هادي جلو مرعي
هذا هو مايطلق على الرجال الذين نزلوا القمر، ونقلوا للعالم صورا منه مبهرة، وعرفوا ولأول مرة ثم مرات ماهية هذا الكوكب، وعناصر تكوينه، وتأكدوا أنه مرآة عاكسة لضوء الشمس تحيله المشيئة الى نور يمنح الحياة شكلا مختلفا في ليالي البشر الباحثين عن الأمل والحياة.
يجري الحديث منذ فترة عن جيل بشري جديد يطلق عليه وصف رجال القمر، وهم الشباب الصغار الواعدون الباحثون عن التغيير والتطوير والنهضة والتكنلوجيا والمرح والعمل بقوة على تحويل العالم الى مساحة من العطاء التقني، لايأبه بالمحاذير، ولايتردد ولايتراجع، ويطالب بالمزيد، وهو جيل يستحق التماهي معه، والتفكير بطرق مبتكرة للتعامل معه، وهي مسؤولية الكبار الحاكمين الذين يجب ان يلتفتوا الى من يحكمون، وأن لايروا فيهم محكومين تقليديين، وأتباع للسلطة وراضخين على الدوام لمنظومة الحكم القائمة، ومن أجل ترويضهم لايتم التعاطي معهم بقسوة، بل بتحقيق متطلباتهم، والقيام بشؤونهم، وإبتكار كل فكرة واعدة تشعرهم إنهم مهمون كثيرا، وغير مهملين، وعليهم يقوم مستقبل البشرية ونهوضها.
هل يمكن أن نؤمن بالشراكة مع هذا الجيل الشاب والصغير والمتفتح كأزاهير الربيع، وتوفير البيئة الصالحة له، والتوقف عن مواجهته بالطرق التقليدية التي تصلح لأمثالي، ولكنها لاتصلح لملايين من المتمردين والطامحين الذين يتجاوزون بعض القيم التقليدية الدينية والتربوية والإجتماعية التي طبعت سلوك الأقوام البشرية عبر قرون متطاولة.
هذا الجيل القمري متطلع الى المستقبل، يهتم بالتكنلوجيا الحديثة، وعالم الإبتكارات والألعاب الألكترونية، وقيم الإنفتاح والمشاركة والإبداع والعمل الطوعي، ويرسم صورة للعالم تتجاوز دافنتشي وسلفادور دالي وبيكاسو، ويعزف لحنا يتجاوز موتسارت وبيتهوفن، ويقرأ متجاوزا كتب الفقه واللغة والآداب القديمة، هو جيل تقني عابر للحدود يريد فرض وجوده ووصايته على العالم رغما عن الجميع، ولابد من مجاراته ومحاكاته.
هذا الجيل يقتحم العراق، ويعد هذا البلد الأسرع في ظهوره.