحات العضوية التي قدمت إلى كل من الأردن والمغرب، من اجل \"تجنب الاتجاهات الديمقراطية للربيع العربي\".
واعتبر هاندرسون انه \"إذا كان توسيع مجلس التعاون الخليجي مشروعاً سعودياً لتعزيز النظم الملكية وإعادة تأكيد قيادة العالم العربي الذي يبدو بلا دفة، فإنه بالتأكيد لم ينجح بعد\".
وبعدما أشار إلى تعرض موكب الملك الأردني مؤخرا للهجوم بالحجارة والزجاجات أثناء مروره ببلدة في جنوب البلاد، قال هاندرسون ان \"لا يبدو أن باستطاعة العاهل السعودي أن يقرر ما إذا كانت نهاية نظام الرئيس السوري بشار الأسد، سوف تؤذن بهزيمة إستراتيجية لعدوه اللدود إيران أم لا، أو قد يكون حجر الدومينو القادم الذي سيسقط في صف واحد سيصل في نهاية المطاف إلى مملكته أم لا\".
واذ اشار هاندرسون الى ان وصول الرئيس اليمني علي عبدالله صالح إلى المملكة للعلاج بعد إصابته في صنعاء جعل الأمور \"تسوء بالنسبة للسعودية بوصول ضيفهم من الجحيم\"، قال إن السعوديين \"يحبون التدخل في صنعاء لكنهم لا يريدون أن تلاحقهم مشاكل اليمن إلى الرياض\".
وفي الوقت نفسه وعبر مياه الخليج، يلوح التهديد الإيراني في الأفق حيث إن إيران هي المنافس الاستراتيجي على المستويين الديني والسياسي، كما أشار هاندرسون.
أقرأ ايضاً
- وزير الخارجية العراقي: وجود أسلحة خارج الدولة أمر غير مقبول
- السجن 10 سنوات بحق مدير عام الضرائب الأسبق
- السجن عشر سنوات بحق مدير عام الهيئة العامة للضرائب الأسبق